[ماهو دعاء المخبتين؟]
ـ[النعيمية]ــــــــ[24 - 12 - 08, 06:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضلا .. ماذا يقصد بدعاء المخبتين؟ الذي هو أسمع الدعاء ..
أهو دعاء عرف باسمهم أم أنها صفة تجعل الدعاء بهذا المسمى؟
أفيدونا بورك فيكم ولكم وجزاكم الله خيرا
وهنا نجد دعاء المخبتين مذكور ..
نقلتها للفائدة من رابطة أدباء الشام
أ. د/محمد أديب الصالح
رئيس تحرير مجلة حضارة الإسلامية
دخل سليمان بن عبد الملك المدينة، فأقام بها ثلاثاً، فقال: ما هاهنا رجل ممن أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا؟
فقيل له: هاهنا رجل يقال له أبو حازم.
فبعث إليه، فجاء.
فقال سليمان: يا أبا حازم، ما هذا الجفاء؟
فقال له أبو حازم: وأي جفاء رأيت مني؟
فقال له: أتاني وجوه المدينة كلهم ولم تأتني؟!
فقال: ما جرى بيني وبينك معرفة آتيك عليها.
قال: صدق الشيخ، يا أبا حازم، مالنا نكره الموت!
قال: لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخرتكم، فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب.
قال: صدقت يا أبا حازم، فكيف القدوم على الله تعالى؟
قال أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله فرحاً مسروراً، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه خائفاً محزوناً.
فبكى سليمان وقال: ليت شعري مالنا عند الله يا أبا حازم؟
فقال أبو حازم: اعرض نفسك على كتاب الله، فإنك تعلم مالك عند الله.
قال: يا أبا حازم، وأين أصيب تلك المعرفة من كتاب الله؟
قال: عند قوله: (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم).
قال: يا أبا حازم فأين رحمة الله؟
قال: (قريب من المحسنين).
قال: يا أبا حازم، من أحمق الناس؟
قال: من حطّ نفسه في هوى رجل وهو ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره.
قال: يا أبا حازم، فما أسمع الدعاء؟
قال: دعاء المخبتين.
قال: فما أزكى الصدقة؟
قال: جهد المقل.
قال: يا أبا حازم، ما تقول فيما نحن فيه؟
قال: اعفني من هذا.
قال سليمان: نصيحة تلقيها.
قال أبو حازم: إن ناساً أخذوا هذا الأمر عنوة من غير مشاورة المسلمين، ولا إجماع من رأيهم، فسفكوا فيه الدماء على طلب الدنيا، ثم ارتحلوا عنها، فليت شعري، ما قالوا؟ وما قيل لهم؟
فقال بعض جلسائهم: بئس ما قلت يا شيخ.
فقال أبو حازم: كذبت، إن الله أخذ ميثاق العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه.
قال سليمان: يا أبا حازم أصبحنا تصيب منا ونصيب منك.
قال أعوذ بالله من ذلك.
قال: ولم؟
قال: أخاف أن أركن إليكم شيئاً قليلاً، فيذيقني ضعف الحياة، وضعف الممات.
قال فأشر عليّ.
قال: اتق الله أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك.
قال: يا أبا حازم، ادع لنا بخير.
فقال: اللهم إن كان سليمان وليك فيسره للخير، وإن كان غير ذلك، فخذ إلى الخير بناصيته.
فقال: يا غلام هات مئة دينار، ثم قال: خذ هذا يا أبا حازم.
قال لا حاجة لي به، لي ولغيري في هذا المال أسوة، فإن واسيت بيننا وإلا فلا حاجة لي فيها، إني أخاف أن يكون لما سمعت من كلامي.
فكان سليمان أعجب بأبي حازم، فقال الزهري: إنه لجاري منذ ثلاثين سنة، ما كلمته قط.
فقال أبو حازم: إنك نسيت الله فنسيتني.
قال الزهري: أتشتمني؟
قال سليمان: بل أنت شتمت نفسك، أما علمت أن للجار على الجار حقاً؟
قال أبو حازم: إن بني إسرائيل لما كانوا على الصواب كانت الأمراء تحتاج إلى العلماء وكانت العلماء تفر بدينها منهم، فلما رأى ذلك قوم من أذلة الناس تعلموا ذلك العلم، وأتوا به الأمراء واجتمع القوم على المعصية فسقطوا وانتكسوا، ولو كان العلماء يصونون دينهم وعلمهم لم تزل الأمراء تهابهم.
قال الزهري: كأنك إياي تريد وبي تعرض؟
قال: هو ما تسمع.
* حضارة الإسلام – السنة 14 - العددان: 8 و9 شوال وذو القعدة 1393هـ - ت2 1973م.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[25 - 12 - 08, 09:33 ص]ـ
أسمع الدعاء دعاء المخبتين وهو وصف لهم .. فمنهم؟؟
قال تعالى: (وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصبرين على ما أصابهم والمقيمي الصلوة ومما رزقنهم ينفقون)
ـ[النعيمية]ــــــــ[25 - 12 - 08, 02:44 م]ـ
أسمع الدعاء دعاء المخبتين وهو وصف لهم .. فمنهم؟؟
قال تعالى: (وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصبرين على ما أصابهم والمقيمي الصلوة ومما رزقنهم ينفقون)
ما أفدتيني أخيتي الغالية فأنا أعرف هذه الآية لكن ماهو الدعاء؟؟
الدعاء بورك فيك
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[25 - 12 - 08, 03:19 م]ـ
لله در أبي حازم،فما أحسن جوابه ..
أختي الكريمة، لعل الاشكال عندك أنك ظننت أن قوله (دعاء المخبتين) أن هنالك دعاء بلفظ أو صيغة معينة يسمونه كذلك ..
و الآية التي أرشدتكِ إليها الأخت جامعة نافعة، فمن عمل بما فيها كان من المخبتين و استجيب دعاؤه ..
فتأملي بارك الله فيك ..
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[25 - 12 - 08, 04:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والعلم عند الله، أنّ ليس هناك دعاء مخصوص ولكن فضيلة الدعاء تعود لحال لداعي نفسه كونه مخبتاً لما يكون من حاله عند الدعاء، وإلا فلا لفظ مخصص وإنما أحوال القلوب عند الدعاء.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} الحج: 34 - 35
كما نقل الحافظ ابن حجر في فتحه في المقصود بالمخبتين المذكورين في الأية ما يلي:
" (قَالَ اِبْن عُيَيْنَةَ: الْمُخْبِتِينَ الْمُطْمَئِنِّينَ) هُوَ كَذَلِكَ فِي " تَفْسِير اِبْن عُيَيْنَةَ " لَكِنْ أَسْنَدَهُ عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد، وَكَذَا هُوَ عِنْدَ اِبْن الْمُنْذِر مِنْ هَذَا الْوَجْه، وَمِنْ وَجْه آخَر عَنْ مُجَاهِد قَالَ: الْمُصَلِّينَ، وَمِنْ طَرِيق الضَّحَّاك قَالَ: الْمُتَوَاضِعِينَ. وَالْمُخْبِت مِنْ الْإِخْبَات؛ وَأَصْله الْخَبْت بِفَتْحِ أَوَّله وَهُوَ الْمُطْمَئِنُّ مِنْ الْأَرْض."
والله أعلم وأحكم
¥