[من وحي جدلية الصراع]
ـ[ابوجعفرالمكي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 10:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة لعالم من علماء موريتانيا وأدبائها المبرزين وشعرائها المعروفين فضيلة شيخنا الشيخ ابراهيم بن يوسف ابن الشيخ سيدي الموريتاني حفظه الله ونفعنا والمسلمين بعلمه.ولعلي إن شاء الله أقوم بنشر سيرته الذاتية عما قريب في هذا الملتقى المبارك والآن أترككم مع القصيدة
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد، فهذه قصيدة للشيخ إبراهيم بن يوسف آل الشيخ سيدي
[من وحي جدلية الصراع]
مَن كانَ في حُمّى الحَداثةِ قدْ هَذى
أسْرى مع السارين يخْبِط ُفي الأذى
إن قيل يومًا: ذا غوِيٌّ ناعِقٌ
بالسُّخْفِ يَهْرِفُ قال: ليتى [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1) كنتُ ذا
أوقيل: هذا لاعنٌ أسْلافَنا
ألفيْتَه لحديثه قد حبّذا
القِشْرُ من دون اللُّبَاب يَروقُه
إذ كان عنه النُّورُ يُحْجَبُ بالقَذى
والزِّبْرِجُ الفَتَّانُ يَخْدَعُ لُبَّه
فَبَرِيقُ بهْجتِه عليهِ اسْتَحْوذا
وإذا سألتَ مَن الفَتى؟ قالوا: ألمْ
تَلْقَ المُفَكِّرَوالأديبَ الجِهْبِذا؟
من يغتني بقريحةٍ وقّادةٍ
عن عِلْم أحمدَ والخَليل [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2) ِ ومَنْ حَذا
حَسِبَ الحضارةَ مَوْضةً شكليَّة ً
وتَفَسُّخاً وتَمتُّعا وتلذُّذا
جَفّت منابعُ روحِه وفؤادِه
فرأى الديانة َ سُبَّة ًأو مأخَذا
ومن العِدى أخذ التصَوّرَ" والهُدى"
فغَدا لكيْدِ الحاقِدين مُنَفِّذا
لايَطَّبِيه أرِيجُ طَيْبة َأو صَبا
نجْدٍ ولابرقٌ يَلُوحُ بتِرْمِذا
كلا ولاشُعْثٌ بمكة َ عُكَّفٌ
يَدْعُونَ دَأْباً راغِبِين وعُوّذا
لكنْ ثقافة محْفِلٍ وكنائس ٍ
ومعابدٍ لسُمُومِهِنَّ تتَلْمَذا
إنَّ الحضارة َ مخبرٌ لامظهرٌ
فيه تكون مُهَرّجاً ومُشَعْوذا
إن َّ التقد م َ في التَّمَسّكِ بالهُدى
لا أنْ يُقابَلَ بالمَسَبَّةِ والبَذا
فمِن الشَّريعةِ عِزُّنا وعُلُوّنا
وبها نُلاقى للتقَدُّم مَنْفَذا
ما إنْ يَزالُ تراثُها مُتجدّداً
روْضاً نَضيرا منه ينْبعثُ الشَّذا
يُغْني عن النُّظُِمِ البدائِعِ كُلِّها
فالشَّرْعُ أُنْزِلَ للبَرِيّةِ مُنْقِذا
الشَّرْقُ مِنْ أنوارِه مُسْتَلْهِمٌ
والغرْب مِنْ أَلَقِ الضِّياءِ " تَأَستذا "
ولنا اقْتِباسُ مَعَارِفٍ وصنائعٍ
يَدري الخبيرُ أُصُولَها والمَأْخَذا
تُجْبَى بلا فوضَى ولاتبعيّةٍ
تُعِمي بَصِيرةَ مُحْتَذٍ عن مُحْتَذى
فبذا ننَال حَصانَة ًوبذاك مَو
روثُ الجُدودِ يكون فينا أُنْقِذا
إنَّ المعَاصِر مَن يُجَاوزُ عَصْرَه
ويكونُ بالعلم الأصيلِ قد اغْتَذى
فله ارتِباط ٌ بالجُذُورِ مُوثّقٌ
ولديه نَهْجٌ للتَّقَدُّمِ يُحْتَذ َى
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) ـ ـ قال ابن مالك (وليتني فشا وليتي ندرا) ومنه قول زيد الخيل الطائي وسماه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيد الخير:
كمنية جابر إذا قال ليتي* أصادفه وأفقد جل مالي، ومذهب الفراء استعمال ليتي بحذف النون في السعة وهو ظاهر كلام ابن مالك وابن عقيل، والله أعلم.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) ـ أحمد بن حنبل إمام أهل السنة، والخليل بن أحمد إمام أهل العربية.