وفي العلم يم لم يزل متلاطمًا يجل عن الإحصاء والعد الحصر
قال عنه ابن العماد: العلامة ذو التصانيف المجمع على جلالته وتحريه.
وصفه ابن الغزي في ديوان الإسلام بـ: الإمام العالم العلامة الحبر الفقيه القاضي.
فتاوى اشتهر بها:
هو أول من أفتى بحلية البن والقهوة.
شعره:
كان ـ رحمه الله ـ ذا باع في النظم، حتى إنه ينظم في اليوم، نحو ثمانين بيتًا مع القيود والاحترازات.
ومن الأمثلة عليه:
قال عن الحصن الحصين:
إذا ما خفت من نوب الفنا فلازم عدة الحصن الحصين
وثق بجميع ما فيها لتظفر سريعًا بالتخلص عن يقين
فقد جربتها فوجدت فيها أمان الخائفين من المنون
وفيها برء داء لا يداوى وتفريج عن القلب الحزين
وله:
لا تصحب المرء إلا في استكانته تلقاه سهلاً أديبًا لين العود
واحذره إن كانت الأيام دولته لعل يوليك خلقًا غير محمود
فإنه في مهاوٍ من تغطرسه لا يرعوي لك إن عادى وإن عودي
وقل لأيامه اللاتي قد انصرمت بالله عودي علينا مرة عودي
وله:
قلت للفقر أين أنت مقيم قال لي في محابر العلماء
إن بيني وبينهم لإخاء وعزيز علي قطع الإخاء
وله:
فلازم كسر بيتك فهو أدعى لبعدك عن قبيح الاعتياد
وسامح أهل عصرك واعف عنهم وعش مستأنسًا بالانفراد
وقل اقرضتكم عرضي جميعًا وقد أبرأتكم يوم المعاد
لكم حق علي ولا أرى لي حقوقًا عندكم هذا اعتقادي
لأني عبد سوء ذو عيوب يصاح على في سوق الكساد
وله يمدح شمس الشمو الإمام الشيخ أبو بكر بن عبد الله العيدروس ـ رحمه الله تعالى ـ:
سلام كروض باكرته غمائمه وفتح عن زهر الأقاحي كمائمه
وأعشب واخضرت أفانين دوحة وغنت على أغصانهن جمائمه
سلام يباري المندل الرطب نشره فتعبق من تلك الربوع معالمه
على السيد السامي إلى ذروة العلى وليس له في مثلها من يزاحمه
أبي بكر الصديق أكرم بينعة نمته فقد نيطت عليه تمائمه
وهمته في نيل كل فضيلة وليس إلى إحراز ما هو طاعمه
له من كتاب الله أعذب منهل ومن سنة المختار شرب يلائمه
ومن نهج أشياخ الطريقة منهج تقهقر عنه عربه وأعاجمه
ولا غرو إذ خير النبيين جده ومنه خوافي ريشه وقوادمه
أتاني كتاب منه يرعى عهوده وإني على العهد الذي هو عالمه
فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبًا وفضت جيوش الغم إذ فض خاتمه
عفى الله عن هذا الزمان فإنه يحاربنا دأبًا ونحن نسالمه
يفارق ما بين الخليلين عنوة ومن كان أقوى منك كيف تحاكمه
ويلحم فينا غارة بعد غارة وتفجأنا في كل يوم ملاحمه
سلام على الشيخ الكبير الذي غدت كراماته معروفة ومكارمه
لكل زمان قائم في صروفه وهذا زمان أنت لا شك قائمه
فلا تخلني من دعوة مستجابة فأنت وسيع البر جم مراحمه
وله يجيز الإمام علي بن عراق الكناني، تتضمن الحمد والصلاة:
وبعد فالولد العالي علي فتى محمد بن عراق العالم العلم
السالك الناسك المحي طريقة من روى فأروى الورى من ورده الشيم
فالله يبقيه في خير وعافية من غير بأس ولا بؤس ولا نقم
أراد مني إجازات ولست هنا إني وإن كنت موجودًا فكالعدم
" أنا المعيدي فاسمع بي ولا ترني " نعم وما السمن المريء كالورم
وقد علمت بحسن الظن منه بما دعى إليه بأمر منه منحتم
أجزته في علوم الشرع أجمعها وكلما لي من نثر ومنتظم
بما لها من أسانيد مطولة عن المشايخ أهل الفضل والهمم
هذا نهاية ما أستطيع جئت به ومن يقصر وراء الجهد لم يلم
والحمد لله حمدًا لا نفاذ له على التواصل في بدء ومختتم
ثم الصلاة على المختار من مضر ما أومض البرق في مُحْلولك الظلم
صفاته وحاله:
كان ذا هيبة، فقد قال النماري: ولما دخلت عليه وشرعت في قراءة العباب لديه أخذتني من دهشته الهيبة والعظمة ما منعني استيفاء ما كنت آلفه من الانبساط في حال القراءة، ففهم ذلك مني وأخذ يباسطني بذكر بلدي، وأن منها الشاعر الفلاني الذي قال في قصيدته ما هو كيت وكيت حتى زال الدهش، وثابت إليَّ نفسي.
قال العيدروس: والهيبة من علامات الأولياء.
وكان ـ رحمه الله ـ ملا زمًا للعزلة والعبادة وتلاوة القرآن والدفع بالتي هي أحسن.
وحكي أنه لما جاء إلى زبيد وأتي إليه بمعلومها قال: جئنا من عدن إلى عدم.
قال العيدروس: كأنه والله أعلم، كان غير راض بهذه المرتبة لما فيها من الخطر العظيم وذلك لكمال ورعه واحتياطه في دينه واستحقاره لزهرة الدنيا ومنصبها.
¥