تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لأن الله جل ثناؤه أتبع ذلك تعليمه نبيه صلى الله عليه وسلم محاجته المشركين في الكلام، وذلك قوله: قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون، وعقبه بقوله: وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون * وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها [الأعراف: 202 - 203]، فما بين ذلك، بأن يكون من تأديبه نبيه صلى الله عليه وسلم في عشرتهم به، أشبه وأولى من الاعتراض بأخذ الصدقة من المسلمين.

فإن قال قائل: أفمنسوخ ذلك؟

قيل: لا دلالة عندنا على أنه منسوخ، إذ منسوخ، إذ كان جائزاً أن يكون - وإن كان الله أنزله على نبيه عليه السلام في تعريفه عشرة من لم يؤمر بقتاله من المشركين - مراداً به تأديب نبي الله والمسلمين جميعاً في عشرة الناس، وأمرهم بأخذ عفو أخلاقهم، فيكون وإن كان من أجلهم نزل، تعليماً من الله خلقه صفة عشرة بعضهم بعضاً، إذا لم يجب استعمال الغلطة والشدة في بعضهم، فإذا وجب استعمال ذلك فيهم، استعمل الواجب، فيكون قوله: ((خذ العفو))، أمراً بأخذه ما لم يجب غير العفو، فإذا وجب غيره أخذ الواجب وغير الواجب إذا أمكن ذلك. فلا يحكم على الآية بأنها منسوخة، لما قد بينا ذلك في نظائره في غير موضع من كتبنا.

وأما قوله: ((وأمر بالعرف))، فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله.

فقال بعضهم بما:

حدثني الحسن بن الزبرقان النخعي قال، حدثني حسين الجعفي، عن سفيان بن عيينة، عن رجل قد سماه قال: لما نزلت هذه الآية: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، ما هذا؟ قال: ما أدري، حتى أسأل العالم! قال: ثم قال جبريل: يا محمد، إن الله يأملك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.

حدثني يونس قال، أخبرنا سفيان، عن أمي قال: لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا جبريل؟ قال: إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك.

وقال آخرون بما:

حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه: وأمر بالعرف، يقول: بالمعروف.

حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: وأمر بالعرف، قال: أما ((العرف))، فالمعروف.

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: وأمر بالعرف، أي: بالمعروف.

قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس بالعرف، وهو المعروف في كلام العرب، مصدر في معنى: ((المعروف)).

يقال: ((أوليته عرفاً، وعارفاً، وعارفةً)) كل ذلك بمعنى: ((المعروف)).

فإذ كان معنى العرف ذلك فمن ((المعروف)) صلة رحم من قطع، وإعطاء من رحم، والعفو عمن ظلم. وكل ما أمر الله به من الأعمال أو ندب إليه، فهو من ((العرف)). ولم يخصص الله من ذلك معنى دون معنى، فالحق فيه أن يقال: قد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر عباده بالمعروف كله، لا ببعض معانيه دون بعض.

وأما قوله: وأعرض عن الجاهلين، فإنه أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض عمن جهل. وذلك وإن كان أمراً من الله نبيه، فإنه تأديب منه عز ذكره لخلقه باحتمال من ظلمهم أو اعتدى عليهم، لا بالإعراض عمن جهل الواجب عليه من حق الله، ولا بالصفح عمن كفر بالله وجهل وحدانيته، وهو للمسلمين حرب.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، قال أخلاق أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم ودله عليها.)) اه النقل

وهذا رابط للفائدة

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133453&highlight=%C7%E1%DA%D1%DD

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 12:32 م]ـ

نعم بارك الله فيك

هذا ما أردته

وهو أن " العرف " في الآية هو " المعروف "

وليس " عرف البيئة أو البلد " أي: عادتهم

وقرينة " الأمر " في الآية تدل عليه

وفقك الله

ـ[أبو عبدالله السني]ــــــــ[03 - 02 - 09, 12:55 م]ـ

نعم بارك الله فيك

هذا ما أردته

وهو أن " العرف " في الآية هو " المعروف "

وليس " عرف البيئة أو البلد " أي: عادتهم

وقرينة " الأمر " في الآية تدل عليه

وفقك الله

أعدك بالمراجعة، هل من أدلة أخرى تدل على الأخذ بالعرف؟ فكتب الفقه والأصول تذكر العرف كمقياس في كثير من المسائل الفقهية ...

ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[07 - 02 - 09, 03:45 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لعلي أطمع في الأجر كغيري، فقد أعدت كتابة البحث- باللغة العربية - في تفنيد شبهات من أنكر عمر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

لكن سترى بعض الأخطاء اللغوية أو الإملائية لأني كتبته على عجالة، وللجميع الحق في نشره وتصحيح ما به من أخطاء لغوية أو املائية

ومن عنده تعقيب أو تعليق فليخبرني به لأصحح ما عندي

بارك الله فيكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير