تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* وقال القرطبي - رحمه الله -: " اختلف العلماء فيما وجبت الجزية عنه، فقال علماء المالكية وجبت بدلا عن القتل بسبب الكفر، وقال الشافعي وجبت بدلا عن الدم وسكنى الدار ................. وقال بعضهم - يقصد الحنفية - إنما وجبت بدلا عن النصر والجهاد " تفسير القرطبي - ج8 ص113 - 114 تفسير الاّية التاسعة والعشرين من سورة التوبة.

يتضح لنا مما سبق أن الحكمة في فرض الجزية تتلخص في الاّتي:

1 - مقابل السماح للكفار بالعيش في دار الإسلام مع الاحتفاظ بدينهم.

2 - مقابل حمايتهم وتأمينهم وعصمة أموالهم وأعراضهم ودمائهم.

3 - أن الذل الذي يتلقونه نتيجة دفع هذه الجزية قد يكون سببا في اعتناقهم الإسلام.

هل الجزية في مقابل الزكاة؟؟

يردد كثير من الناس أن الجزية فرضت على الذميين مقابل الزكاة التي فرضت على المسلمين،وبالتالي فإن هناك مساواة بينهما، وفي الحقيقة هذا الكلام غير صحيح لعدة وجوه منها:

1 - أنه كلام لا دليل عليه ولم يأت في كتاب الله أو في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو في كلام أحد من سلف الأمة.

2 - أن هناك اختلافا بين الجزية والزكاة مثل:

* الزكاة تفرض على النساء والرجال بالإجماع أما الجزية فلا تفرض إلا على الرجال بالإجماع أيضا.

* الزكاة تفرض في مال الصبي والمجنون على الصحيح من أقوال أهل العلم، بينما الجزية لا تفرض إلا على البالغ العاقل بالإجماع.

* الزكاة تجب على ذوي العاهات كالعمى والصمم والشيخوخة وغير ذلك، أما الجزية فلا تجب على ذوي العاهات.

3 - الفرق الكبير بين كيفية أخذ الزكاة وأخذ الجزية،أما كيفية أخذ الزكاة فقد قال تعالى: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم " التوبة 103

وروى البخاري ومسلم وابن ماجة عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - أنه قال: " كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: " اللهم صل على اّل فلان، فأتاه أبي بصدقته، فقال: " اللهم صل على اّل أبي أوفى "

وأما كيفية أخذ الجزية فقد أخبر الله عنها في كتابه فقال: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الاّخر و لا يحرمون ما حرم الله ورسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " التوبة 29

فالصغار والذل صفة من يدفعها، و لا بد أن يأتي بنفسه ويدفعها و لا يجوز أن يرسل نائبا عنه لقوله - تعالى: " عن يد " فسرها بعض العلماء أي يعطيها بيده و لا يبعث بها، وفسرها بعضهم أي نعمة منكم عليهم وفسرها بعضهم أي عن طيب نفس.فتح الباري - كتاب الجزية والموادعة - ج6 ص327 طبعة مكتبة الصفا

4 - القول إن الجزية مقابل الزكاة يوحي أن الكافر لا يعذب في النار على تركه للزكاة وهذا غير صحيح فالصحيح أنهم مخاطبون بفروع الشريعة وإن كانت لا تقبل منهم حتى يدخلوا في الإسلام، والدليل على هذا عدة اّيات منها قوله تعالى: " وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاّخرة هم كافرون " فصلت 6 - 7، وقوله - تعالى -: " ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين " المدثر 42 - 46

ومعلوم أن التكذيب بيوم الدين كفر أكبر إجماعا وترك الصلاة كفر أكبر على الراجح مع ذلك عذبهم الله على تركهم للزكاة.

5 - الزكاة لها مصارف محددة ذكرها القراّن الكريم، أما الجزية فتصرف في مصالح المسلمين العامة.

6 - الزكاة لها نصاب محدد فلا تجب إلا في مال بلغ النصاب، بخلاف الجزية فلا نصاب فيها بل تؤخذ من الغني والمتوسط والفقير القادر على دفعها، أما الفقير العاجز عن دفعها فتسقط عنه.

مسائل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير