قال ابن القيم في زاد المعاد (4/ 65 - 66) "تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع:
أحدها: فعله، والثاني: عدم محبته له، الثالث: الثناء على من تركه، والرابع: النهي عنه، ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى، فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدل على المنع منه، وأما الثناء على تاركه، فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه، فعلى سبيل الاختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه، بل يفعل خوفاً من حدوث الداء، والله أعلم. أ. هـ.
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم [15/ 9]
الطلاق بسبب الشخير أثناء النوم
[السُّؤَالُ]ـ[هل يجوز للرجل طلاق المرأة التي تشخر في النوم، وهل يجور للمرأة طلب الطلاق بسبب شخير زوجها؟]ـ
[الْجَوَابُ] الحمد لله أولا:
ليس الشخير أثناء النوم من العيوب التي تبيح فسخ النكاح بين الزوجين.
ولكن إذا كان أحد الزوجين يتضرر من شخير الآخر تضرراً واضحاً، كما في بعض الحالات التي قد يتعذر معها النوم في مكان واحد، ففي هذه الحال يكون الشخير مبرراً للزوج في الطلاق، وعذراً للزوجة في طلبه من الزوج.
عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ).
رواه الترمذي (1187) وصححه الألباني في الإرواء (2035).
قال المناوي: " والبأس: الشدة، أي في غير حالة شدة تدعوها وتلجئها إلى المفارقة، كأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له ". انتهى " فيض القدير" (3/ 138).
ولا شك أن الشخير بصوت مزعج يمنع النوم، من الشدة التي قد لا يتحملها بعض الناس.
والذي ينصح به في مثل هذه الحال هو صبر كل من الزوجين على الآخر، خاصة أن الشخير من الأمور التي تحدث من غير إرادة الإنسان واختياره.
ولا بد مع ذلك من السعي لعلاج هذا المرض، سواء بإجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المترهلة الزائدة التي تمنع مرور الهواء عبر القصبة الهوائية، أو غير ذلك من العلاجات الممكنة.
ينظر: "الموسوعة العربية العالمية".
فإذا تأخر علاج ذلك، أو تعذر، فبالإمكان أن يفترق الزوجان في بعض الأوقات التي تزداد فيها نوبة الشخير، أو يتعذر على الطرف المتضرر احتمال صوت الآخر، إلى أن يعتاد ذلك الأمر، وهو حل لجأ إليه الكثيرون، وأمكن التكيف مع هذا الوضع الشائع، والتعايش من خلاله. وباعتقادنا، أن كثيرا من البيوت سوف تهدم، وآلافا، بل أكثر من الأسر، سوف تتشتت، إذا كان أول ما يفكر فيه الإنسان، لحل مشكلة كهذه: هو الطلاق.
نسأل الله أن يصلح أحوالنا، وأن يشفي مرضانا.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ] موقع الإسلام سؤال وجواب [6/ 1208]