[عيد الحب [الفالنتاين] أصله ـ شعائره ـ حكمه]
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[30 - 01 - 09, 03:48 م]ـ
عيد الحب [الفالنتاين]
أصله ـ شعائره ـ حكمه
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى صحابته أجمعين، التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم آمين.
أما بعد؛ فإن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، وإن دينها هو الناسخ لجميع الأديان؛ فلا يقبل من أحد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلا الإسلام، قال تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران85].
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر رضي الله عنه فقال: إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال "أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، ولو كان موسى حياً؛ ما وسعه إلا اتباعي".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني؛ ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
فهذه الآية وغيرها، وتلكم الأحاديث وأشكالها، تدل على أن الله لا يقبل من الإنسان إلا الإسلام، وإلا فمصيره النار، ومن قَبَول الإسلام عدم قَبَول من يأتي من أهل الكفر والإلحاد من عادات وعبادات تخالف ديننا، وتدعو إلى الرذيلة، والانحلالية الأخلاقية، و الابتعاد عن دينهم، بل وتدعو إلى التنصل من أخلاقنا العربية الأصيلة التي جاء الإسلام مثنياً عليها في كثير من المواضع. وقد أعلمنا رسول الله rصلى الله عليه وسلم أن في هذه الأمة من سيقلد الكفار تقليداً أعمى في الصغيرة والكبيرة، فقال بأبي هو وأمي ونفسي:"لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ تبعتموهم" قلنا: اليهود والنصارى؛ قال:"فمن".
وقال صلى الله عليه أيضاً "ليأتينّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلاً بمثل، حذو النعل بالنعل".
هذا؛ وقد وقع ما أخبر به وحذر منه نبينا صلى الله عليه فقد تبع كثير من أمتنا أعداء الله في عاداتهم وعباداتهم وسلوكياتهم حتى إنك لا تستطيع التمييز بين المسلم وغيره إلا بأمور تعينك على ذلك؛ وسبب هذا هو أن أمتنا ـ إلا من رحم الله ـ ما عادت تعتز بدينها التي ارتفعت به وبلغت عنان السماء بل تنكبت كتاب ربها وسنة نبيها وسبيل المؤمنين ـ الذين ما سادوا الأمم إلا باعتزازهم بدينهم قولاً وفعلاً، فحصل لها من الذل والهوان ما هو غني عن الوصف فإلى الله المشتكى.
وإن مما ابتلي به المسلمون ـ جراء تعلقهم بأذيال أعداء الله ـ ما يسمى بـ[عيد الحب (الفالنتاين)] هذا العيد الذي انتشر خصوصاً بين الشباب المسلم من كلا الجنسين، فتجدهم يهنئ بعضهم بعضاً،ويتبادلون الهدايا والورود الحمراء، وحتى أصحاب المحلات والمكتبات وغيرهم يتجهزون له كما يتجهزون لأي موسم، ولهذا وجب على كل من كان عنده علم أن يبينه، ويحذر الناس خطر مشابهة الكفار، ليكون المسلم على بيّنة من أمره، وكذلك تكون له الشخصية المستقلة.
والبحث في هذا العيد يبدأ بأصله، ثم شعائره عند أهله، ثم حكمه من الناحية الشرعية.
أولاً أصله:
الناظر في كتب التاريخ يرى أن أصل هذا العيد مبني على عدة روايات، مما يدل على اضطراب في أصله، وأيضاً هذه الروايات إنما هي منقطعات لا تتصل بسند؛ فضلاً عن أن يكون رجالها ممن تتحقق فيهم العدالة، فما هي إلا خرافات عوام، وزبالات أفهام.
وانظر ـ يا رعاك الله ـ إلى بعض هذه الروايات بعين الفاحص الخبير، لترى مقدار عقول من اخترع هذه الروايات، بل مدى تفاهة من يصدق بها، فهاك بعض الروايات:
1ـ هذه الرواية تقول:
إن قسيساً يدعى (فالنتاين) كان يعيش في القرن الثالث الميلادي تحت حكم إمبراطور وثني يدعى (كلاوديس الثاني)، وفي [14/ 2/270م] أُعدِمَ هذا القسيس لأنه كان يدعو إلى النصرانية فصبر عليها، فصار هذا اليوم تخليداً لذكراه.
¥