تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان طهارة المذي]

ـ[الغُندر]ــــــــ[01 - 02 - 09, 09:36 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ,هذا بحث وجدته واردت ان يعلق عليه الاخوة:

[بيان طهارة المذي]

أنواع السوائل التي يصدرها الجهاز التناسلي عند الرجل:

أولاً: المني. وللمني ثلاث علامات:

1) أن يخرج دفقاً. ولا يشترط بالنسبة للنائم أن يخرج دفقاً بلذة لأن النائم لا يشعر، والدليل على ذلك حديث أم سلمة (المتفق عليه) حين سألت النبي r عن المرأة ترى في منامها ما يراه الرجل هل عليها غسل؟ قال: نعم إذا رأت الماء. وعلى هذا فإذا خرج المني من النائم، وجب عليه الغسل.

2) رائحته: فإذا كان يابساً فإن رائحته تكون كرائحة البيض، وإذا كان غير يابس فرائحته تكون كرائحة الطين واللقاح.

3) فتور البدن بعد خروجه.

ثانياً: المذي. سائل أبيض لزج رقيق، يخرج عند الملاعبة أو تذكر الجماع أو إرادته، وقد يخرج بدون علم الإنسان.

ثالثاً: الودي. سائل أبيض يخرج قبل البول أو بعده في أيام البرد، وهو نجس موجب للوضوء.

اختلف الفقهاء في حكم المني وحكم المذي. أما المني فالجمهور على أنه طاهر غير نجس. وأما المذي فالجمهور على أنه نجس. وذهب بعض الفقهاء إلى طهارة المذي.

والثابت علمياً أن المذي هو من إفرازات الجهاز التناسلي وليس البولي. وبالتالي فإن الأولى القول بطهارته قياساً على المني. أما عند المرأة فإن الأمر واضح لأنه يخرج من الفرج وليس من مخرج البول. وأما عند الرجل فالغدد التي تفرز المذي موجودة في القضيب في المجرى البولي التناسلي المشترك. لكن الذي يحدث عند الانتصاب هو أن غدة البروتستات تمنع البول تماماً من الدخول إلى هذا المجرى. ويبدأ عمل هذه الغدد في تلك اللحظة بإفراز المذي، وهو سائل شفاف شديد اللزوجة. وتفيد قلويته الخفيفة في التخلص من أي بقايا لحامض البول في المجرى، حيث أن الحامض يقتل النطف المنوية بسرعة. لكن هذا ليس له أهمية حقيقية لأن هذه البقايا البولية قليلة جداً، في مقابل السائل المنوي الذي يخرج بكمية كبيرة وبسرعة عالية. على أن المذي له فائدتان مهمتان عند الرجل والمرأة:

1 - ترطيب الأعضاء الجنسية لتسهيل الجماع.

2 - تساعد -عندما يختلط بالمني- على التصاق النطف بالرحم. حيث أن المذي هو الذي يكسب المني لزوجته المعروفة.

فالمني هو خليط من عدة مواد، منها المذي نفسه. ونحن لا نتكلم عن استحالة من مادة لأخرى، لكن عن خلط بين مادتين أو عدة مواد. فإن كانت إحداهما نجسة كان الخليط نجساً. والمني يدخل في تركيبه المذي الذي يعطيه لزوجته، ويدخل في تركيبه عدة إفرازات أخرى إضافة للنطاف (المتولد من الخصيتين). والمذي هو الذي يعطي المني لزوجته المعروفة.

والفقهاء الذين يقولون بطهارة المني متناقضون في تلك الحالة، لأن الثابت المعروف أن المذي هو من مكونات المني. فقولهم بنجاسة المذي يلزمه القول بنجاسة المني، وإلا كان التناقض. والأدلة التي استفادوها لإثبات طهارة المني، تستعمل هنا للمذي كذلك. وهو أولى بالطهارة لمن ثبتت عنده طهارة المني.

واحتجوا بأن سائر العلماء قد أجمعوا على نجاسة المذي، كما زعم النووي والشوكاني. وجوابنا هو قول الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله: «من ادعى الإجماع فهو كاذب! لعل الناس اختلفوا. هذه دعوى بشر المريسي والأصم (إمامي المعتزلة). ولكن يقول لا نعلم الناس اختلفوا، أو لم يبلغنا خلافهم». فما بالك لو علمت أن القائل بطهارة المذي هو الإمام أحمد بن حنبل نفسه؟ هل يقول مدعوا الإجماع أن إمام أهل السنة في زمانه كافر أو ضال؟!

والقول عن الإمام أحمد بن حنبل في طهارة المذي، صححه ابن عقيل الحنبلي، واختاره أبو الخطاب في "خلافه"، وقدّمه ابن رزين في "شرحه"، وجزم في "نهايته" و"نظمها". انظر على سبيل المثال "المغني"، و"المحرر في الفقه" (1

6)، و"الإنصاف" (1

330)، وكثيرٌ من مراجع الحنابلة. لكن لما أعجزتهم الحجة والبرهان، ادعوا الإجماع في أمرٍ قد عرفوا فيه الخلاف!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير