من فاته سماع بعض جُمَل الأذان فلا يشرع له قولها
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[20 - 01 - 09, 05:40 م]ـ
السؤال:
إذا كان المؤذن يؤذن ولم أسمعه إلا في نهاية الأذان - مثلاً - وهو يقول " حي على الفلاح " – مثلاً -، فهل أبدأ وأقول من بداية الأذان بشكل سريع ثم أكمل مع المؤذن، أم هذا غير صحيح؟
الجواب:
الحمد لله
الذي يظهر لنا أن من فاته شيء من الأذان فلم يسمعه: أنه لا يقوله، وأن له أن يجيب المؤذن من حيث سمع، دون ما فاته؛ لأن ظاهر الحديث أن إجابة المؤذن معلقة بسماعه، وهذا القول هو الصحيح، خلافاً لمن قال بجواز ذلك.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ). رواه مسلم (384).
قال النووي:
مَن رأى المؤذن، وعلِم أنه يؤذن، ولم يسمعه، لبُعد، أو صمم: الظاهر أنه لا تُشرع له المتابعة؛ لأن المتابعة معلقة بالسماع، والحديث مصرح باشتراطه، وقياساً على تشميت العاطس، فإنه لا يشرع لمن يسمع تحميده.
" المجموع " (3/ 127).
وسئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله -:
إِذا لم يسمع إِلا بعض الأَذان، أَو رأَى المؤذن ولا سمعه: فهل يجيبه؟.
فأجاب:
إِذا أَدرك بعض الأَذان: فالمرجح عند كثير من الأَصحاب أَنه يبدأُ بأَوله حتى يدركه، والقول الآخر: أَنه لا يجيب إِلا ما سمع، وأَنه يفوت لفوات محله، ولعل هذا أَرجح، والظاهر أَن هذا تقرير شيخنا الشيخ سعد – أي: الشيخ سعد بن عتيق رحمه الله -.
ومَن قال إِنه يبدأُ بأَوله: فإِن أَقام دليلا ترجح قوله، وإِلا فظاهر (إِذا سَمِعْتمْ) يتعلق بما سمع، وإِن صار مانع.
ثم هنا مسأَلة: إِذا كان يرى المؤذن، ولا يسمع صوته، أَو يسمع الصوت ولا يفهم ما يقول: فقيل: يجيب في الأَخيرة خصوصاً؛ لعموم (إِذَا سَمِعْتمْ)، ومنهم من يقول: لا يجيب، وهو أَولى؛ وذلك أَنه لا يهتدي إِلى أَن يقول مثل ما يقول وهو لا يسمع، إِلا أَنه يعلم أَنه يؤذن.
" فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم " (2/ 134، 135).
والله أعلم
المصدر: ( http://www.islamqa.com/ar/ref/126661)
سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/126661)
ـ[أم ديالى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 07:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة القيمة، كنت ممن يقضي ما فاتني مع المؤذن حيث ذكرت ذلك لنا احدى الداعيات قبل 15 سنة ... ولأول مرة اقرأ هذا القول .. فبارك الله فيكم.
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 09:40 م]ـ
لكن لعل هناك فرقاً بين من سمع المؤذن ولم يستطع الإجابة لمانع
وبين من لم يسمعه أصلا كما في السؤال
ولذا قالوا:
ويقضي المصلي والمتخلي.
والله أعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[20 - 01 - 09, 11:50 م]ـ
سمعت الشيخ عبدالله الغديان حفظه الله فى (نور على الدرب) انه قال يقضى ما فاته ليحصل له الاجر
والله اعلم
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 01 - 09, 06:03 م]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء على مشاركاتكم,
وأكرمكم الله وأحسن إليكم.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[24 - 01 - 09, 08:02 م]ـ
فى شريط للشيخ محمد صالح المنجد ... ذكر موقفاً للشيخ ابن باز -رحمه الله-أنه تلقى اتصالاً من أحد المستفتين .... وكان هذا أثناء الأذان ... فلما فرغ من المكالمة ردد ما فاته من الآذان ... ولعل أحد الإخوة الأفاضل من طلبة الشيخ يفيدنا فى هذا.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 03:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
فرقوا بين من سمع ولم ستطع الإجابة لانشغاله أو ذهوله
وبين من لم يسمع
فالأول: لا بأس أن يجيبه قضاء - وهو فعل الشيخ ابن باز -
وأما إجابة من لم يسمعه كمن كان نائما: فلا أشك أنه بدعة ضلالة
فأين من كان يفعل هذا؟
يستيقظ من نومه ويبدأ يردد ألفاظ الأذان إجابة لشيء لم يسمعه؟!
¥