تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(جوانب الهداية في القرآن)]

ـ[أبي عبدالله المكي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 01:23 ص]ـ

[(جوانب الهداية في القرآن)]

الحلقة (1)

أنزل الله عز وجل القرآن لمقصد عظيم ألا وهو هداية البشر إليه وإلى طريقه المستقيم، وقيادتهم إلى جنته ورضوانه، وإنقاذهم من إبليس ومن المصير الذي يقودهم إليه. يقول تعالى (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15، 16] فالقرآن حبل الله الممدود بين السماء والأرض، من تمسك به نجا من الهلاك كما قال صلى الله عليه وسلم (أبشروا أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا) صحيح (السلسلة الصحيحة 713) إنه المصباح الذي اجتبى به سبحانه وتعالى هذه الأمة، فلا سبيل لهدايتها إلا به، قال تعالى (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت: 44] مفهوم الهدايةالقارئ للقرآن المتدبر لمعانيه، يجده كثيرًا ما يصف نفسه بأنه نور وهدى للناس .. فماذا تعني كلمة الهداية وكيف تكون؟! قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب (يا علي! سل الله الهدى و السداد و اذكر بالهدى هدايتك الطريق و بالسداد تسديدك السهم) صحيح (صحيح الجامع7952) فمعنى الهداية بصفة عامة: معرفة الطريق الصحيح الموصل للهدف الذي يسعى المرء لبلوغه. فإن كان الأمر كذلك، فما هو هدف المسلم في الحياة وكيف يبلغه؟! أليس الهدف هو: رضا الله عز وجل ودخول جنته، كما في الدعاء: (اللهم إني أسألك رضاك والجنة)؟! ولقد أخبرنا سبحانه وتعالى بأنه ليس هناك إلا طريق واحد يؤدي إلى هذا الهدف، ألا وهو: الصراط المستقيم. قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الأنعام: 153] والطرق التي تحيط بالصراط كثيرة، ويقف على رأس كل منها شيطان يدعو الناس إليه، كما أخبرنا بذلك المعصوم صلى الله عليه. فعن عن عبد الله بن مسعود قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال: (هذا سبيل الله مستقيما) وخط عن يمينه وعن شماله ثم قال: (هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه) ثم قرأ (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الأنعام: 153] هذا الطريق المستقيم ينبغي على المسلم أن يعرفه من بين الطرق الأخرى المحيطة به، وأن يسير فيه طيلة حياته حتى يلقى ربه. فكيف له ذلك: لم يشأ سبحانه وتعالى أن يترك الإنسان بدون دليل يدله على الصراط، ويهديه إليه .. فكان القرآن. قال تعالى (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأحقاف: 30] وقال تعالى (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9] ولقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه النواس بن سمعان قال: (ضرب الله تعالى مثلا صراطا مستقيما و على جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة و على الأبواب ستور مرخاة و على باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس! ادخلوا الصراط جميعا و لا تتعوجوا و داع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه فالصراط الإسلام و السوران حدود الله تعالى و الأبواب المفتحة محارم الله تعالى و ذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله و الداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم) صحيح (صحيح الجامع3887) (العودة إلى القرآن ص19 - 20)

منقول من موقع المنهج الرباني

http://www.almnhjalrbani.com/

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير