تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التشريعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغير ذلك, والحذر كل الحذر من كل ما يخالف ذلك أو يفضي إلى التباسه أو التشكيك فيه, وبذلك ترجع إلى المسلمين عزتهم المسلوبة, ويرجع إليهم مجدهم الأثيل وينصرهم الله على أعدائهم ويمكن لهم في الأرض كما قال عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (1)

وقال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (1) {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (2)

وأما اقتراح الكاتب إدراج تاريخ هذه الآثار ضمن المقررات المدرسية على مختلف المراحل فهذا حق ولا مانع منه إذا كان ذلك على سبيل الدعوة إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أصابه من المشاق والأذى الشديد في سبيل الدعوة إلى الحق, والتذكير بأحواله صلى الله عليه وسلم في بيته, وفي دار الأرقم , وفي غار ثور وحراء , والاستفادة من الآيات والمعجزات التي حصلت في غار ثور , في مكة المكرمة , وفي طريق الهجرة, وفي المدينة المنورة , وكون الله سبحانه حماه من مكائد أعدائه في جميع مراحل الدعوة. لا شك أن التحدث عن هذه الأمور وما فيها من العبر والمعجزات, والدلالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما دعا إليه, والشهادة له بأنه رسول الله حقا, وما أيده الله به من الآيات والمعجزات كل ذلك مما يقوي الإيمان في القلوب, ويشرح صدور المسلمين, ويحفزهم إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على منهاجه, والصبر على دعوته, وتحمل ما قد يعرض للمسلم ولا سيما الداعية إلى الحق من أنواع المشاق والمتاعب, ولقد أدرك علماء المسلمين هذه المعاني الجليلة, وصنفوا فيها الكتب, والرسائل وذكروها في المقررات المدرسية على اختلاف أنواعها ومراحلها, ولا ريب أنه ينبغي للمسئولين عن التعليم في جميع البلاد الإسلامية أن يعنوا بهذا الأمر, وأن يعطوه ما يستحقه من إيضاح وتفصيل حتى تكون ناشئة المسلمين على غاية من البصيرة بما كان عليه نبيهم وإمامهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأخلاق الكريمة, والأعمال الصالحة والجهاد الطويل والصبر العظيم حتى لحق بربه وصار إلى الرفيق الأعلى عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام. والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا, وأن يوفقهم وقادتهم للتمسك بدين الله والاستقامة عليه وتحكيمه, والتحاكم إليه, والسير على منهاجه القويم الذي ارتضاه لعباده وتركهم عليه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , وسار عليه صحابته الكرام, وأتباعهم بإحسان, إنه على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وآله وصحبه.


(1) صحيح مسلم الإيمان (55) ,سنن النسائي البيعة (4198) ,سنن أبو داود الأدب (4944) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 102).
(2) صحيح البخاري الصلح (2550) ,صحيح مسلم الأقضية (1718) ,سنن أبو داود السنة (4606) ,سنن ابن ماجه المقدمة (14) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 270).
(3) صحيح مسلم الأقضية (1718) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 256).
(4) صحيح مسلم الجمعة (867) ,سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ,سنن ابن ماجه المقدمة (45) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 371) ,سنن الدارمي المقدمة (206).
(5) سورة الشورى الآية 21
(6) صحيح البخاري الصلح (2550) ,صحيح مسلم الأقضية (1718) ,سنن أبو داود السنة (4606) ,سنن ابن ماجه المقدمة (14) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 270).
(7) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (6889) ,صحيح مسلم العلم (2669) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 84).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير