أي من نام عن ورده الخاص به، فإن القرآن لم يكن محزباً أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ما فهمه العلماء، يقول الإمام ابن تيمية- رحمه الله تعالى –:" وأما محافظة الإنسان على أوراد له من الصلاة، أو القراءة، أو الذكر، أو الدعاء طرفي النهار وزلفاً من الليل، وغير ذلك. فهذا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصالحين من عباد الله قديماً وحديثاً " الفتاوى 22/ 306
وقال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم - حفظه الله - في شريط عوائق في طريق الطلب:" ملحوظة: كلمتا " ورد وحزب" كلمتان شرعيتان مأثورتان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليست حكراً على الصوفية أو ما شابه .... إذ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تأخر على قوم كانوا ينتظرونه قال- صلى الله عليه وآله وسلم- حبسني وردي "حزبي" من القرآن فكرهت أن أخرج حتى أتمه."
وعن عمر– رضي الله تعالى عنه – قال:" من فاته حزبه"ورده" من الليل فليقضه إذا أصبح."ا. هـ
ثالثاً: الذكر المطلق، هل يمكن للإنسان أن يحدد لنفسه ورداً مما ورد لفظه في السنة المطهرة أكثر من مائة؟
روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه. "
فهل للزيادة من حد أو شرط؟ ليس لها حد بنص الحديث أي إذا قلت ألف أو ألفين ...... لا أكون آثماً أو مبتدعاً.
وكذلك بشرط الدوام، ففي الحديث عن عائشة – رضي الله تعالى عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:” أي العمل أحب إلى الله؟ قال: أدومه وإن قل." رواه مسلم
وعن عائشة – رضي الله تعالى عنها – " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا عمل عملاً أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة .... " رواه مسلم
فكيف يحافظ الإنسان على ورد له ويقضيه إذا فاته لم يكن يعرفه ويعده؟!
ا حذر أخي الحبيب من خداع النفس وكسلها إنها تحب الدعة والكسل ولا تحب الالتزام والتقييد حتى تتفلت يساعدها على على ذلك إبليس نعوذ بالله منه بشبهات وتلبيسات، إسال نفسك كم مرة تهلل أي تقول لا إله إلا الله أو تستغفر أو تصلى على النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم وكن صادقاً مع نفسك؟ أبدأ أخي الحبيب من الآن وحدد لنفسك ورداً متأسياً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعباد الله الصالحين قديماً وحديثاً. وأعلم أن الني صلى الله عليه وآله وسلم ألهم الذكر كما ألهم النفس،فهو غير محتاج لآلة عد صلى الله عليه وآله وسلم، ينام ولا ينام صلى الله عليه وآله وسلم قلبه لتعلقه بربه صلى الله عليه وآله وسلم، أما نحن نحتاج أن نوظف الوظائف على النفس ونجاهدها ونزيد شيئاً فشيئاً حتى تستقيم ويتعلق القلب بالله تعالى، فلقد رأيت من يلهج بذكر الله تعالى سرمديا إذا رأيته لهجت بالذكر بدون كلفة بل يلهج بالذكر وهو نائم نوم عميق، نسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من رؤية ومصاحبة أوليائه وأحبابه
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 01:22 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في (الفتاوى الكبرى):
(مَسْأَلَةٌ: فِيمَنْ يَقُولُ: أَنَا أَعْتَقِدُ أَنَّ مَنْ أَحْدَثَ شَيْئًا مِنْ الْأَذْكَارِ غَيْرَ مَا شَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ قَدْ أَسَاءَ وَأَخْطَأَ، إذْ لَوْ ارْتَضَى أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ نَبِيَّهُ وَإِمَامَهُ وَدَلِيلَهُ لَاكْتَفَى بِمَا صَحَّ عَنْهُ مِنْ الْأَذْكَارِ، فَعُدُولُهُ إلَى رَأْيِهِ وَاخْتِرَاعِهِ جَهْلٌ، وَتَزْيِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَخِلَافٌ لِلسُّنَّةِ إذْ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتْرُكْ خَيْرًا إلَّا دَلَّنَا عَلَيْهِ وَشَرَعَهُ لَنَا، وَلَمْ يَدَّخِرْ اللَّهُ عَنْهُ خَيْرًا؛ بِدَلِيلِ إعْطَائِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ إذْ هُوَ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ فَهَلْ الْأَمْرُ كَذَلِكَ أَمْ لَا؟ الْجَوَابُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ.
¥