[موضوع للنقاش: هل المذهب الشافعي بحاجة إلى تجديد بعد الامام النووي؟]
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتنيت البارحة حاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب، فوجدت أن الشيخ الشرقاوي رحمه الله لم يعتني بتخريج الأحاديث والتأكد من صحتها والنظر في الأدلة، والتدليل للمسائل الفقهية والاحتجاج لها بالأدلة الشرعية.
ولقد دار في خلدي منذ زمن أن الشافعية بعد النووي قد اتكلوا على كتاب المجموع في الرد على مخالفيهم، ولم يعتنوا كثيرا بذكر الأدلة وتوجيهها كما الفعل النووي في عصره، وربما العذر لهم في أنهم قد وصلهم المذهب محققا ومنقحا تبعا للدليل، فأغناهم ذلك عن الرجوع إلى أمهات الأدلة بعد أن تمسكوا بخلاصة المذهب في الأحكام تبعا لفهم الدليل الذي سطره القدماء في كتبهم.
فهل يا ترى يوجد علماء شافعية اتخذوا منهج الامام النووي في التجرد التام والترجيح بدلا من الإتكال على السابقين؟
صحيح أن ابن حجر والرملي والشربيني يعدون من محققي المذهب المتأخرين، لكن لا ترى في كتبهم - وقد أكون مخطئا - الانتصار للدليل ولو على حساب المذهب، بل كتبهم ما هي إلا تقرير لفقه المذهب مع الترجيح بين أقوال الأصحاب والوجوه!
صحيح وجد من الشافعية أمثال ابن حجر العسقلاني وغيره ممن خالفوا المذهب في مسائل كثيرة تبعا للدليل، أو لهم اختيارات فقهية مخالفة للمذهب كما للسيوطي، لكن لم أره من تصدى من المتأخرين لتحرير المذهب تبعا للدليل كما فعل النووي.
بل حتى كتب المعاصرين مثل "الفقه المنهجي " و "المعتمد" تعتبر كتب للمذهب في لباس جديد، وإن كنت لاحظت أن أصحاب الفقه المنهجي نادرا قد يختارون قولا يخالف المذهب نظرا للمصلحة!
أتمنى أن تحصل ثورة تجديدية في المذهب حتى يبقى في المقدمة كما كان دائما، فهاهم الحنابلة من علماء المملكة - حفظهم الله - خالفوا كثيرا مذهبهم تبعا للدليل حتى أنه قد جمع أحدهم 300 مسألة خالف فيها الشيخ ابن باز رحمه الله المذهب الحنبلي!
وعلماء الشافعية أهل لذلك، كيف لا وجل علماء الشافعية هم من فقهاء المحدثين.
هذه مجموعة أفكار تخالجني منذ زمن، وودت أن أطرحها للنقاش مع الأخوة وطلبة العلم حتى أستفيد منهم.
وجزاكم الله خيرا ....
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[05 - 01 - 09, 09:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ليت أنّ الشافعية اعتمدوا على المجموع، ولكن كما تعلم المتأخرين بعد الهيتمي والرملي اتكلوا على مصنفاتهم دون تحقيق! بل قد يصل الأمر، كما هو الحال عند البعض، أن يأخذ ما في كتبهما على أنها من المسلمات التي لا يجوز الإفتاء بخلافها!
وددنا لو أنّ علمائنا الشافعية نهضوا بالمذهب على أصول المذهب كما فعل الشافعي الإمام والنووي الشيخ، فأساس كلامهما يعتمد دائماً على الأحاديث الصحيحة وتحقيقها ثم الإفتاء على أصول المذهب.
نسأل الله أن ييسر ذلك!