ويمدحون من شاءوا، كفرنا بهكذا بمثل هذا، وهذه الطائفة المنصورة من أهل الإيمان يقاتلون على الحق من خالفهم إلى قيام الساعة، هكذا يريد الله.
أين حقوق الإنسان والشرعية الدولية والنظام العالمي والديمقراطيات؟ لا شيء أيها الإخوة، هي مجرد أدوات بأيدي الكفار، ينفخون فيها متى شاءوا، ويحجبونها متى شاءوا، فأين إذاً جمعيات الرفق بالحيوان؟! وهكذا ترتفع رايات ليخفضها الله تعالى، وترتفع دعايات وادعاءات ليبطلها الله تعالى بهذه الأقدار العظيمة التي من وراءها الحكم الكثيرة.
يبتلى أهل الإيمان من الذي سيسارع إلى نصرة إخوانه، يبذل لهم ما يستطيع من تقديم المال والدم والدعم الإعلاني، والمساندة، والدعاء، من الذي سوف يكتب من أجلهم، ويتكلم من أجلهم، ومن الذي سيخذّل عن الإنفاق، ومن الذي سيمن ويؤذي، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى} (264) سورة البقرة.
وكذلك فإن قضية تصفية الحسابات في وقت الكوارث والمآسي، وإظهار الشماتة بالمستضعفين هي من أفعال أهل النفاق، وقد ذكر الله تعالى في كتابه قولهم: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} (168) سورة آل عمران، هذه مقولة نفاقية واضحة منصوص عليها في القرآن، يقولها المنافقون الآن {لو أطاعونا ما قتلوا}.
عباد الله إن توهين عزائم المسلمين والقيام بالدور الإرجافي البغيض هو من طبيعة النفاق، {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} (60) سورة الأحزاب، والله عز وجل قال لأهل الإيمان: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} (72) سورة الأنفال، عندما تحدث هذه الأحداث يستخرج مما في نفوس المؤمنين من الخير ما يستخرج.
لقد غصَّ المستشفى التخصصي بالذين يريدون التبرع بالدم حتى اضطر القائمون عليه إلى تأجيل الناس لليوم الذي بعده، وقيل للجموع المحتشدة في المستشفى إنا استيعاب المستشفى لا يكفي الآن، والذين دخلوا بالكاد سنستطيع أخذ التبرع بالدم منهم، وبقيتكم يعودون غداً، هنالك خير في الأمة فكيف يستخرج؟ بمثل هذه المصائب.
وعندما يحدث التنادي لدعم إخواننا المسلمين، وتقديم الصدقات لهم، وتذهب المساعدات لهم يكشف الله تعالى من الذي يعوّق هذه المساعدات في فائدة أخرى من فوائد الابتلاء وحصول هذه الشدائد، وبعض الناس يقولون على حساب المساكين، والأرواح، وهذه الضحايا، نقول: هناك مجموعة ضخمة من الحكم الإلهية تنتج عن هذه الأحداث.
هذه المأساة بأبعادها تكشف مدى التلاحم بين المؤمنين.
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتم يا عباد الله إخوان
ألا نفوس أَبيِّات لهم همم أما على الخيل أنصار وأعوان
وهكذا نرى أن المحنة توحد الأمة، وتجمع صفوفها، وأن تآزراً بين المسلمين من طنجة في المغرب إلى جاكرتا أن هذا التلاحم ما كان ليحدث لو لم تقم هذه المصيبة، وأن الله عز وجل يقرب الأمة من بعضها، وأن الله سبحانه وتعالى يزيل من الفوارق والتشتيت والتقسيم الذي فعله أعداء الأمة يزيله سبحانه بمثل هذه المصائب، تمهيداً لتوحيد المسلمين، وتقريب المسلمين، وتآخي المسلمين، وإظهار الشعور الحقيقي للمسلم تجاه أخيه المسلم، ولله الحكمة البالغة، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (10) سورة الحجرات، ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)).
عباد الله إن عدم التأثر لما أصاب المسلمين هذا بلادة في الإحساس بلادة في الإيمان، إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس ... ))
ـ[القرشي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 03:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بعلمك
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[22 - 09 - 09, 02:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا