وكذلك إن وسوس لك أن ابنك قد وقع له حادث سير لا سمح الله فتأكد أنه بخير .. وهكذا.
رابعا: الفرح بها لأنها تأتي خلاف الواقع ولو كانت حقيقة لما وسوس لك الشيطان بها.
خامسا: التوقف عن الاسترسال معها وعدم الاستمرار بالتفكير بها بل توقف مباشرة ولا تسترسل.
وإياك والدخول معها في نقاشات علمية لأنها في النهاية ستغلبك ولن تستفيد من نقاشك شيئا!!
بل تخيل أن أحدا من الناس جلس أربع ساعات وهو يناقشك في قضية ما وهو أقوى حجة منك أليس مصيرك في النهاية هو الاقتناع بها حتى لو كانت خاطئة! فكذلك الوسواس سيقنعك في النهاية مع تفاهة الفكرة وسخافتها لأنه
أقوى منك حجة!!، لا سيما وأنت ضعيف التركيز مهموم القلب فلا يمكنك والحالة هذه أن تصمد أمام الوسواس.
فالحل هو التوقف وعدم الاسترسال معه.
سادسا: عدم تنفيذ الفكرة التي يلح عليها الوسواس فلو ألح عليك بالتأكد من قفل الأبواب فلا تفعل.
أو ألح عليك بالذهاب إلى الطبيب من أجل فكرة تسلطية فلا تفعل، أو ألح عليك بفعل حركة معينة فلا تفعلها
نهائيا، وللعلم فكلامي هنا موجه للمصاب بالأفكار التسلطية وليس للشخص الطبيعي.
سابعا: ابتعد عن الوحدة والفراغ فهي أساس المشكلة وهي السبب الرئيس في زيادة الأفكار التسلطية.
فحاول يا أخي الموسوس ويا أختي الموسوسة أن تكثروا من الجلوس مع الآخرين والحديث معهم والاستماع إلى أخبارهم وملاطفة الأزواج وملاعبة الأطفال، وإدخال السرور على الوالدين، وإدخال البهجة على الأهل والأصحاب.
فكل هذه الأمور كفيلة بإذن الله تعالى بزوال الوسواس.
ثامنا: إذا جاءتك الفكرة فأشغل نفسك بأمر آخر بعيد كل البعد عن هذا الوسواس.
ولإشغال النفس عن الوسواس طرق:
الطريقة الأولى: التسبيح والتهليل والاستغفار وذكر الله عز وجل، واستمر في ذلك حتى تزول الوساوس وإن عادت فعد للذكر مرة أخرى. (وهذه أنجع الطرق وأفضلها على الإطلاق)
الطريقة الثانية: ابحث لك عن شغل يدوي يحتاج إلى تركيز وانتباه.
فإن كنت رجلا فاستغل ذلك بإصلاح ما فسد في المنزل من سباكة أو كهرباء أو أدوات كهربائية، أو قم بقضاء الأعمال المتأخرة لديك.
أما بالنسبة للمرأة فتستغل ذلك بالخياطة أو ملاعبة الأطفال أو حل الواجبات ومذاكرة الدروس.
الطريقة الثالثة: ابدأ بحل المسائل الرياضية أو اللعب بالألعاب التي تحتاج إلى تركيز وهي كثيرة جدا وفي متناول اليد سواءا كانت في الجوال أو في الكمبيوتر أو حتى في الورقة واحرص أن تكون من المباح شرعا.
تاسعا: استمر على فعل هذه الخطوات مع كل فكرة تسلطية تواجهك وتحمل المعاناة التي تأتيك في البداية فما هي إلا أيام قليلة وستتلاشى عنك بإذن الله وستعود طبيعيا كما كنت.
ونفذ هذا مع كل فكرة
وسأضرب لك مثالا لفكرة تسلطية ثم أبين كيفية علاجها وبناءا على ذلك حاول تطبيق ذلك على جميع ما يعتريك:
فلو أحس الإنسان ألما في بطنه فأتته الوساوس بأن هذه أعراض مرض السرطان!!
فيجب الاستعاذة بالله من الشيطان أولا.
ثم تكذيب هذه الوساوس وأنها غير صحيحة.
ثم اعتقاد نقيضها وهو أن تعتقد اعتقادا جازما أن الألم إنما هو بسبب مرض بسيط جدا وليس بسبب مرض
السرطان.
لأن الشيطان كذاب ولا يمكن أن يصدق معك أبدا، بل لو كان مرضك خطيرا لم تأتك هذه الوساوس من أجل أن تتجاهل المرض وتتأخر في علاجه فيستفحل المرض ويزيد ولكن عندما كان المرض بسيطا وسوس لك الشيطان بخطورته لتخويفك وإقلاقك.
ثم يجب عليك الفرح بهذه النتيجة التي وصلت إليها.
ثم التوقف عن الاسترسال مع الفكرة وعدم نقاشها بل قم بإشغال نفسك بأحد الطرق الثلاث التي كتبتها لك.
المثال الثاني:
لو دخل الزوج على زوجته وهي تتكلم بالهاتف مثلا ثم بدأ الوسواس يلح عليه بأنها تتكلم مع رجل غريب!!
فيجب عليه الاستعاذة بالله من الشيطان أولا.
ثم تكذيب هذه الوساوس وأنها غير صحيحة.
ثم اعتقاد نقيضها وهو أن يعتقد اعتقادا جازما أنها تتكلم مع امرأة مثلها سواءا أمها أو أختها أو صديقتها أو إحدى قريباتها وليس مع أحد غريب عنها.
لأن الشيطان كذاب ولا يمكن أن يصدق معك أبدا لأنها لو كانت تتكلم مع رجل غريب لم يوسوس لك بذلك أبدا حتى تتركها وشأنها وتقع في المحظور بل قد يأتيك بالأدلة والحجج ويحاول إقناعك بعفافها حتى لا تشك بها.
ثم يجب عليك الفرح بهذه النتيجة التي توصلت إليها وهو كذب هذا الإحساس وعدم واقعيته.
ثم التوقف عن الاسترسال مع الفكرة وعدم نقاشها بل قم بإشغال نفسك بأحد الطرق الثلاث التي كتبتها لك.
تنبيه مهم على المثالين:
هذه الطريقة خاصة بمريض الوسواس والذي تكثر عليه مثل هذه الأفكار فيشك بكل ألم أنه مرض خطير، أو المريض الذي يشك في زوجته كل يوم أو في الكثير الغالب.
أما الشخص الطبيعي أو الذي لا تكثر عليه الوساوس في هذا الشأن فحكمه مختلف ولا يشمله كلامنا.
ونكون بهذا قد أنهينا علاج الأفكار التسلطية بنوعيها
¥