ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[27 - 01 - 09, 03:12 م]ـ
الركن الأول
((التجاهل التام))
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا يكتفي المتعالج بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا!
فلو توضأ إنسان ثم أحس بخروج شيء منه فيجب ألا يلتفت لهذا الأمر نهائيا بل يذهب إلى الصلاة مباشرة كما يجب عليه ألا يحاول إقناع نفسه بعدم خروج شيء منه!! لأن محاولة الإقناع هي وسواس في حقيقة الأمر يجب مقاومتها واعلم أيها المتعالج أن أفضل علاج للوسواس هو تجاهل الفكرة مع بقاء الإحساس بالخطأ!!
لأن إقناع النفس بصحة تجاهل الفكرة يلغي فائدة المقاومة نهائيا، لأننا نريد بعلاجنا هذا أن يعتاد المتعالج على الصمود أمام الفكرة الملحة وصموده هذا يجعل الإلحاح يخف تدريجيا إلى أن يزول نهائيا بإذن الله.
بخلاف القناعة بصحة التجاهل فإنه لا يؤدي الغرض الذي نريد بل هو مثل فعل السلوك الوسواسي سواءا بسواء!!
لأن الموسوس يفعل السلوك الوسواسي ليوقف الفكرة الملحة!!
والآخر أقنع نفسه بعدم صحة الفكرة الملحة ليوقفها عن الإلحاح أيضا وكلا هما سواء!!
فمثلا: لو ألحت فكرة وسواسية على المتعالج أن يده نجسة!
فهو لا يخلوا من ثلاثة أحوال:
1/ أن يغسل يده لتتوقف الفكرة!.
2/ أن يقنع نفسه بعدم نجاستها فتتوقف الفكرة أيضا!!
وكلا الحالين خطأ!!
3/ عدم غسلها نهائيا وعدم التفكير بها حتى تستمر الفكرة بالإلحاح ثم تتوقف بسبب عدم الاستجابة.
وهذا هو التصرف الصحيح لأن توقف الفكرة الملحة جاء بسبب التجاهل فقط ولم يأتي بسبب التجاوب كما في الحالين الأول والثاني.
الركن الثاني
المواجهة وعدم الفرار!
ونقصد بالمواجهة: أن يواجه المتعالج الفكرة الوسواسية بكل شجاعة ويلغي فكرة الهرب نهائيا ثم يثبت في المواجهة!
فكم هرب المتعالج من الوضوء أمام الناس!! وكم مرة هرب من الصلاة في المسجد، أو هربت المرأة من الصلاة أمام أهلها وأخواتها!!
وكم مرة هرب فيها المتعالج من الزيارات العائلية أو رفض الخروج من المنزل قبل صلاة العشاء حتى لا تدركه الصلاة في مكان بعيد عن بيته!!
وكم هي المرات التي هرب المتعالج فيها من الدخول إلى دورات المياه العامة!! بل قد يهرب من جميع دورات المياه إلا من واحدة اختص بها لنفسه ومنع منها غيره!!
بل قد يصل الأمر بالمتعالج أن يختصر دخول دورات المياه وسوسة!! مما يعود عليه بالضرر مرتين! ضرر صحي وضرر في تأخر الشفاء.
هذه أمثلة فقط وإلا فالمواقف التي يهرب منها المتعالج كثيرة جدا!! والمشكلة أن المتعالج يظن بهروبه هذا أنه حقق شيئا ذا بال!! وما علم المسكين أنه يضر نفسه بنفسه!!
وأن هروبه هذا يؤجل الشفاء فترة أطول فلو استمر في هروبه عشرين سنة فمعنى ذلك أنه يؤخر الشفاء عشرين سنة أيضا ولا يمكن أن يأتي الشفاء دون مواجهة!! فالمواجهة حتمية مهما طال الزمن فلماذا يتأخر المتعالج بتطبيق هذا الركن المهم وهو ركن (المواجهة وعدم الهرب)!!
والغريب في هذا الأمر أن الوسواس يسهل للمتعالج سياسة الهرب من المواجهة!!
مثال يوضح ذلك: لو دخل المتعالج المسجد، فأراد أن يصلي في جهة اليسار من الصف.
فقد يأتي الشيطان للمتعالج ويحاول صرفه عن هذا الأمر ويلح عليه بأن يصلي في جهة اليمين ويبدأ بسرد الأدلة في بيان أفضلية اليمين!
وهنا يبدأ المتعالج بالتوتر ويجد نفسه مضطرة للذهاب إلى جهة اليمين بل ويحس أحيانا بسهولة الذهاب لليمين وصعوبة الصلاة في جهة اليسار!!
ولهذا يجب على المتعالج أن يتفطن لهذه الحيلة الشيطانية ولا يغتر بسهولة الأمر عند الهرب من المواجهة وتخفيف الضغط عليه من قبل الوسواس!!
لأن الشيطان إنما يريد بهذا التسهيل سلب سلاحك الفعال في مقاومة الوسواس وهو (المواجهة) وإبداله بهذا السلاح الضعيف (الهرب من المواجهة) والذي سيكون مع الوقت وبالا عليك ويتحول من سلاح ضعيف أمام الوسواس إلى خنجر مسموم يقضي على جميع الإنجازات التي حققتها بفضل الله ثم بفضل هذا العلاج الذي بين يديك
فاحذر أن تستبدل سياسة المواجهة الفعالة بسياسة الهرب الفاشلة!
¥