تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

11 - قال الشيخ ابن عثيمين: "قوله (مكبراً) حال من فاعل (يركع) حال مقارنة، يعني في حال هويه إلى الركوع يكبر فلا يبدأ قبل، ولا يؤخر حتى يصل إلى الركوع، أي يجب أن يكون التكبير فيما بين الانتقال والانتهاء، حتى قال الفقهاء رحمهم الله: لو بدأ بالتكبير قبل أن يهوي أو أتمه بعد أن يصل إلى الركوع فإنه لا يجزئه؛ لأنهم يقولون: إن هذا تكبير في الانتقال فحمله مابين الركنين، فإن أدخله في الركن الأول لم يصح، وإن أدخله في الركن الثاني لم يصح، لأنه مكان لا يشرع فيه هذا الذكر، فالقيام لا يشرع فيه التكبير، والركوع لا يشرع فيه التكبير، إنما التكبير بين القيام وبين الركوع، ولا شك أن هذا القول له وجهة من النظر، لأن التكبير علامة على الانتقال، فينبغي أن يكون في حال الانتقال، ولكن القول بأنه إن أكمله بعد وصول الركوع أو بدأ قبل الإنحناء يبطل الصلاة، فيه مشقة على الناس؛ لأنك لو تأملت أحوال الناس اليوم لوجدت كثيراً من الناس لا يعلمون بهذا، منهم من يكبر قبل أن يتحرك بالهوي، ومنهم من يصل إلى الركوع قبل أن يكمل، والغريب أن بعض الجهال اجتهد اجتهاداً خاطئاً، وقال: لاأكبر حتى أصل إلى الركوع، قال لأنني لو كبرت قبل أن أصل إلى الركوع؛ لسابقني المأمومون، فيهوون قبل أن أصل إلى الركوع، وربما وصلوا إلى الركوع قبل أن أصل إليه، وهذا من غرائب الاجتهاد أن تفسد عبادتك على قول بعض العلماء؛ لتصحيح عبادة غيرك الذي ليس مأموراً بأن يسابقك، بل أمر بمتابعتك.

ولهذا نقول هذا اجتهاد في غير محله، ونسمي المجتهد هذا الاجتهاد "جاهلاً جهلاً مركباً"؛ لأنه جهل، وجهل أنه جاهل.

إذاً نقول كبر من حين أن تهوي، واحرص على أن تنتهي قبل أن تصل إلى الركوع، ولكن لو وصلتَ إلى الركوع قبل أن تنتهي، فلا حرج عليك، والقول بأن الصلاة تفسد في ذلك حرج، ولا يمكن أن يعمل به إلا بمشقة". اهـ الشرح الممتع لابن عثيمين (3/ 121 - 122).

12 - قال الشيخ صالح الفوزان: "ومحل التكبير هو من بداية الانتقال إلى نهايته، فإذا هوى إلى الركوع يكبر في أثناء هويه، وإذا هوى إلى السجود يكبر في أثناء هويه، وإذا رفع يكبر في أثناء رفعه، ولا يكبر قبل الانتقال، ولا يكبر بعد تمام الانتقال، وإنما هذا في أثناء الانتقال، لكن لو نسي أو كان جاهلاً ولم يكبر إلا بعد أن انتقل، فإنه يعذر بذلك، ولكن مع التعمد فإن بعض العلماء يرى أنه لا يجزئ؛ لأنه فات محله".اهـ تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام للفوزان (2/ 246).

ثالثاً: الخلاصة.

خلصنا من هذه النقولات أن موضع التكبير يكون بين الركنين، وأما مد التكبير فأنكره العلماء؛ لما في ذلك من خروج المكبر عن لفظة التكبير.

فنسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا، وأن يثبتنا على الحق، إنه ولي ذلك والقادر عليه

وكتب

أبوعمار العدني

المكلا – الديس – مسجد السنة

23 شوال 1427 هـ

الموافق 14/ 11 / 2006 م

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92995


ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[27 - 01 - 09, 09:27 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا.

وهل أفهم من ذلك أننا ينبغي أن نحذر الناس من خلاف ذلك وأنه لا يجوز لأحد أن يتذرع بأن المسألة خلافية وللنظر فيها مجال؟!

ـ[أبوعمار العدني]ــــــــ[27 - 01 - 09, 09:43 م]ـ
في البدء أشكر أخانا أباالسها على نقل بحثي
وأما عن سؤالك ياأخانا صلاح الدين فأجيبك قائلاً: خير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فالثابت عنه كما في البحث التكبير بين الركنين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير