ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[24 - 01 - 09, 01:30 م]ـ
تعقيباً على ما نشر في "الوطن"
ادعاءات الشنقيطي مرفوضة ولا يوجد مسجد للرسول بجانب جبل "برام"
شد انتباهي واهتمامي ذلك اللقاء الذي أجراه خالد الطويل مع عبدالله مصطفى الشنقيطي ونشرته صحيفة الوطن في عددها (3011) يوم السبت الموافق 29/ 12/1429 وعنوانه "باحث يؤكد على وجود خطأ تسبب في تغييب مسجد للرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، بوادي النقيع. ومضمون ما نشر في هذا اللقاء مجموعة الادعاءات التي تحدث بها الشنقيطي وهي غير صحيحة وغير مبررة والادعاءات هي:
الادعاء الأول: اتهام أهل وادي النقيع بتغيير معالم ديارهم:
وهو يقصد قبيلة (السهلية) من حرب عندما قال (أهل هذه الديار في العصور المتأخرة غيروا اسم الجبل التاريخي "برام" إلى جبل آخر "عبود" ونزعوا منه اسمه التاريخي (الوتدة) وأسموه برام. وهذا الاتهام الجائر مرفوض وغير مبرر. ونترك الرد عليه لأن البحث فيه "علم لا ينفع وجهالة لا تضر" والتغيير المزعوم لا يترتب عليه وقوع محذور شرعي والكلام فيه عبارة عن "تحصيل حاصل"، ولا طائل ولا جدوى من الخوض فيه. ومعرفة أسماء الجبال بالتواتر من اللاحقين عن السابقين تعتبر حجة يؤخذ بها.
الادعاء الثاني: وجود مسجد للرسول صلى الله عليه وسلم بالقرب من جبل برام بوادي النقيع وهذا الادعاء لا يمكن تصديقه للأمور التالية:
الأمر الأول: أتحدى أن يأتي الأخ عبدالله بحديث واحد صحيح رواته ثقات.
الأمر الثاني: أتحدى أن يأت الشنقيطي براو واحد من كبار الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا برفقة الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة المريسيع (غزوة بني المصطلق) وهم:
من المهاجرين: "أبوبكر، عمر، عثمان، الزبير، عبدالرحمن بن عوف، طلحة بن عبيد الله، المقداد بن عمرو رضي الله عنهم.
من الأنصار: سعد بن معاذ، أسيد بن حضير، أبوعبس بن جبر، قتادة بن النعمان، سعد بن زيد الأشهلي، معاذ بن جبل رضي الله عنهم.
الأمر الثالث: ما هي دواعي هذا الاكتشاف الذي جاء متأخراً بعد مضي أربعة عشر قرناً من الهجرة الشريفة؟ ألم يكن في العصور المتقدمة أحد من الباحثين في مجال "الآثار" توفرت في شخصه ميزة الرصانة والأصالة والجدة في البحث العلمي الأصيل حتى يحصل على جائزة البحث النادر الذي تبحث عنها؟
الأمر الرابع: لم أتصور ولم يخطر على بالي في يوم من الأيام أن يأتي شخص يطلق على نفسه (باحث) في عصر المعرفة والانفجار العلمي الهائل، وأن يكون سبباً مباشراً في إحياء موضوع البدع التي ولى زمانها وأدبر بلا رجعة، لكون هذا الادعاء يكون بمثابة دعوة تجعل الكثير من الجهال في هذا الزمان يذهبون لزيارة ذلك المسجد المزعوم، وهو عبارة عن كوم من الحجارة لا دليل على صحته البتة.
والأخ الباحث الكريم يعرف تمام المعرفة أن الأعمال مربوطة بالأفعال كما جاء في الحديث عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيء).
الادعاء الثالث: إن المسجد المزعوم بوادي النقيع "مبارك".
وهذا الموقع لم يثبت وضعه على أنه مسجد فضلاً عن البركة المزعومة التي لا أصل لها ولا دليل عليها. وكل المساجد في أرجاء المعمورة متساوية في الفضل وصلاة الجماعة فيها بسبع وعشرين درجة في الصلاة الجهرية وخمس وعشرين درجة في الصلاة السرية كما ذكر ذلك السيوطي رحمه الله.
والمساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها ذات الفضل جاء ذكرها بالقرآن العظيم بقوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).
الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه.
والصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه.
والصلاة في المسجد الأقصى تعادل 250 صلاة.
والمسجد الحرام والمسجد الأقصى جاء ذكرهما في الآية الكريمة بالألفاظ الواضحة والصريحة والمسجد النبوي الشريف جاء ذكره فيها بالإشارة لما عرف من لغة العرب مادام فيه أقصى يكون فيه قصى دونه وهو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والبركة والفضل لا يثبت القول فيهما إلا بالدليل من الكتاب والسنة النبوية الشريفة.
¥