ثانياً: لا أصل لهذا العيد في الأديان السماوية الثلاثة، فهو روماني وثني تلقته النصارى عنهم ثم نبذه رجال دينهم فكيف ترضاه لنفسك وأنت من أنت في عزتك بدينك؟
ثالثاً: حرّم الله التشبه بأهل الكفر والإلحاد في عاداتهم وسلوكياتهم (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران 105]
قال النبي صلى الله عليه وسلم "من تشبه بقوم فهو منهم" فهذا النهي شامل لأمور الدين والدنيا فكيف ترضى مخالفة كتاب ربك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: المقصود من هذا العيد إشاعة المحبة، لكن المحبة التي يُرَوجون لها هي التي تكون خارج إطار الزوجية، فإذن هي محبة عشق وغرام وما يتبع ذلك من دواعي الزنا؛ لذلك تنبه رجال الدين النصارى لهذا الخطر فمنعوا إقامة شعائر هذا العيد لما رأوا منه أنه يدعو إلى الأخلاق الرذيلة.
خامساً: أن فيه مضيعة للوقت وإهداراً للأموال في غير طريقها الشرعي والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم".
رابعاً (ماذا يجب علينا)
1 - عدم الاحتفال به أو المشاركة سواء بحضور بعض مراسيمه أو تهنئة الناس به أو جعله يوماً خاصاً، قال شيخ الإسلام "فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم".
2 - عدم إعانة الكفار ولا المسلمين في الاحتفال سواء بإهداء أو طبع أي مما يخص هذا العيد؛ لأن النهي عن التعاون على الإثم والعدوان ورد في القرآن، ولا شك أنه من الإثم والعدوان أن نقيم مثل هذه الأعياد التي تخالف شرع ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وتدعو إلى الرذيلة.
3 - ولا يجوز لنا أن نتشبه بأهل هذا العيد من تهادي الورود الحمراء ولبس الأحمر، وغير ذلك لما ورد من نهي عن التشبه بالكفار.
4 - وعلى أصحاب المكتبات ومحلات الهدايا أن يتقوا الله سبحانه فلا يجعلوا هذا اليوم من أيام الموسم ـ كما يقولون ـ فإنهم بذلك يعينون على معصية الله، وأن يتيقنوا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأن يعلموا أن ما عند الله خير وأبقى، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
5 - يجب علينا معشر المسلمين أن نقف في وجه هذه الأعياد وكل ما من شأنه مخالفة شرعنا الحنيف بمنع إقامة مثل هذا العيد وتنبيه الناس على خطره ونشر الوعي الديني بين الشباب والبنات. وكذا بالنسبة للآباء والأمهات عليهم المحافظة على أبنائهم ومنعهم من الانخراط في مثل هذه الأمور فهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبعد هذا البيان والتوضيح أخي المسلم ها قد عرفت مصدر هذه المهزلة وعرفت قيمتها عند أهلها فلا أظنك إلا
متبعاً لدينك، مقتدياً بنبيك، مجانباً أعداء الله، كارهاً لهم ولما يفعلون، معتزاً بدينك ـ الذي فيه العزة والرفعة ـ، مستجيباً لداعي الله (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ) [الأحقاف 31]، مبغضاً الكفر وما يجلبه من عادات، مقدماً دينك على سواه من تقليد أعداء الله، وأنت تعلم أنهم قبل أيام سبوا ديننا وسبوا رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهل يستقيم لنا والحالة هذه أن نقلدهم ونركض وراءهم، ويا ليتنا أخذنا منهم ما ينفعنا من تقدم علمي وتكنولوجي؛ بل نأخذ منهم زبالات أفكارهم وحثالات عاداتهم.
أخي هل ترضى لنفسك أن تكون ذنباً في الباطل وأنت رأس في الحق؟
هذه نصيحتي أقدمها لأبناء ديني حباً ونصحاً لهم وتبرئة للذمة أمام الله ـ جل في عليائه وعظم في عالي سمائه ـ وأنا أعلم ـ إن شاء الله ـ منك يا من تقرأ هذه الكلمات أنك محب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومحب للإسلام والمسلمين وستأخذ هذه النصيحة مأخذ القبول (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور 51] وأنت منهم بإذن الله.
أسأل الله أن يردنا إلى ديننا، وأن يعزنا به، وأن يجعلنا ممن يستمع فيتبع، وأن يكتب لي أجر هذه النصيحة والحمد لله رب العالمين
كتبها الفقير إلى رحمة ربه الغني
أبو الحجاج يوسف بن أحمد علاوي
عفا الله عنه
ـ[العوضي]ــــــــ[30 - 01 - 09, 08:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على موضوعك
وأسأل الله أن يعصمنا وأخواننا وأخواتنا من هذه المناسبات
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[14 - 02 - 09, 05:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً