واللهم والحليب من أنفع ما يأكله الإنسان. ولا يخفى أن الطفل يتغذى على اللبن سنتين كاملتين. فلذلك شرب الحليب هو من الفطرة. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أُتيَ ليلة أُسريَ به بإيلياء (أي القدس) بقدحين: من خمر و لبن، فنظر إليهما فأخذ اللبن. فقال له جبريل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك. ثم بعد ذلك ليس من مصدر للبروتين اللازم لبناء العضلات مثل اللحم ثم البيض والحليب. فمن العجب أن نسمع من المعاصرين من يذم اللحم والحليب. بل وصل البعض لأن يتسائل لماذا لم يحرم الله اللحم الأحمر باعتباره ضاراً!!
وقد أنعم الله عز وجل على بني إسرائيل في التيه بأكلتين هما من أحسن الغذاء: المن: وهو سائل كالعسل تنتجه حشرات صغيرة، والسلوى: وهو أحد الطيور. قال سبحانه وتعالى: { ... وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ... } (160) سورة الأعراف. لكن بني إسرائيل كفروا بنعم الله وأرادوا أن يأكلوا البروتين النباتي بدلاً من الحيواني. {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا}. فتعجب موسى عليه السلام من هذا الطلب ف {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى (البروتين النباتي) بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ (منه، البروتين الحيواني)؟! (والذي دخلت عليه الباء هو الزائل) اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ... } (61) سورة البقرة.
وفي دراسة قامت بها الدكتورة Mary Enig أثبتت أن زيادة أمراض القلب ليس نتيجة للدسم الحيواني وللكولسترول، بل نتيجة الطعام الغربي الغير صحي الذي يتضمن زيوت نباتية للقلي، وشحوم صناعية مهدرجة، وكميات مفرطة من الكاربوهيدرات المكررة (كالسكر والطحين الأبيض)، مع نقص في المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة، وكذلك نقص الزيوت المشبعة. وقد لاحظت الدراسة أن مرض القلب (انسداد الشريان التاجي) كان نادراً في أميركا قبل عام 1920، لكنه زاد كثيراً حيث يعتبر اليوم المسؤول عن 40% من الوفيات في أميركا. مع العلم أنه في الفترة ما بين 1910 إلى 1970 نقص استهلاك الدهون الدسمة بمقدار يترواح بين 83% إلى 62%. فيما زادت نسبة استهلاك الزيوت النباتية بمقدار 400% وزاد استهلاك السكر بمقدار 60%. وهناك شعوب كثيرة منذ القدم ما زالت تعتمد بشكل أساسي على الإنتاج الحيواني، مثل قبائل ماساي الإفريقية (المعتمدة على البقر) وقبائل الأسكيمو (المعتمدة على الكائنات البحرية حصراً)، وهي تتمتع بصحة ممتازة. نعم، قد تغير اللحم والحليب والبيض في الوقت الحاضر، فليس اللحم الطبيعي كاللحم الذي تراكمت فيه الهرمونات المضافة واختل توازن مكوناته (مثل Omega-6 إلى Omega-3) بسبب الأعلاف الغير طبيعية التي تقدم للحيوانات. وليس الحليب الطبيعي مثل الحليب المغلي المهرمن المنزوع الدسم. لكن هذا لا يعني أن المنتجات الحيوانية أصبحت ضارة.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[09 - 01 - 09, 03:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن هناك بعض طلاب العلم يرى أن الرياضة من خوارم المروءة , بل وينكر على من يراه يمارسها ويقول كيف هذا يؤم المسلمين ويخطب وهو ....
ما رأيكم بهذا
اعلم أن هناك من الناس من يبالغ ولكن مالضابط في ذلك؟؟
ولكم جزيل الشكر
نعم أخي المبارك الموفق
بالنسبة لي: لست أشك أن ممارسة الرياضة أمام عامة الناس -لاسيما بالملابس الرياضية-، كلعب كرة القدم مثلاً من نواقض المروءة ومفسداتها، وإن أفتاك الناس وأفتوك.
ومن كان كذلك لا أدري كيف يصعد على المنبر ويؤخذ منه العلم ويتصدر للفتيا.
والأمر كما قال بعض الإخوة: يمكن أن يكون في البيت ونحوه.
والله المستعان.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:21 ص]ـ
ولكن هناك بعض طلاب العلم يرى أن الرياضة من خوارم المروءة , بل وينكر على من يراه يمارسها ويقول كيف هذا يؤم المسلمين ويخطب وهو ....
وهكذا تضيع حرمات المسلمين وتنهب أموالهم ويعتدى على حريمهم وصاحبنا الطالب يخشى الإعداد في سبيل الله حتى لا يتسخ ثوبه أو حتى لا يراه الناس يجري! والله المستعان. وأحد مشايخنا كان يقول (مازحاً) أنا أحق بالدكتوراه بالرياضة من الدكتوراه بالشريعة ... وهو ممن استفاد دينيا من علمه بالرياضة ... نسأل الله علماً نافعاً.
ـ[محمد العوني]ــــــــ[21 - 08 - 09, 02:02 م]ـ
نعم أخي المبارك الموفق
بالنسبة لي: لست أشك أن ممارسة الرياضة أمام عامة الناس -لاسيما بالملابس الرياضية-، كلعب كرة القدم مثلاً من نواقض المروءة ومفسداتها، وإن أفتاك الناس وأفتوك.
ومن كان كذلك لا أدري كيف يصعد على المنبر ويؤخذ منه العلم ويتصدر للفتيا.
والأمر كما قال بعض الإخوة: يمكن أن يكون في البيت ونحوه.
والله المستعان.
غفر الله لك
هذا من الوسوسة
¥