تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[آل عبدالرحمن البصري المديني ووقفة مع جهاد ابن تيمية للتار]

ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[22 - 12 - 08, 08:34 ص]ـ

قال الشيخ أ. د.سالم آل عبدالرحمن البصري المديني في رسالته "قطب الثبات " -الجزء الأول - اصدار سنة 1984م

لم يترك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، أمراً صغيراً - حتى الحتر - أو كبيراً في السعي لصد ومقاومة التتار الا فعله،وكان رحمه الله،سبباً قوياً من أسباب نصر المسلمين على التتار في زمنه،وقد تمثل جهاد ابن تيمية رحمه الله تعالى للتتار بما يلي:

أولا ً: لقد حث الناس على الجهاد ضد التتار بالنفس والمال،وذلك من خلال دروسه وخطبه الحماسية القعساء ومواعظه الجنادل بالجامع الأموي.

ثانياً: سعيه المشرف والحاشر لمقابلة " قازان " ملك التتار على العراق والشام، وحسبكم هنا ما قاله الشيخ كمال الدين ابن الأنجا الذي كان مع ابن تيمية في ذلك اللقاء العظيم،قال: كنت حاضراً مع الشيخ فجعل يحدث السلطان بقول الله ورسوله في العدل وغيره،ويرفع صوته على السلطان،وأن السلطان من شدة ما أوقع الله في قلبه من المحبة والهيبة سأل من هذا الشيخ؟ فاني لم أرى مثله ولا أثبت قلباً منه، فقال الشيخ للترجمان قل لقازان: أنت تزعم أنك مسلم ومعك قاضي وامام وشيخ ومؤذنون ... وأبوك وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت،على هذا عاهدا فوفيا،وأنت عاهدت فغدرت ... ثم خرج رحمه الله تعالى مكرماً معززا ..

وكان سبباً لتخليص غالب أسارى المسلمين من أيديهم .....

(أنظر ان شئت: البداية والنهاية لأبن كثير - ج 14 - ص 10)

ثالثاً: تثبيته لحاكم القلعة: حين وضع التتار حاكماً على الشام من قبلهم اسمه " سيف الدين قبجق" أصبحت كل أمور الشام بيديه عدا القلعة،وهنا يخبرنا ابن كثير فيقول: فان الشيخ تقي الدين ابن تيمية،أرسل الى نائب القلعة يقول له ذلك لو لم يبقى فيها الا حجر واحد فلا تسلمهم ذلك ان استطعت، وكان في ذلك مصلحة عظيمة لأهل الشام ".

(أنظر المرجع السابق: ج 14، ص 7 - 8)

رابعاً: حثه للسلطان على الخروج لقتال التتار،وفي عام 700 هجرية وردت الأخبار الى دمشق بقصد التتار بلاد الشام،فاستعد الشيخ لالقاء المواعظ والدروس في الجامع الأموي،وتحدث الناس بخروج السلطان من القاهرة بعساكره، ولكن فوجئ الناس بعدول السلطان عن الخروج،ثم خرج ابن تيمية الى نائب السلطان فقواه وطيب قلبه، ثم اشاروا على ابن تيمية الخروج للسلطان،فلم يدرك السلطان الا وقد دخل القاهرة، وقال له أثناء مقابلته اياه: " لو قدر أنكم لستم حكام الشام ولا ملوكه واستنصركم أهله وجب عليكم النصر، فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه وهم رعاياكم وأنتم مسؤولون عنه: وقال أيضاً: " ان كنتم أعرضتم عن الشام وحمايته، أقمنا له سلطاناً يحوطه ويحميه ويستغله في زمن الأمن ".

ونتيجة لجهود ابن تيمية استعد السلطان للخروج مع العساكر المصرية الى الشام،وفي الثاني من رمضان التقى الجيشان في ساحة " شقحب" وافتى ابن تيمية بالفطر مدة قتالهم .. وقتل من التتر خلق كثير،ونصر الله المؤمنين.

انظر بلا أمر عليك: البداية والنهاية، ج 14 - ص 14 - 15، وص 24 - 25،أحداث سنة 700 - 702

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير