وانظر إلى حالهم وقد يبست شفافهم! وتقرحت أطرافهم! وكرههم الناس! وتذمر منهم أقرب الناس إليهم!!
وانظر لحال الآخرين .. الذين ((صلوا وصاموا وحجوا وعبدوا الله حق عبادته .. وفي نفس الوقت سعدوا وتزوجوا وسافروا وضحكوا وتمتعوا))!!
ما الذي يمنعك أن تكون مثل هؤلاء!!
إذا أردت الجواب وعزمت على التطبيق فابدأ بتطبيق علاجنا من جديد وافهم ما كتبناه هنا من المعوقات والمصاعب التي تواجه الموسوس وإن حفظتها عن ظهر قلب فأنت المستفيد بإذن الله.
هذه أهم الأسباب المؤدية إلى ضعف العزيمة وتراخيها .. بينتها لك وبينت لك طريقة التعامل معها أسأل الله تعالى أن يعينك على العلاج وأن يوفقك للشفاء.
لكن ما هو الحل لمن ضعفت عزيمته ثم تمادى حتى حصلت الانتكاسة بعد تطبيق العلاج ورجع إلى الوسواس مرة أخرى!!
الحل .. هو أن أقول له:
الحمد لله على كل حال .. وما حصل لك من ترك العلاج ورجوع الوسواس من جديد ليس بالامر الخطير بل فيه من الخير والفائدة ما الله به عليم.
أسأل الله تعالى أن يعينك على مصابك .. وأن يجعل الجنة مثواك.
وأنت أيها الأخ أو الأخت قادر بفضل الله وقوته على التصدي لهذه المشكلة الطارئة.
فلا تحزن ولا تتكدر .. فالأمر بسيط وهذا من الأمور المتوقعة حدوثها لبعض المبتدئين بالعلاج وفي الغالب الأعم تكون العزيمة الثانية أقوى وأشد من الأولى وتكون هي الفتح بإذن الله تعالى وهي الشفاء الذي لا سقم بعده.
خاصة إذا صدرت من نفس حديدية كتلك التي تملكها أيها الأخ وأيتها الأخت.
ولذا يقول علماء النفس .. الفشل يولد النجاح ولا نجاح إلا بعد فشل.
أتدري لماذا؟
لأن الإنسان إذا فشل في تجربته الأولى فإنه يستطيع معرفة الأمور التي سببت له الفشل
ولذلك فهو يعد العدة لتلافيها في تجربته الجديدة مما يؤدي به إلى النجاح.
وأول أمر يجب أن تفعله للخروج من هذه المشكلة هو:
قول: (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها)
فما قالها عبد بعد المصيبة إلا آجره الله، وأخلف له خيرا منها.
فبعد قولك هذا الدعاء ثق أن الله سبحانه سيخلفك عزيمة أقوى وأعظم من عزيمتك السابقة.
الأمر الثاني:
ابدأ بتطبيق العلاج من جديد بنفس الطريقة التي وضحتها لك سابقا في المنتدى حالا ودون تردد ولا تقل غدا أو بعد غد بل اليوم.
الأمر الثالث:
يجب أن تكون طريقتك هي طريقة الضربة القاضية ولا تستخدم طريقة الاستنزاف السابقة فسبق أن أخبرتك أن طريقة الاستنزاف غير مضمونة النتائج.
واحذر من التهاون في هذا الأمر.
الأمر الرابع:
بالنسبة لوسواسك الجديد .. اضرب به عرض الحائط ولا تلتفت له واعلم أنه لن يكون أقوى من الذي غلبته بالأمس فاستعن بالله ولا تجزع.
الأمر الأخير:
يجب عليك بعد أن تبدأ العلاج من جديد .. أن تنفذ مايلي:
1 - لا تغير ملابسك نهائيا مهما أحسست بخروج قطرات البول ولو وصل بك الإحساس إلى درجة تحس أنها حقيقة. أثبت واتركه عنك فسيزول عنك بسرعة بإذن الله
وأنت قد جربت هذا أثناء عزيمتك الأولى فكم مرة أحسست بخروج قطرات من البول ثم تجاهلتها وذهب عنك ما تجد.
2 - لا تتأخر في دورة المياه أبدا بل بعد أن تفرغ من البول انتظر حوالي دقيقة ولا تزيد ثم صب الماء على مخرج البول فقط دون لمس ثم قم.
ولا تبالي بما تحس به بعد ذلك.
3 - إياك أن تعيد وضوءا أو صلاة أو بسملة أو قراءة.
4 - إياك أن تزيد عن غسلة واحدة أو غسلتين في الوضوء مهما عانيت واستمر على هذا إلى أن يفرجها الله عنك.
وأنا الآن لي أربع سنوات لم أزد عن غسلة واحدة أبدا.
5 - لا تهتم بما يوسوس لك الشيطان من أن الأرض نجسة أو أنك نجستها ونحو ذلك من التفاهات، بل اعزم على أن تجلس على الأرض ولا تبالي أبدا ولا تهتم بالأفكار الوسواسية أبدا.
6 - لا تمنع نفسك من الخروج والزيارة من أجل الوسواس بل اذهب مع أهلك وزر أقاربك واطمئن ولا تخف .. وستشعر بسعادة غامرة فجرب.
7 - لا تتلفظ بالنية أبدا .. ولا تتشدد فيها فهي متحققة لزاما ولو حاولت أن تفعل شيئا بلانية لم تستطع.
8 - إياك أن تطيل بغسل الجنابة أو تكثر صب الماء بل يكفيك القليل واعلم أن نبيك محمد صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بصاع فقط أي ((ثلاثة لتر)).
9 - تجاهل كل ما تحس به من خروج الريح أو نحوه.
10 - اترك وتجاهل أي أمر تشك في كونه وسواسا ولا تهتم به نهائيا.
الأمر الأخير:
إذا زاد عليك الوسواس وأحسست أنك لا تستطيع مقاومته فتذكر مايلي:
أ- أن الصبر هو طريق الشفاء .. ومن الحماقة أن تفسد عزيمتك من أجل فكرة سخيفة تحتاج إلى عزيمة فقط وتزول بسرعة.
ب- أنك عانيت سنين طويلة بسبب الوسواس فلم لا تصبر على هذه المعاناة البسيطة التي لا تحتاج سوى أيام فقط للشفاء.
ج- أنك حتى لو أطعت الشيطان وفعلت ما أمرك به الوسواس فإنك لن ترتاح بل سيزيد الوسواس أضعافا مضاعفة وستزيد معاناتك أكثر.
فمن الأفضل لك تجاهله والإعراض عنه فهذا والله أسهل عليك.
د- اعلم أنك إذا تجاهلته وأعرضت عنه فقد أطعت الله بهذا .. كما أنك لو أطعت الوسواس فقد أثمت وعصيت ربك.
هـ- اعلم أنك لو عزمت على تجاهله سيزول عنك بسرعه .. فقط عزيمه ((وما أسهلها والله)).
و- اعلم أن دخول الجنة برحمة الله تعالى وليس بدقة أعمالك ووسوستك فيها!
واعلم أن من يطيع الشيطان ويعصي الرحمن هو أبعد الناس عن رحمة الله تعالى فانتبه واترك هذا الوسواس لتكون ممن يرحمهم الله تعالى.
وإن لم تستطع مقاومته بعد تذكر كل هذه الأمور فأقول لك هذه العبارة الأخيرة:
((اعلم أن الشفاء من الوسواس لن يتأتى إلا إذا استطعت أن تتغلب عليه في أشد الظروف بعد توفيق الله))
أي بعد أن تصل إلى حال ترى نفسك واقع في الوسواس لا محالة فاعلم أن تجاهلك له في هذا الوقت بالذات هو أعظم أسباب الشفاء واعلم أن المجاهدة بعده ستكون أسهل والشفاء أقرب بكثير.
واعلم أخي الموسوس وأختي الموسوسة أنكم لو طبقتم هذه الأمور بدقة فستشعرون بالراحة والسعادة والشفاء خلال أيام قليلة فقط.
¥