تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جلسنا نتراءى!]

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[15 - 12 - 08, 08:42 م]ـ

خاطرة جميلة للشيخ يحيى بن ابراهيم اليحيى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

كثيرا ما يتزاور الصالحون وطلبة العلم والدعاة والمصلحون فماذا يحدث في تلك الزيارات الفردية؟.

هل يتناصحون؟، أم يفضي أحدهم إلى صاحبه بعيوبه وملاحظاته عليه؟.

إن هذا من أصعب الأمور وأشدها عليهم، ولا يستطيع كثير منهم أن ينطق ببنت شفه بملاحظة أو عيب أو ذكر خطأ أو تقصير وجده على صاحبه خشية من القطيعة أو تكدير الخاطر، أو سوء الظن، أو نقصان القَدَرْ، وإن أراد ذكر شيء من ذلك جاء به بأسلوب بعيد وبطريقة قد لا ينتبه صاحبه إلى مراده من ملاحظته أو وجهة نظره.

إذا فماذا يحدث في مثل تلك الجلسات الثنائية؟.

تبدأ الأحاديث غالبا بالثناءات المتبادلة بينهم، وكل منهم يجزي الآخر خيراً ويسأل الله الإخلاص ويستغفر الله.

ثم يبدأ الحديث فيعرض كلٌ أحسن ما عنده من أعمال دعوية وخيرية، وقد يظهر ما أراد إخفاءه من عمله الصالح، ولكن يرغب كل واحد منهما أن يتجمل عند صاحبه ويظهر عمله وبذله وجهده في عمل الطاعات الدعوية والخيرية.

وقد يضفي بعضهم زيادات وتنميقات على بعض أعماله حتى تظهر بالمظهر اللائق، مما يثير الإعجاب في نفس صاحبه، وفي الثنايا لا ينسيا ترديد كلمة الإخلاص والاستغفار!

أخي الكريم الناصح لنفسه: لقد جلس سفيان الثوري والفضيل بن عياض في جلسة مذاكرة ومحاسبة فلما انتهت الجلسة وجد سفيان أنه قد أخذ دُفعة إيمانية من مجلسهما فقال للفضيل: ما أحسن هذه المجالس! فقال الفضيل: بل ما أقبح هذه المجالس، اخترت أحسن ما عندي فحدثتك به، واخترت أحسن ما عندك فحدثتني به فجلسنا نتراءى!! يقول هذا مع أن مجلسهما كان مذاكرة ووعظ، وليس مجلس عرض الأعمال الصالحة، والجهود الخيرة والبرامج العلمية والدعوية التي قام كل واحد منهما بها.

ـ[محمد خاطر]ــــــــ[16 - 12 - 08, 11:25 ص]ـ

سبحان الله ...

صدقت أخي الحبيب ....

يا ليتنا والله نخرج من هذه الدنيا على خير وسلامة ....

ـ[السوادي]ــــــــ[17 - 12 - 08, 08:07 ص]ـ

جزاك الله خير

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[17 - 12 - 08, 11:31 ص]ـ

بارك الله فيكم وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم.

ـ[ساعي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 11:56 م]ـ

أحسن الله إليك

ـ[مصلح]ــــــــ[20 - 12 - 08, 07:58 ص]ـ

جلس سفيان الثوري والفضيل بن عياض في جلسة مذاكرة ومحاسبة فلما انتهت الجلسة وجد سفيان أنه قد أخذ دُفعة إيمانية من مجلسهما فقال للفضيل: ما أحسن هذه المجالس! فقال الفضيل: بل ما أقبح هذه المجالس، اخترت أحسن ما عندي فحدثتك به، واخترت أحسن ما عندك فحدثتني به فجلسنا نتراءى!! يقول هذا مع أن مجلسهما كان مذاكرة ووعظ، وليس مجلس عرض الأعمال الصالحة، والجهود الخيرة والبرامج العلمية والدعوية التي قام كل واحد منهما بها.

ما دام سفيان الثوري قد استحسنها فلم لا يكون استحسانه مقدماً على استقباح الفضيل رحمهما الله، ومن المعلوم -بلا شك- أن سفيان مقدم في العلم على الفضيل،، وفي كل خير ..

نحتاج إلى شئ من التمحيص والتحليل قبل أن نستدل أو نستأنس بأقول علمائنا وأهل الفضل فينا

مقصود التزاور والتلاقي واضح وهو زيادة الألفة والمحبة وهذا يتناسب تماماً مع الكلمة الطيبة والخبر السار والدعاء الصادق

أما أن نعد الجلسة الخلية من التناصح جلسة مجاملة ومراءاة فلا أظن هذا حقاً ولا أظن له أصلاً في الشرع ولا في الطبائع السوية

نعم .. التناصح وبيان الحق من الشرع ولكنّ لكل مقام مقالاً، ولن يعدم الناصح وقتاً يستعرض فيه ملاحظاته على أخيه غير هذا المقام

ونعم مرة أخرى .. لو فرض جلسة محبة وتزاور جرى فيها النصح وتهادي العيوب وكان الجو العام يتناسب مع ذلك فلا حرج

لكن أن يعاب على من جلسوا جلسة أخوية بدون ذلك فهذا محل النظر

ثم إن واقع كثير من أهل العلم والدعوة والإصلاح كتمان الأعمال الصالحة واحتساب الأجر في ذلك إلا إن

كانت المصلحة في إبرازه كاستشارة أو طلب معونة أو تذكرة للغافل والمتكاسل

وفق الله الجميع للصواب، وجزاكم الله خير الجزاء

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير