تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيستخدمون أقوال الفقهاء لتحقيق مآربهم وأهدافهم.

وما يقال في المنتدى يستغل وينشر للعامة.

فآمل أن يكون قصدي واضح للجميع.

على أنني أرى - وإن كانت كلمة أرى كبيرة علي - أن صلاة الجماعة واجبة وأن الأقوال الأخرى مرجوحة وضعيفة.

وليس للقائلين بعدم الوجوب دليل صحيح صريح - فيما أعلم - سوى حديث الرجلين في منى , , والناس في منى حجاج وعلى جناح سفر والمسافر يخفف عنه من الواجبات مالا يخفف عن غيره. والله أعلم.

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 11:38 ص]ـ

الأخ الكريم أبو زياد، بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على كلامك.

ربما أتفق معك في وقت كلامنا الذي يتزامن ربما مع ما ذكرت من حملة لإسقاط قرار إغلاق المحلات في الحرم و ما إلى ذلك، لكن الموضوع مفتوح منذ 03 - 02 - 09، يعني ما يفوق السنة ...

أمّا ما ذكرت أخي الفاضل من ترجيحك لوجوب صلاة الجماعة على حسب علمك، فقد ذكرتُ و ذلك من باب المناقشة العلمية، أن الذي يظهر و هذه ليست فتوى -معاذ الله- أن أعدل الأقوال هي فرض كفاية.

فقد كنت أقول مع القائلين بوجوبها عينيا لكن، سبحان الله، كنت أبحث في هذا الموضوع فيما مضى و تفاجأت ببعض النصوص.

لقد ذكرتَ أن الذين يقولون بعدم الوجوب ليس لديهم إلا دليل واحد أخي الفاضل، و حتى ذلك الحديث الذي ذكرتَ، لا وجه في ذكر السفر فيه و ترخيص العبادة فيه، فحتى الذين يقولون بالوجوب العيني، يقولون أن صلاة الجماعة واجبة في السفر و الحضر. فهذا الحديث واضح في إقرار النبي صلى الله عليه و سلم لفعلهم و أنه لم يسألهم عن صلاتهم هل جماعة أم فرادا. ثم هناك عدة أدلة، أذكر ما تيسر:

- حديث أكل الثوم: في الصحيحين من حديث جابر و اللفظ لمسلم قال النبي صلى الله عليه و سلم: من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا. و ما هو معلوم إباحة أكل الثوم و البصل مطلقا فدل ذلك على عدم وجوب صلاة الجماعة وجوبا عينيا في المسجد. و إلا لتغير سياق النص مثل: لا تأكلوا الثوم و البصل إذا اقترب وقت الصلاة ... فنهى النبي صلى الله عليه في كلامه على المجيء إلى المسجد و الصلاة فيه و ليس أكل الثوم أو البصل.

- في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة، حتى يصليها مع الإمام، أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام" هنا تأييد حديث الفضيلة، فقد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم أن الذي يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها (أي في بيته) ثم ينام و لم يذكر الجماعة لأن الشق الأول من الحديث (مع الإمام) يدل على الجماعة و الثانية يدل على الانفراد.

- حديث محجن في سنن النسائي بسند صحيح: كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن بالصلاة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع و محجن في مجلسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منعك أن تصلي، ألست برجل مسلم؟ قال: بلى! و لكني كنت قد صليت في أهلي، فقال له رسول الله: إذا جئت، فصل مع الناس و إن كنت قد صليت. (أي تحسب له نافلة كما في حديث اللذان صليا في رحالهما). و هذا دليل واضح، فقد سمع محجن الأذان للصلاة و كان مع رسول الله، ثم قام النبي للصلاة بالناس ثم جاء و محجن في مجلسه ... الحديث ... فلِما لم يُنكر عليه صلاته في أهله و تركه للنداء كما يقول القائلون بالوجوب؟

- في الصحيحين قعود ثابت بين قيس رضي الله عنه في بيته لما نزل قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} لم يُرسل النبي صلى الله عليه و سلم له الرجل ليُنكر عليه عدم مجيئه للصلاة في المسجد معه ...

- في صحيح البخاري: قوله عليه السلام "إذا أقيمت الصلاة و حضر العشاء، فابدؤوا بالعشاء" فلو كانت صلاة الجماعة واجبة عينيا كان لا يُباح الطعام كما في صلاة الجمعة التي لا يعذر لتاركها بحضور الطعام.

- حديث: "ما من ثلاثة في قرية و لا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية" الذي رواه أبو داود بسند حسن و لاحظ قوله "لا تقام" و لم يقل "لا يقومون" و هذا دليل على القول بفرض كفاية كما قال كثير من أهل العلم و رجح هذا القول الشوكاني و هو مذهب الشافعي و بعض الحنفية و بعض المالكية. و هذا الدليل يوافق قول ابن مسعود رضي الله عنه في سنن أبي داود: "و لو صليتم في بيوتكم وتركتم مساجدكم تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم و لو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه و سلم لكفرتم" واضح من كلام ابن مسعود رضي الله عنه خشيته من تعطيل المساجد و عدم إعلان شعائر الله تعالى و هذا الذي يظهر من هذا السياق ...

و هناك مسائل أُخرى لا أريد الإطالة فيها حتى لا يكون ما كتب شاق على القارئ.

أسأل الله تعالى أن يزيدنا علما نافعا و يرزقنا عملا صالحا مُتقبلا، ثم أسأله تعالى أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير