تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[27 - 01 - 09, 07:54 م]ـ

جزاك الله خيراً و أسأله تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يشفي كل من ابتلي بهذا الداء

اللهم آمين. جزاكم الله خيرا

المبحث الثاني

النوع الثاني من الأفكار التسلطية

وهي الأفكار التسلطية الأخرى

وسأضرب لها بعض الأمثلة:

المثال الأول: الخوف من المستقبل،أو الخوف من الموت أو الخوف من الأمراض الفتاكة كالإيدز والسرطان ونحوه.

المثال الثاني: الأفكار المتعلقة بالعنف وخوف الإنسان من القتل أو إلحاق الأذى به.

المثال الثالث: الأفكار المتعلقة بعدم النظافة والخوف الشديد من لمس الأشياء المتسخة.

المثال الرابع: الأفكار التي تلح على الموسوس أن يفعل فعلا معينا أو حركة معينة وإن لم يفعلها فقد يصاب بأذى ونحوه.

المثال الخامس: شك الزوج بزوجته أو شك الزوجة بزوجها.

وهناك الكثير من الأفكار التسلطية غير ما ذكرت هنا تركتها لأنها كثيرة جدا ولم أرد حصرها وإنما التمثيل لها فقط.

وبعد أن ضربنا الأمثلة على هذه الأفكار نصل إلى المرحلة الأهم وهي كيفية الخلاص منها:

فنقول وبالله التوفيق:

أن هذه الأفكار جميعا إنما هي في الأصل من الشيطان يريد بها إحزان الإنسان وإصابته بالهم والقلق لأن الشيطان كما هو معلوم عدو للإنسان وعداوته قديمة جدا فلقد أقسم أن يغوي آدم وذريته، فهو يبذل كل ما في وسعه لإضلالها عن طريق الهدى والرشاد ولكن هل يكتفي بهذه، لا والله لأن عداوته مبنية على الحقد والحسد يقول الله عز وجل على لسان إبليس: (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) الإسراء61، ويقول سبحانه وتعالى عنه: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) الأعراف12، فها هو الشيطان يتكبر على أبينا آدم ويرى أنه خير منه ولذا رفض السجود له حسدا وكبرا!! وهذا الحسد لا يتعلق بأبينا آدم فقط بل حتى ذريته أجمعين مسلمهم وكافرهم! قال تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً) الإسراء62، فلا يمكن أن يسلم منه إلا من عصمه الله تعالى ولهذا فالشيطان يبذل كل ما يستطيع لكي ينتقم من ذرية آدم عليه السلام بكل وسيلة يستطيعها يقول الله تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا) الإسراء64.

وهذه العداوة مستمرة إلى قيام الساعة قال تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) الحجر36، فمن أجل هذا سيبقى الشيطان يكيد لذرية آدم عليه السلام وينتقم منهم بطريقين:

أولا: إضلالهم عن عبادة الله تعالى.

ثانيا: بذل كل ما يستطيع ليعيش الإنسان في قلق وضيق، وذلك باستفزازه كما يقول تبارك وتعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً} الإسراء64.

يقول الطبري رحمه الله: (يقول تعالى ذكره بقوله: (وَاسْتَفزِزْ) واستخفف و استجهل، من قولهم: استفزّ فلانا كذا وكذا فهو يستفزّه). ومن الاستفزاز الذي يمارسه الشيطان هو هذه الأفكار التسلطية التي تزعج الإنسان وتصيبه بالخوف والضيق نسأل الله تعالى أن يعافي المسلمين منها حيث يبدأ الإنسان بالتفاعل معها مما يؤدي به في النهاية إلى أن يعيش في حسرة وقلق وحزن دائم بسببها.

فما هو الحل يا ترى؟

الحل هو اتباع الطرق التالية:

أولا: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

ثانيا: معرفة كذب هذه الأفكار لأنها من الشيطان وهو ((كذوب)) كما أخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

والكذوب معناه كثير الكذب.

وأنت أيها الموسوس أو الموسوسة لكم سنين طويلة تعانون من هذه الأفكار ولقد اكتشفتم كذبها ولله الحمد.

ثالثا: اعتقاد نقيضها، فلو وسوس لك أنك لم تقفل الباب فتأكد أنك قمت بقفله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير