تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإمام أحمد -رحمه الله- كره أن يلبس المسلم نوعاً من النعال لها صوت يُقال لها: النعال الصرارة، والنعال الصرارة في ذلك الوقت كانت من زي الأعاجم من أهل السند من غير المسلمين، فكرهها الإمام أحمد في ذلك الحين، أما لو وجد الآن نوع من هذه النعال فإنها لا تختص بهم، لكن في ذلك الوقت كرهها الإمام أحمد لما فيها من التشبه بهم،

ولكن هل كرهها مطلقاً؟

الجواب: لا، قال: إن لبسها لنحو الخلاء والوضوء فلا بأس بذلك.

وقال عن النعل السندي: "إذا كان للطين والمخرج -يعني للخلاء- فأرجو أن لا يكون به بأس، أما للزينة فلا".

وبناءً على ذلك نقول في مسألة اللباس:

لو أن الرجل تدثر بعباءة امرأته في بيته، هل يكون متشبهاً بالنساء، ويدخل في قول ابن عباس –رضي الله عنهما-: "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)؟

الجواب: لا.

وما هي الأبواب التي يدخلها التشبه؟:

أفعال الكفار على ثلاثة أنواع:

الأول: ما كان من جنس العبادات أي ما فعلوه على سبيل الديانة، فهذا لا يجوز أن نتشبه بهم فيه، أو في شيء منه، سواء انتشر عند المسلمين أو لم ينتشر.

النوع الثاني: العادات والأخلاق، فما كان من عاداتهم وأخلاقهم، فهذا إن كان من خصائصهم فلا يجوز لنا أن نتشبه فيه، فإذا تفشى في الناس فلا بأس من فعله، ما لم تتصادم هذه الأخلاق والمعاملات مع شريعتنا الغراء.

النوع الثالث: ما كان من الصنائع والأعمال، فإن العلم رحم بين الناس، ولا يختص بأمة دون الأمم، هذه الصناعات والمبتكرات والعلوم التجريبية النافعة وما توصلوا إليه من ألوان التقدم المادي لا شك أنه مطلوب، وأن الأمة يجب عليها أن تحصل أسباب القوة، وأن تأخذ بها؛ لتكون أمة قوية ممكنة في الأرض، فالتقدم المادي لا يختص بهؤلاء الكفار، فإذا أخذنا منهم العلوم النافعة المادية، وأخذنا منهم ألوان المهن والصناعات التي يحتاج إليها المسلمون، فإن ذلك ليس من قبيل التشبه بهم، بل هو أمر مطلوب.

والله -عز وجل- يقول: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [(60) سورة الأنفال]، فلا يفهم أحد أن الكلام عن التشبه أن المقصود به أن نترك ما عليه هؤلاء، بل إذا أردنا أن نتكلم بطريقة الحصر العقلي وهي ما يسميه أهل المنطق وأهل الأصول بالسبر والتقسيم العقليين، إذا أردنا أن ننظر إلى مخرجات الحضارة الغربية، فنقول: إنها لا تخلو من أربعة أقسام لا خامس لها، الموقف منها لا يخرج إلى قسم خامس.

إما أن يقول قائل:

أن نرفض جميع ما أخرجته وأنتجته هذه الحضارة الغربية بحلوها ومرها، بصالحها وطالحها، وهذا لا يقوله عاقل.

وإما أن نقول:

أن نأخذ بحلوها ومرها بنافعها ومضارها -كما قال بعض دعاة التغريب- وهذا لا يجوز بحال من الأحوال، ولا يقوله عاقل،

وإما أن نقول:

إننا نأخذ الضار فقط ونترك النافع، وهذا لا يقول به أحد.

والقسم الرابع:

هو أن نأخذ النافع فقط ونترك الضار، هذا هو الواجب علينا، هذا الموقف الصحيح والموقف الشرعي من مخرجات الحضارة الغربية.

النبي -صلى الله عليه وسلم- استفاد من الكفار في أشياء كحفر الخندق؛ إذ لم يكن معهوداً عند العرب، ولم يعرفه المسلمون، فلما جاءت الأحزاب من كل ناحية إلى مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشار سلمان الفارسي -رضي الله عنه- على النبي -صلى الله عليه وسلم- بحفر الخندق، فهي خطة عسكرية فارسية استفادها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما قال: هذه خطة قذرة نجسة أنتجتها أفكار الكفار، ما قال ذلك.

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب إسلام عمرو بن عبسة (832) (ج 1 / ص 569).

[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) أخرجه مسلم في كتاب الصيام – باب أي يوم يصام في عاشوراء (1134) (ج 2 / ص 797).

[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) أخرجه البخاري في كتاب اللباس - باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال (5546) (ج 5 / ص 2207).

ـ[محمود سالم الأثري]ــــــــ[08 - 01 - 09, 11:13 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[السدوسي]ــــــــ[08 - 01 - 09, 11:19 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا النقل الرائع.

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[09 - 01 - 09, 12:51 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[09 - 01 - 09, 05:12 ص]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم ..

أبو عبدالرحمن ..

الكلام يحتاج إلى تأمل أكثر ...

ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[09 - 01 - 09, 11:18 ص]ـ

النوع الثاني: العادات والأخلاق، فما كان من عاداتهم وأخلاقهم، فهذا إن كان من خصائصهم فلا يجوز لنا أن نتشبه فيه، فإذا تفشى في الناس فلا بأس من فعله، ما لم تتصادم هذه الأخلاق والمعاملات مع شريعتنا الغراء.

يحتاج هذا إلى مزيد إيضاح وإعادة نظر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير