تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

انتبه! حديث التعزية " عظّم الله أجرك " ضعيف!

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 12 - 08, 10:56 ص]ـ

جاء في " منار السبيل " الأثر التالي:

- روى حرب عن زرارة بن أبي أوفى قال: (عزّى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجلاً على ولده فقال: " آجرك الله، وأعظم لك الأجر ").

فقال العلاّمة الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (3/ 220):

ضعيف. لأن زرارة بن أبي أوفى تابعي، فالحديث مرسل، ولا أدري إذا كان السند إليه صحيحاً، فإني لم أقف عليه.

وروى ابن أبي شيبة (4/ 164) عن حسين بن أبي عائشة عن أبي خالد الوالبي: (أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عزّى رجلاً: يرحمه الله، ويأجرك).

وهذا مرسل أيضاً، أبو خالد هذا اسمه هرمز؛ يروي عن ابن عباس وغيره. وابن أبي عائشة أورده ابن أبي حاتم (1/ 2 / 62) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما ابن حبان فأورده في " الثقات " (2/ 59).

انتهى.

وقال العلاّمة الألباني رحمه الله في " أحكام الجنائز " (ص 320):

من بدع التعزية

- التعزية بـ " أعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، ..... ".

- التعزية بـ " إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المحروم من حُرِم الثواب ".

ثم قال رحمه الله في الحاشية:

استحسنهما في " شرح الشرعة " (ص 562، 263) وغيره، والأول روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه عزّى معاذ بن جبل في ابنه، لكنه حديث موضوع، والآخر روي من تعزية الخَضِر بوفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأهل بيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو ضعيف، رواه الشافعي في " مسنده " (1820)، وضعّفه ابن كثير في " تاريخه " (1/ 332).

انتهى.

ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[11 - 12 - 08, 11:50 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله بك على هذه الفائدة في حكم الأحاديث الواردة في التعزية.

لكنني أظن أنّ اطلاق البدعة على ما ورد في التعزية فيه مشاحة لعدم موافقة الفعل لحقيقة لبدعة!

فالأصل استحباب التعزية لما ورد في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال " أرسلت احدى بنات النبي صلي الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا في الموت فقال للرسول ارجع إليها فاخبرها ان لله ما أخذ وله ما أعطي وكل شئ عنده بأجل مسمي فمرها فلتصبر ولتحتسب " وهذا ما هو عليه جمهور العلماء.

كما أنه لم يرد نص في حصر ما يقال عند التعزية، لذا كان العلماء يتخيرون من الدعاء ما فيه خير لأهل الميت وميتهم بل استحب بعض العلماء ما تقدم من أدعية عند العزاء أو قال بها مع علمهم بضعفها ولم يقل أحد بسنيتها أيضاً ومع ذلك أتوا بها. فقد ذكر ابن قدامة في المغني أنّ أَحْمَدُ عَزَّى أَبَا طَالِبٍ، فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكُمْ، وَأَحْسَنَ عَزَاءَكُمْ. ولم نرى عالماً من قبل تشدد في الأمر وأخرج الأمر الى البدعة هكذا على اطلاقها!

فالرفق الرفق بالعامة والمسألة في سعة لا يتشدد فيها، فمتى كان الدعاء لا يوجد فيه مخالفة شرعية وكان فيه تسلية أهل المصيبة فلا بأس في ذلك

ورحم الله الشيخ الألباني ورزقهمصحبة المصطفى في الفردوس الأعلى

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[11 - 12 - 08, 12:32 م]ـ

لكن أخي أيمن بن خالد، المشكلة أن الكل يردد "أعظم الله أجركم" في التعزية فالمسألة ليست مقتصرة في أن الإنسان يختار من الصيغ ما شاء للتعزية لأنه كثر هذا الدعاء بصفة ملفتة في كل بلاد المسلمين ...

و هذا قد يعزز قول الإمام الألباني رحمه الله.

ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[11 - 12 - 08, 02:24 م]ـ

لكن أخي أيمن بن خالد، المشكلة أن الكل يردد "أعظم الله أجركم" في التعزية فالمسألة ليست مقتصرة في أن الإنسان يختار من الصيغ ما شاء للتعزية لأنه كثر هذا الدعاء بصفة ملفتة في كل بلاد المسلمين ...

و هذا قد يعزز قول الإمام الألباني رحمه الله.

بارك الله فيك أخي الإدريسي،

لكن أليس لهم سلف في هذا القول وهذا الفعل! فأين المشاحة في أنّ الكل يرددها، خصوصاً أنها من أبلغ ما يقال عند التعزية في حال الدعاء لأهل الميت ففيه من التسلية والسلوان الكثير! كما أنّ الناس لم يقرروا سنية الفعل نفسه! مع علمي القاصر أن الناس تختلف عندهم أساليب التعزية فمنه من يقول أعظم الله أجركم وأخر يقول عظم الله أجركم وأخهر يقول لا تحزن فإن الله مع الصابرين وأخر يقول يسلم رأسك (كناية في الدعاء لأهل الميت بالصحة) وما إلى ذلك!

ولا يخفى عليك أن البدعة هي ما استحدث على غير مثال سابق ولا يمكن رده الى اصل عام أو خاص من الشرع" والتعزية مشروعة في الأصل ولم يرد نص بحصر ما يقال فيها أو خصوصية لفظ عن لفظ معين أخر، فالأمر على العموم وهو كذلك والشخص مخير في تخير ما يرى من الدعاء المناسب لأهل الميت. كما أنّ وعظم الله أجركم من أفضلها لمعناها ولم نرى أحداً علل فعلها بالسنية وإن كثر فعلها، فتقييد الفعل بعدد الناس أة تكرارهم له لا يصح مع العلم أن الكثير من العلماء استحب التعزية بهذه الألفاظ ودرجت العادة أن الناس يقولون بهذه الألفاظ لقرون خلت ولم يقل أحد أن فعلها بدعة!!

لذا الأمر في سعة ولا يتشدد فيها والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير