فاحذر أشد الحذر من طاعته أو الرضوخ لوسوسته .. ولعلمك أخي فإنني والله شعرت بهذا الشعور وأشد مما تشعرون به ولكنني قاومته وبشده وصادف أن جلست في مجلس كان به أحد العلماء الذين يعلمون حالي .. فسألني عن حالي حيث أنني غبت عنه فترة طويلة فأخبرته أنني تركت الوسواس نهائيا إلى غير رجعة بإذن الله .. ولكن هناك شعور يكاد يقتلني!!
فقال الشيخ:
وماهو؟
قلت: بعد أن تركت الوسواس بدأت أشعر وكأنني مقصر في عباداتي .. وأحس أنني لو مت كنت من أهل النار ولي على هذا الحال أسبوع كامل!!
فقال الشيخ:
هذا من الوسواس .. فتجاهله واتركه جانبا!! واعلم أنك الآن بدأت تبعد عن النار.
فأنت الآن تسير على طريق نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وطريق أصحابه حيث لم يكن فيهم موسوس.
فاطمئن وسيزول عنك هذا الشعور.
وفعلا يا إخوتي الأفاضل والله إن هذا الشعور زال عني ولله الحمد .. وبدأت أتقلب في سعادة غامرة أسأل الله تعالى أن يديمها علي ويهبكم مثلها إنه هو القادر على كل شيء.
العقبة الثالثة .. !
وهي العقبة الكؤود وهي أصعب العوائق التي تواجه الموسوس بعد تطبيق العلاج
وهي
تسلل الضعف والتراخي إلى عزيمته!
فمن أهم العقبات والمصاعب التي تواجه الموسوس بعد تطبيقه لطريقتنا بالعلاج والعزم على ترك الوسواس!!
حيث يكون قويا .. شديد العزيمه ثم مايلبث أن يدب الضعف والتراخي في عزيمته .. فبعد أن كان قويا شديد الصمود أمام الوساوس
يغلبها في جميع أحواله .. يجد نفسه وقد بدأت تلين أمامها .. وبدأ الوسواس يغلبه أحيانا!!!
ومن هنا أقدم صرخة مدوية في وجوه الإخوة الموسوسين إياكم ثم إياكم ثم إياكم!! من التراخي بعد القوه!!
فوالله إنها الطامة الكبرى والمصيبة العظمى!!
بل هي والله بداية النهاية .. ونهاية البداية!!
نعم .. هي بداية الهزيمه .. ونهاية العزيمه!
واعلم .. أن مدمن المخدرات .. إذا انتكس بعد شفائه .. ! يكون حاله أسوأ من الأول بكثير!!
وانظر إلى الإخوة الملتزمين حديثا .. إذا انتكسوا بعد هدايتهم!!
تجد أنهم يغرقون في المعاصي أشد من الأول بكثير!
وهذا هو الحاصل .. لمريض الوسواس!!
فلو انتكس بعد العلاج .. ستكون حالته أسوء من الأول إذا لم يتدارك نفسه ويقوي عزيمته مرة أخرى.
قد تتسائلون وتقولون وما هو الحل؟!!
فأقول:
الحل .. يكمن في معرفة سبب التراخي المؤدي غالبا للانتكاسة!!
فالتراخي له أسباب كثيرة سأتكلم عن أهمها وهي:
أولا: تعرض الموسوس لظروف قاهره تصيبه بالحزن والاكتئاب!
وفي هذه الظروف تنشط الوساوس .. وتضعف العزيمه ثم تحصل الانتكاسة بعد ذلك.
وهذا هو الغالب عند الإخوة المنتكسين!
ولذا
يجب عليكم أيها الإخوة والأخوات أن تكونوا أقوياء جدا عندما تواجهكم هذه الظروف القاهرة ولا تستسلموا للوساوس بسببها!
لأن الصمود في الظروف القاسية هو قمة الانتصار وهو أكبر دليل على قوة العزيمة واستحالة رجوع الوسواس مرة أخرى بإذن الله.
لأنكم لو استسلمتم عند كل ظرف قاهر فمعنى هذا أنكم لن تشفوا أبدا لأن الإنسان معرض للظروف القاهرة إلى أن يموت.
ولا يمكن أن يوجد شخص خال من الظروف القاسية إلا من رحم الله.
ولذلك .. يجب الصمود في فترة الظروف القاسية حتى يكسب الإنسان ثقة أكبر بقدرته على مقاومة الوسواس إلى النهاية ولكي يكون مطمئنا بعدم رجوعه إليه مرة أخرى.
وسأضرب لكم مثالا يوضح ما أقصد:
افرض أيها الأخ أو الأخت أن هناك عدو يريد قتلك مثلا لا سمح الله.
وكنت (قويا صحيحا معافا) ولكنك مصاب بمرض ما .. يأتيك مرة كل شهر في الغالب (حيث تصاب بخمول وضعف بسببه)
وأنت في حال سلامتك من المرض أقوى بكثير من هذا العدو .. ولا يستطيع الاقتراب منك أبدا.
لكن عندما يأتيك هذا المرض يتجرأ عليك هذا العدو وقد ينتقم منك!!!
فما رأيك بهذا الأمر .. !
هل يمكن أن تكون مطمئنا تجاه هذ العدو؟!
بالطبع لا .. لأنك تعرف أنه يتربص بك إلى أن تصاب بهذا المرض فيقضي عليك.
ولذا تجد نفسك دائما قلقا وخائفا من حدوث هذا المرض الذي يستطيع العدو من خلاله القضاء عليك.
لكن افرض أنك قمت بتدريب نفسك وتقوية جسمك بحيث أصبحت تستطيع القضاء على عدوك حتى وأنت في فترة مرضك.
فما رأيك الآن؟
هل ستبقى قلقا خائفا؟!
¥