تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعد أن انهيت قصتي ومأساتي أرى أنه من المناسب جدا الانتقال إلى الفصلالذي يليه والذي سأتكلم فيه عن رؤيتي عن مرض الوسواس وأسبابه ومصدره بحكمقراءاتي واستماعي من العلماء والأطباء النفسيين ومن ثم من تجربتي الطويلةفي مساعدة هؤلاء المرضى.

الفصل الثاني

نبذة موجزة عن رؤيتي لمرض الوسواس وأسبابه ومصدره

لا يزال الاختلاف ظاهرا كبيرا .. في مصدر الوسواس وأسبابه بين العلماءوالأطباء النفسيين، مما أوقع الموسوس بحيرة كبيرة هو في غنى عنها مماساعد كثيرا في تعقيد عملية شفائه، فهو يثق بالعالم كثيرا، كما يثق بصدقهوحرصه الظاهر كما أن العالم يعمل لله تعالى لا يطلب منه مالا ولا يريدشكرا بل يريد وجه الله تعالى.

فيسمع منه كلاما ونصحا، لكن الموسوس لا يطبقه فلا يستفيد، فيذهب للطبيبالنفسي، ويسمع منه كلاما يخالف ما فهمه من العالم! ويبدأ الطبيب بإقناعهبما يراه فيقع الموسوس في حيرة كبيرة!

من الصادق منهما؟

هل هو العالم الشرعي الذي يعمل لوجه الله تعالى ولكنه قد يجهل بعض أسرارالنفس البشرية، أم هو الطبيب الذي قد يستمليه حب المال وتخفى عليه كثيرامن الأحكام الشرعية، غير أنه ربما يكون خبيرا بالنفس وطبيعيتها.

وبعد أن تتصادم الأفكار في رأسه تسقط ثقته بالجميع ثم لا يستفيد أبدا.

فلذا أقول لك أيها المريض بالوسواس: بحكم خبرتي الطويلة مع مرض الوسواس،وسماعي من العلماء والأطباء توصلت إلى أن الوسواس سببه الشيطان أولا،لقوله تعالى: {وَ?سْتَفْزِزْ مَنِ ?سْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَوَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي?لأَمْوَالِ وَ?لأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ?لشَّيْطَانُإِلاَّ غُرُوراً} الإسراء 64

جاء في تفسير الطبري: (قال آخرون: عنى به واسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بدعائك إياه إلى طاعتك ومعصية الله).

وهذا هو الوسواس فهو طاعة للشيطان وعصيان للرحمن.

ولكن هل الوسواس من الشيطان فقط!

لا، ولكنه وجد قابلية من الإنسان بأن يكون ذا شخصية وسواسية فأصيب بهذاالمرض وهو الوسواس القهري وكلما طال به الوقت كلما زاد تمكن النفسالموسوسة منه أكثر وأكثر، حتى تصبح أعماله لا إرادية أحيانا، وكلما كانالإنسان متوترا وقلقا كلما كان تمكن المرض منه أكثر وأكثر ومما يدل على أنالوسواس يكون من النفس قول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَوَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْحَبْلِ الْوَرِيدِ} ق16

ولذلك فالشيطان يوسوس لكل إنسان لكن الفرق هو أن الإنسان الطبيعي يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يزول

عنه ما يجد لكن الموسوس بعد أن يستعيذ بالله يخنس الشيطان ثم تبدأ نفسه الموسوسة بالإلحاح عليه بما وسوس

به الشيطان ولا تهدأ حتى يفعله.

أو يعرض عنه نهائيا أما إن استمر في التفكير به دون فعل أو تجاهل فيعنيهذا بقاء الفكرة تلح في رأسه حتى يفعلها ولذلك يقول النبي صلى الله عليهوسلم لمن أشغله الوسواس فليستعذ بالله ولينته) رواه البخاري ومسلم.

فلم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بإرشادنا بالاستعاذة فقط بل زاد على ذلك بأن أمرنا بالانتهاء عنه نهائيا.

قد يتساءل البعض ويقول: أحيانا لا يتعلق الوسواس بأمور العبادة فكيف يكون من الشيطان؟

فأقول: يقول الله تعالى إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِلِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّابِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) المجادلة 10

فنفهم من هذه الآية أن الشيطان يبذل كل ما في وسعه من أجل أن يصاب المؤمنبالحزن، بأمور كثيرة كالمناجاة بين رجلين دون الثالث فيبدأ الشيطان يوسوسللرجل الثالث أن المتناجيين يريدان به سوءا ليحزن ذلك المؤمن.

فالشاهد هنا أن الشيطان يسعى جاهدا في أن يعيش المؤمن في قلق وحزن بأساليب كثيرة ومن ضمنها الوساوس القهرية والأفكار التسلطية.

وبعد أن تعرفنا على الوسواس وسببه ومصدره ننتقل الآن إلى كيفية العلاج منه

ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[27 - 01 - 09, 09:43 ص]ـ

الفصل الثالث

المبحث الأول

مقدمة قبل العلاج

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير