فأخذوا هذا الهدى العظيم بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم والكمال الذي أنزل الله إليهم بمنزلة أرض جيدة في نفسها لكن هي معطلة عن الحرث أو قد نبت فيها شجر العضاة والعوسج وصارت مأوى الخنازير والسباع فإذا طهرت عن المؤذي من الشجر والدواب وازدرع فيها أفضل الحبوب والثمار جاء فيها من الحرث مالا يوصف مثله فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق الله بعد الأنبياء وصار أفضل الناس بعدهم من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة من العرب والعجم
(1) ضعفه الألباني رحمه الله
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[05 - 02 - 09, 09:20 م]ـ
و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته،
حيّاك الله يا أخي محمّد في هذا الملتقى المبارك،
رزقنا الله و إيّاك العلم النافع.
أحسن أخونا أبو عبد الرّحمن وفّقه الله في نقله،
و لكن هاك مزيدا من درر شيخ الإسلام رحمه الله،
في ضمن ردّ على سؤال وُجّه لموقع الإسلام سؤال و جواب وفّق الله القائمين عليه لكل خير،
و كان السّؤال عن فضل العرب:
الحمد لله
من المقرر في قواعد الشريعة المقررة في القرآن الكريم أن ميزان التفاضل والمنافسة بين الناس هو التقوى والعمل الصالح، كما قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات/13.
ومن المقرر أيضا في السنة النبوية أن العروبة مفضلة على غيرها من الأجناس، فقد اختار الله سبحانه وتعالى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم من العرب، وجعل القرآن – الذي هو الرسالة الخالدة – عربيا، واتفق أهل السنة والجماعة على أفضلية العروبة على غيرها من الأعراق والأنساب.
وليس بين التقريرين السابقين تعارض:
فتفضيل العروبة هو تفضيل جنس وليس تفضيل أفراد، فالعجمي المتقي الصالح خير من العربي المقصر في حق الله تعالى، وتفضيل العروبة إنما هو اختيار من الله تعالى، قد تظهر حكمته جلية، وقد لا تكون ظاهرة لنا، إلا أن في العرب من الصفات والخلال ما يشير إلى وجه هذا التفضيل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" تفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم أن يكون كل فرد أفضل من كل فرد، فإن في غير العرب خلقا كثيرا خيرا من أكثر العرب، وفي غير قريش من المهاجرين والأنصار من هو خير من أكثر قريش، وفي غير بني هاشم من قريش وغير قريش من هو خير من أكثر بني هاشم " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (19/ 29 - 30)
وقد كتب كثير من العلماء كتبا خاصة في هذا الموضوع، كالإمام ابن قتيبة في كتابه " فضل العرب والتنبيه على علومها"، والإمام العراقي في "محجة القرب في فضل العرب"، ونحوه للإمام الهيثمي، ومن المتأخرين العلامة مرعي الكرمي في رسالته: " مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب "، والشيخ بكر أبو زيد في " خصائص جزيرة العرب "، كلها تقرر الحقيقة السابقة.
ولعل أفضل من شرح المسألة وبينها بالبيان الشافي شيخ الإسلام ابن تيمية، فنحن ننقل نص كلامه هنا، مع شيء من الاختصار غير المخل إن شاء الله.
يقول رحمه الله:
" الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم: عبرانيهم، وسريانيهم، رومهم، وفرسهم، وغيرهم.
وأن قريشا أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم، فهو أفضل الخلق نفسا، وأفضلهم نسبا.
وليس فضل العرب، ثم قريش، ثم بني هاشم، بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم - وإن كان هذا من الفضل - بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا، وإلا لزم الدور.
¥