تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سيدرس، فإن حريته هذه تيسر له من العلم ويكون جاهزا، حتى لو حاورته بالليل أو في بعد من مكتبته. نحن كنا نقول: إن علماءنا إذا جاءوا إلى المشرق، إذا جاءوا إلى مصر ولاقوا فطاحلة العلماء مثل (علي الهويري) في مصر، نقول: إن (علي الهويري) عالم بالنهار والشيخ الموريتاني الزائر عالم بالليل.

فهذا عندما لا تكون مكتبته بين يديه، ولا يكون هناك إنارة ولا كذا، يبقى تلميذا بين يدي من جاء من موريتانيا، لأنه جاهز، ومعلوماته حاضرة، والآخر عنده مكتبته إذا كان بالنهار، رفوف مكتبته تضمن له معلوماته، المسألة الفلانية هي في الكتاب الفلاني الموجود رقم كذا في الرف رقم كذا.

(تقرير مسجل):

يستمر الدرس في المحضرة ساعات الصباح الأولى ويتواصل طيلة النهار، تتخلله أوقات الصلاة لينتهي مع غروب الشمس، وفي المساء وتحت نور المصابيح تتواصل مراجعة الطلاب لألواحهم ومتونهم، وتنظم سهرات شعرية.

محمد كريشان:

هل أصبح بالتالي المحاضر هي لأهل البادية والصحراء والريف والمناطق البعيدة، وأصبحت المدارس العصرية أو الحكومية هي التي توجد في التجمعات الحضرية والمدن؟

الشيخ محمد سالم:

فيه في التجمعات الحضرية محاضر.

محمد كريشان:

هناك أيضا محاضر؟

الشيخ محمد سالم:

هنا محاضر تابعة للمساجد، وهناك طالب المدرسة الحكومية قد يسأم ويختار بحريته أن يذهب إلى المحضرة، وقد يخاف عليه أبوه من فساد الأخلاق وكذا في المدينة، فيقطع دراسته النظامية ويذهب به إلى المحضرة، والذين يأتون من الخارج هم في الغالب ناس لهم رغبة في الإسلام أو لتطلع للعلوم الإسلامية واللسانية، هؤلاء يتركون التعليم النظامي وراءهم ظهريا، ويصرفون عنه الذكر ... يضربون عنه الذكر صفحا، ويأتون للمحاضر بنهم وشغف.

محمد كريشان:

هل هناك من يجمع بين التعليمين؟ هل هذا ممكن؟

الشيخ محمد سالم:

طبعا ممكن .. في فترات العطل الدراسية أولاد المدارس النظامية يذهبون إلى هنا في المحاضر، ويتعلمون فيها خلال هذه الفترة، ويتقوون بذلك في دراستهم النظامية.

محمد كريشان:

ربما خلال فترة الصيف، ولكن أشرت إلى موضوع العلم للعلم، يعني بالنسبة لرجل موريتاني يبعث ابنه للمحاضر، قد يصبح متضلعا في اللغة العربية، فقيها في الفقه، ولكن في النهاية لا بد له من شهادة حتى يستطيع أن يعمل، حتى يستطيع أن يتدرج في العلم، حتى يستطيع أن يكمل تعليمه سواء في موريتانيا أو خارج موريتانيا .. هل يخشى من أن تصبح المحاضر تعليم ولكن تعليم غير معترف به في النهاية؟

الشيخ محمد سالم:

قد يحصل بعضهم على شهادات من شيوخ المحاضر، وتعترف الدولة بهذه الشهادات، وقد لا يرغب أحدهم في أن يكون له مستقبل دنيوي، فيبقى دائما عالما يعمل بعلمه، وهو يؤهل نفسه لأن يكون مدرسا محضريا في المستقبل، أن يكون مفتيا للحي، أو حتى على مستوى القطر. أن يكون قاضيا تقليديا يتراضى الناس بحكمه، والدولة نفسها تشجع هذه المحاضر، وتحتاج إلى هؤلاء الناس، لأن أكثر الناجحين في التعليم النظامي مروا بالمحاضر، حضرتهم وهيأتهم، والفترة التي يحصل فيها الإنسان على حصيلة دراسة ست سنوات أو سبع من التعليم النظامي، الطالب المحضري يدرسها في سنة واحدة.

محمد كريشان:

المدرسين .. إذن المدرسون هم إجمالا من أبناء المحاضر وتدرجوا ثم أصبحوا .... ؟

الشيخ محمد سالم:

أصبحوا شيوخا.

محمد كريشان:

يعني لا توجد مشكلة في هذا التواصل، يعني ليست لديكم مشكلة في وجود الكادر التدريسي باستمرار؟

الشيخ محمد سالم:

لا، لا، الدولة ترغب في أن تكون هناك محاضر نموذجية، تدخل في مقرراتها بعض العلوم الإنسانية، ليتخرج طالب العلم وعنده وسيلة للعيش بالمفهوم العصري، هذا تفضله الدولة، ولكن الغالب أن السمة العامة للمحاضر هي السمة الأصلية والتعليم الأصلي، والمواد هي المواد التي كانت كما قلت مواد ...

محمد كريشان:

إذا أردنا أن نأخذ فكرة مثلا عن طبيعة البرامج -مثلا في اللغة العربية- ما هو البرنامج؟ في الفقه ماذا تدرسون؟

الشيخ محمد سالم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير