ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[28 - 01 - 09, 12:29 ص]ـ
العائق الثاني
الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير جراء تجاهل الوسواس
ومن العوائق والمصاعب التي تواجه الموسوس بعد العلاج .. إحساسه الكبير بالذنب وتأنيب الضمير بأنه لم يؤد العبادة على أكمل وجه .. وأنه لو مات على هذه الحال مات على غير الحق!
ولذا تجده يبدأ بالقلق وكثرة التفكير بالموت .. وقد يبدأ بالتفكير بترك العلاج والعياذ بالله!!
لكي يرتاح من تأنيب الضمير .. !!
والسبب في هذا الشعور .. أن الشيطان همه الأول والأخير هو إظلال بني آدم وإدخالهم النار .. ألم يقسم الشيطان بعزة الله أن يغوي الناس أجمعين!!
قال تعالى: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين).
والشيطان أول ما يبدأ بالإنسان .. يزين له المعصية والفسوق ويضعف من حبه للعبادة ومن أدائها .. فإن عجز عنه أتاه من الطريق الآخر وهو الإفراط الشديد في أداء العبادة وتشديدها على الإنسان وهو مايسمى بـ ((الوسواس)).
وبهذه الطريقة يجني الشيطان نفس النتيجة حيث يبدأ الإنسان بتأخير الصلوات عن وقتها وأحيانا يمر عليه اليوم واليومين وهو لم يستطع الصلاة ويبدأ الإنسان يترك النوافل لانشغاله بأداء الفرائض فلا يفرغ منها حتى يكون التعب بلغ من كل مبلغ!!!
ثم يبدأ يتسلل إلى قلبه الشعور بكره العبادة والعياذ بالله!
فتجد الموسوس أحيانا يكون مسرورا سعيدا .. وبعد أن يؤذن للصلاة تنقبض نفسه ويضيق صدره!!
ليس من أجل الأذان .. كلا وحاشا، ولكن لمعرفته بما سيكون بعد الأذان .. من هم وتعب ونصب!
فبالله عليكم ما الفرق بين الفاسق والموسوس؟
أليست النتيجة واحدة؟
كلاهما يؤخر الصلاة عن وقتها،،
وكلاهما يفرط بالنوافل .. ويتململ عند أداء العبادة!!
بل إن الفاسق والعياذ بالله قد يكون خيرا من هذا الموسوس .. لأنه قد يتوب ويعود إلى الله أما هذا الموسوس فقد يصل به الوسواس إلى أن يترك الصلاة نهائيا!!
ولذالك .. فعندما يبدأ الموسوس بالعلاج .. وتبدأ عليه أمارات الشفاء من أداء الصلاة في وقتها ومن أدائه للنوافل .. وحبه للعبادة حيث أن الموسوس في بداية العلاج يتمنى أن يؤذن للصلاة لكي يرغم الشيطان ويمرغ أنفه ويؤدي العبادة كما أمره الله بها.
فعند ذلك تثور ثائرة الشيطان ويعلم أن هذا الإنسان قد فلت منه .. !
حيث يعلم أنه لن يترك العبادة ولن يستطيع أن يوصله إلى الفسق فقد عجز عنه في السابق!!
وليس له عليه طريق إلا بالوسواس!!
فيبدأ الشيطان لعنه الله باستغلال خوف الموسوس من النار وحبه للكمال في أداء عباداته بإثارة الشبهات عليه وإثارة الأحزان، بأنه لم يؤد العبادة كما أمره الله بها
وأنه لو مات مات على الكفر والعصيان .. !!
فيبدأ الموسوس المسكين .. بالقلق والخوف فهو ما وقع في الوسواس إلا خوفا من النار!! .. ولم يترك الوسواس إلا خوفا من النار!!
فما هو الحل؟
نعم ما هو الحل .. !
فكما رأيت أخي الموسوس .. فإن هذا الشعور الذي أحسستَ به بعد أن بدأت تسير في الطريق الصحيح طريق محمد صلى الله عليه وسلم وطريق صحبه الكرام
ما هو إلى كيد من الشيطان ليصرفك عنه .. ووسوسة منه لكي ينال منك.
فاحذر أشد الحذر!
وانتبه أن تقع في خطوات الشيطان فإنها توردك المهالك.
واعلم أن إصابتك بالوسواس منذ البداية كان بسبب هذا الشعور!
وبعد أن أصبت به بدأت تبحث عن الحل!!
فكيف بك أخي وأختي الموسوسة بعد أن نجاكم الله منه تقعون به مرة أخرى!!
فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .. والمؤمن كيس فطن.
واقرأ قول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6
جاء في التفسير الميسر (إن الشيطان لبني آدم عدو, فاتخذوه عدوًّا ولا تطيعوه, إنما يدعو أتباعه إلى الضلال؛ ليكونوا من أصحاب النار الموقدة).
وقال صاحب تفسير الجلالين: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) بطاعة الله ولا تطيعوه (إنما يدعو حزبه) أتباعه في الكفر (ليكونوا من أصحاب السعير) النار الشديدة.
¥