ويرى الباحث الشرعي -والذي قدم لـ"الوطن" دراسة مفصلة حول هذه القضية - أنه حتى ولو افترضنا صحة مسجد "مقمل" الذي أشار إليه الشنقيطي فهل كل مكان نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم يفترض علينا-بحسب وصفه- أن نسعى خلفه حثيثين للبحث عنه، وتطبيقه على الأماكن ثم بناء المساجد عليه حيث إننا لم نأمر بذلك، مشيرا إلى أن "صرف الأموال وتشييد الأبنية على هذه الآثار أسهم بشكل كبير وفعال في نشر الخرافة والدجل والأساطير بين العامة"، وما نراه في بعض البلدان الإسلامية شاهد قائم -بحسب السهلي-على تلك الممارسات الخاطئة، والمخالفة للشريعة.
ويؤكد السهلي أن مطالبات الباحث بالحفاظ على الآثار والبحث عنها "يخالف" ما أكد عليه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث أخرج عبدالرزاق في المصنف أن عمر كان في السفر فرأى قوما يبتدرون مكانا فقال: ما هذا؟ فقالوا: مكان صلى فيه النبي عليه الصلاة والسلام، فقال أتريدون أن تتخذوا آثار نبيكم مساجد؟ من أدركته الصلاة فيه فليصل وإلا فليمض. وأخرج ابن سعد في الطبقات أن عمر رأى بعض الناس يذهبون إلى الشجرة التي بويع النبي عليه الصلاة والسلام تحتها فأمر بقطعها. وأخرج ابن وضاح أن عمر قال: إنما هلك أهل الكتاب أنهم كانوا اتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا.
وتابع السهلي: حكى ابن وضاح والشاطبي وغيرهما إجماع الأمة على عدم مشروعية زيارة مواطن آثار السيرة النبوية لدرجة أن كثيراً من مواقع السيرة لم يعد يعرف عند الأكثرين في العصور الأولى كما أشار إلى ذلك المراغي والسمهودي والعيني.
وكان الباحث في معالم المدينة المنورة التاريخية الشنقيطي قد انتقد في حديثه السابق لـ"الوطن" ما وصفه بـ"الحالة التي باتت عليها معالم وادي النقيع التاريخي جنوب المدينة المنورة على مسافة 100 كيلو متر خصوصا" وقد ثبت بحسب عدد من المؤرخين من بينهم الواقدي والهجري والسمهودي نزول النبي صلى الله عليه وسلم فيها خلال عودته من غزوة المريسيع وصلاته في ذلك المكان حيث إن مسجده هناك.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3038&id=87255&groupID=0 (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3038&id=87255&groupID=0)
مقال ذو صلة يوضح الصورة أكثر
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1110181&cnt=-2&Sec=0#1114156 (http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1110181&cnt=-2&Sec=0#1114156)
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 04:21 م]ـ
الكتاب: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
مجموع فتاوى ابن باز - (1/ 401)
الرد على صالح محمد جمال
الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة (الندوة) في عددها الصادر في 24\ 5 \ 1387 هـ بقلم الأخ صالح محمد جمال تحت عنوان: (الآثار الإسلامية) فألفيت الكاتب المذكور يدعو في مقاله المنوه عنه إلى تعظيم الآثار الإسلامية, والعناية بها , يخشى أن تندثر ويجهلها الناس, ويمضي الكاتب فيقول: (والذين يزورون الآن بيت شكسبير في بريطانيا , ومسكن بتهوفن في ألمانيا لا يزورونها بدافع التعبد والتأليه, ولكن بروح التقدير والإعجاب لما قدمه الشاعر الإنجليزي والموسيقي الألماني لبلادهما وقومهما مما يستحق التقدير فأين هذه البيوت التافهة من بيت محمد ودار الأرقم بن أبي الأرقم وغار ثور وغار حراء وموقع بيعة الرضوان وصلح الحديبية , إلى أن قال: ومنذ سنوات قليلة عمدت مصر إلى تسجيل تاريخ (أبو الهول) ومجد الفراعنة, وراحت ترسلها أصواتا تحدث وتصور مفاخر الآباء والأجداد, وجاء السواح من كل مكان يستمعون إلى ذلك الكلام الفارغ إذا ما قيست بمجد الإسلام, وتاريخ الإسلام ورجال الإسلام في مختلف المجالات ويريد الكاتب من هذا الكلام أن المسلمين أولى بتعظيم الآثار الإسلامية كغار حراء وغار ثور , وما ذكره الكاتب معهما آنفا من تعظيم الإنجليز والألمان للفنانين المذكورين, ومن تعظيم المصريين لآثار الفراعنة. ثم يقترح الكاتب أن تقوم وزارة الحج والأوقاف بالتعاون مع وزارة المعارف على صيانة هذه الآثار والاستفادة منها بالوسائل التالية:
¥