[ماحكم قول (فلان .. غني عن التعريف)؟؟]
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[25 - 01 - 09, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام ..
سمعت من احد طلبة العلم انه يقول .. لايجوز ان يقال (فلان .. غني عن التعريف)!!
بل هي خاصة بالله وحدهـ جل جلاله .. وهو الغني عن التعريف
استغربت من هذا القول .. فقلت اسأل المشايخ هنا
هل لهذا الكلام اصل؟؟
بارك الله بكم ونفع بعلمكم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 02:57 ص]ـ
نعم، ذلك صحيح و ذلك قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 03:10 ص]ـ
قال الشيخ (عائض القرني):
[ومن الكلمات التي نبه عنها في بعض المناسبات: (فلان غني عن التعريف) فإذا قدموا لشيخ أو محاضر أو داعية أو مسئول قالوا: (فلان علم غني عن التعريف) وهذه الكلمة خاطئة فالغني عن التعريف هو الله، فهو الذي عرف نفسه بنفسه فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام:1] وقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فاطر:1].
فالغني عن التعريف هو الله، وقد عرف نفسه فقال لموسى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه:14] وقال: (ِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم:65].
وقد ذكرت في مناسبة أن سيبويه توفي فرؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: "غفر لي" قيل: بماذا؟ قال: لما أتيت في الكتاب؛ أتيت بلفظ الجلالة (الله) فقلت: الله غني عن التعريف أي: لا يحتاج إلى التعريف، فغفر الله له.
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
فيا عجباً كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
فأنت تعلم بأنه واحد، وما منا من أحد إلا ويحتاج إلى تعريف، ملكاً أو أميراً أو عالماً أو موظفاً أو مسئولاً أو وزيراً لا بد أن يُعرف، وعند الترمذي بسند ضعيف، يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا لقي أحدكم أخاه فليسأله عن اسمه وعن نسبه؛ فإنه واصل المودة} وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه {كان إذا لقي رجل قال: من أنت؟} وفي صحيح مسلم عن ابن عباس {أن وفد عبد قيس قدم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: من القوم أو من الوفد؟ قالوا: من مضر، قال: مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى} وكان عمر يقول: من؟ يسأل عن الرجل، وفي صحيح البخاري عن جابر يقول: {استأذنت على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: من؟ قلت: أنا! قال: أنا، كأنه كرهها} يقول: من أنت؟ فـ (أنا) مجهول، فكل الناس يقول (أنا) لكن من أنت.
واستدل النووي على ذلك -بتسمية الاسم- بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مع جبريل طرقا باب السماء فقالوا: من؟ قال: جبريل، قالوا: {ومن معك، قال: محمد، قالوا: مرحباً بك وبمن معك}.
وطرق أبو ذر على الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: {من؟ قال: أبو ذر}.
فلا بأس بالكنية، وكلنا محتاج إلى تعريف، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13].
ومن الأدب في الإسلام -أيها الإخوة الأحباب! - أن إذا نزل بك ضيف أو وفد أن تسألهم عن أسمائهم.
ولا تبق معهم وكأنهم صم بكم عمي فهم لا يرجعون، يتغدون ويتعشون، وينامون ولا تعرف أسماءهم.
فأقول: يا أخي! يا فلان! هذا لا يصح، هذا ليس من أسلوب التعامل وليس من أدب الإسلام، قال الأزدي:
أحادث ضيفي قبل إنزال رحله ويخصب عندي والمكان جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ولكنما وجه الكريم خصيب
يقول: أنا من صفتي أنني أحادث الضيف وهو على الراحلة، فكيف إذا نزل!
ومن أدب الضيافة أن تحدثه وتؤنسه، قال بعض العلماء: هذا إشراق، قيل: لما كلم موسى ربه قال: يا موسى!: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه:17].
وهي من المحادثة والأنس؛ وإلا فالله يعلم أنها عصا، وهو الذي خلقها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ويعلم بفرعون والعصا.] ا. هـ
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[25 - 01 - 09, 03:58 ص]ـ
شكر الله سعيك اخي الحبيب عمرو فهمي
ورفع الله قدرك وبارك الله بك وبعلمك
ـ[مسدد2]ــــــــ[25 - 01 - 09, 05:37 ص]ـ
لكن "الغِنى عن التعريف" منه ما هو ذاتي مطلق، وآخر نسبي لا محذور فيه .. ولا شك ان المقصود هو الثاني ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 01 - 09, 06:33 ص]ـ
قال الشيخ بكر أبويد رحمه الله تعالى في معجم المناهي اللفظية ص669:
(غني عن التعريف:
من الجاري أن سيبويه – رحمه الله تعالى – سُئل عن لفظ: ((الله)) فقال: "أعرف المعارف غنيٌ عن التعريف" انتهى.
ومن الجاري في لسان الناس عند التعريف بشخص مشهور قولهم: "وهو غني عن التعريف" أي بالنسبة لبني جنسه. فلا يظهر فيه محذور).أ. هـ
¥