وقال في سلسلة الأحاديث الضعيفة (5/ 282):وأما حديث: " كف عنا جشاءك .. " فصحيح بمجموع طرقه، وقد خرجته لذلك في الصحيحة (343).
*وروي مرفوعاً:إذا تجشأ أحدُكم أو عَطِسَ فلا يَرْفَعَنَّ بهما الصوتَ فإن الشيطانَ يحب أن يُرْفَعَ بهما الصوتُ.
روي من حديث عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وواثلة بن الأسقع و عن يزيد بن مرثد مرسلاً
فحديث عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وواثلة بن الأسقع: أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (7/ 32، رقم 9355) عنهم، والديلمى (1/ 309، رقم 1224) عن عبادة فقط. قال المناوى (1/ 315): فيه أحمد بن الفرج، وبقية، والوضين، وفيهم مقال معروف.
وحديث يزيد بن مرثد المرسل: أخرجه أبو داود فى المراسيل (1/ 353، رقم 524).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (5/ 281) 2254: ضعيف.
فائدة: النهي عن الجشاء نهي عن سببه وهو الشبع وهو مذموم طبا وشرعا كيف وهو يقرب الشيطان ويهيج النفس إلى الطغيان والجوع يضيق مجاري الشيطان ويكسر سطوة النفس فيندفع شرهما ومن الشبع تنشأ شدة الشبق إلى المنكوحات ثم يتبعها شدة الرغبة إلى الجاه والمال اللذان هما الوسيلة إلى التوسع في المطعومات والمنكوحات ثم يتبع ذلك استكثار المال والجاه وأنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات ثم يتولد من ذلك آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ثم يتداعى ذلك إلى الحسد والحقد والعداوة والبغضاء ثم يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء والبطر والأشر وذلك مفض إلى الجوع في القيامة وعدم السلامة إلا من رحم ربك. فيض القدير (5/ 8)
الأحكام:
الجشاء لا ينقض الوضوء
عند الحنفية (العناية شرح الهداية (1/ 64)،وقال ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 157):واجتمعوا على أن الجشاء ليس فيه وضوء.وقال الشافعي: ولم يختلف الناس في البصاق يخرج من الفم والمخاط والنفس يأتي من الأنف والجشاء المتغير وغير المتغير يأتي من الفم لا يوجب الوضوء.الأم (1/ 32)، قال مهنا: سألت أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل - عن الرجل يخرج من فيه الريح مثل الجشاء الكثير؟ قال: لا وضوء عليه. قال ابن قدامة: فأما الجشاء فلا وضوء فيه لا نعلم فيه خلافاً. المغني (1/ 210)،وقال أبن المنذر في الأوسط (1/ 93):وأجمعوا على أن الجشاء لا وضوء فيه.
الجشاء في الصلاة
يعفى عن الجشاء في الصلاة ولو حصل به حروف إذا كان مدفوع إليه،وإلا فلا وتبطل صلاته عند الحنفية (فتح القدير (2/ 282)، درر الحكام شرح غرر الأحكام (1/ 448)،
وعند المالكية:إن كان لِضَرُورَةٍ لَا يُبْطِلُ عَمْدُهُ وَلَا سُجُودَ يَسْجُدُ، وَلِغَيْرِ ضَرُورَةٍ قَوْلَانِ الْمُخْتَارُ مِنْهُمَا أَنَّهُ لَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ إذَا فَعَلَهُ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِالصَّلَاةِ، كَإِعْلَامِ أَنَّهُ فِي الصَّلَاةِ، وَأَمَّا لَوْ فعله عَبَثًا عَامِدًا فِي صَلَاتِهِ لَبَطَلَتْ وَلَا وَجْهَ لِعَدَمِ الْبُطْلَانِ.الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (3/ 15)
هل التجشؤ يفطر الصائم؟
فرع: إذا أكل أو شرب ليلا كثيرا وعلم من عادته أنه إذا أصبح حصل له جشأ يخرج بسببه ما في جوفه هل يمتنع عليه كثرة ما ذكر أم لا وهل إذا خالف وخرج منه يفطر أم لا فيه نظر ويجاب عنه بأنه لا يمنع من كثرة ذلك ليلا وإذا أصبح وحصل له الجشاء المذكور يلفظه ويغسل فاه ولا يفطر وإن تكرر ذلك منه مرارا كمن ذرعه القيء.وهذا مذهب الشافعية (حاشية الجمل على المنهج لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (4/ 356)
مسألة: ريح الجشاء طاهرة عند الشافعية نصوا على ذلك. مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج (1/ 382)
مسألة أخرى: إذا كان السكوت بالجشاء فإنه لا يقطع الاتصال المطلوب للاستثناء في الطلاق واليمين عند الحنفية. البحر الرائق شرح كنز الدقائق (10/ 158)
الآداب:
كف الجشاء عن الناس أدب رفيع
فلا شك أن تعمد رفع الصوت بالجشاء مناف للآداب الإسلامية، ومكارم الأخلاق، ومن خوارم المروءة وقلة الأدب،وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي عن ابن عمر قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كف عنا جشاءك" وأخرجه ابن ماجه أيضاً.
¥