يقول الشنقيطي رحمه الله: (بين تعالى أنه جعلهم شعوبا وقبائل لأجل أن يتعارفوا أي يعرف بعضهم بعضا، ويتميز بعضهم عن بعض لا لأجل أن يفتخر بعضهم على بعض ويتطاول عليه. وذلك يدل على أن كون بعضهم أفضل من بعض وأكرم منه إنما يكون بسبب آخر غير الأنساب. وقد بين الله ذلك هنا بقوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] , فاتضح من هذا أن الفضل والكرم إنما هو بتقوى الله لا بغيره من الانتساب إلى القبائل) إلى أن قال (وهذه الآيات القرآنية، تدل على أن دين الإسلام سماوي صحيح، لا نظر فيه إلى الألوان ولا إلى العناصر، ولا إلى الجهات، وإنما المعتبر فيه تقوى الله جل وعلا وطاعته، فأكرم الناس وأفضلهم أتقاهم لله، ولا كرم ولا فضل لغير المتقي، ولو كان رفيع النسب)
ويقول صلى الله عليه وسلم: "الناس سواسية كأسنان المشط. ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ".
وقال صلى الله عليه وسلم: قد أذهب الله عنكم عبّية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم وآدم من تراب، وقال: لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى
فنصوص الشريعة المحكمة تتحدث عن أجناس الناس كلهم وأن لا فرق بينها أمام الله إلا بما عندها من رصيد رباني، وأثبت النبي صلى الله عليه وسلم ان لا فضل لعربي، لا فضل نسب ولا فضل حسب ولا فضل جنس ولا فضل عرق إلا بالتقوى. والصيغة كما تعلم صيغة عموم تشمل كل ما يتفاضل به اثنان
فلن نتجاوز هذه النصوص المحكمة لنقول للمصري والبربري والنوبي والتركي والهندي والقوقازي أن جنسنا أفضل من أجناسكم وهم يعلمون أن هذا الدين سماوي، تنمحق أمامه التمايزات الأرضية بين البشر
وما أجمل كلام الشيخ عبدالله عزام رحمه الله إذ قال: (ومادامت ربانية فالناس أمامها سواء لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، فالله خالق الناس أجمعين فكلهم عبيده، وهو لا يفضل لونا على لون. الأبيض على الأسود -كما هو الحال في القانون الأمريكي-، ولا يفضل الرجال على النساء من باب قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل: 97) وليس من باب قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء:34) فتأمل الفرق .. ولا يحابيهم سبحانه -لأن الرجل والمرأة كلهم خلقه- ولا يفضل طبقة على طبقة كالأشراف على العبيد، ولا يفضل جنسا على جنس، كتفضيل العرق الآري والجنس الأبيض على غيره (وألمانيا فوق الجميع)، ولذا فهي العقيدة الوحيدة التي تنصف الناس وتعدل بينهم، والناس يقفون فيها على قدم المساواة حاكمهم ومحكومهم سواء.)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 03 - 09, 10:17 م]ـ
المسألة محسومة منصوص عليها عند أهل السنة والجماعة، فكلامك كمن يقول إني لم أقتنع برجم الزاني أو بتعدد الزوجات. فأين أنت من وصف المؤمنين: لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا؟
وما تظن أنها نصوص معارضة لمذهب أهل السنة والجماعة، هل تظن أن العلماء لم يطلعوا عليها؟ أم لم يفهموها؟ أفهلا اتهمت نفسك، أصلحك الله؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[29 - 03 - 09, 12:14 ص]ـ
أخي محمد الأمين
ما زلت أسألك أخي الفاضل محمد، ما مفهومك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (واصطفى كنانة من بني إسماعيل)
وإنك لن تجد من أمرين، إما أنك تفسر الاصطفاء بالتفضيل، وسيكون ذلك مخالفا لمعاني الاصطفاء التي جائت في الكتاب والسنة، ومخالفا للآيات والأحاديث، إذ بتفضيلك كنانة وبنيه على إسحاق وبنيه، فإنك تفضل بني كنانة وليس فيهم نبي بذرية إسحاق وقد جعل فيهم الكتاب والحكم والنبوة، ومعلوم أنه لا يتفاضل أحد مع الأنبياء، ولا يفضل أحد على نبي.
أو إنك ستفسر الاصطفاء بما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاختيار كما قال آدم عليه السلام لموسى (أنت موسى الذي اصطفاك برسالاته وبكلامه)
وكيف ستفسر قول الله (يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ)؟
والخلاصة، إن البحث في تفضيل قوم على قوم بالنسل والجنس هو أمر ما أنزل الله به من سلطان، وأول من بدأ ذلك بنو إسرائيل إذ قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه، وقالوا نحن شعب الله المختار، ونحن فضلنا الله على الشعوب، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء وبين الأقوام، وأرجع الناس كلهم إلى أصلهم الأول، وهو آدم، فلا جدوى من هذا البحث، ولا تنبني عليه مسائل عملية، وصلي اللهم على نبينا محمد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 03 - 09, 07:29 ص]ـ
أنا ما زلت أنتظر أن تأتيني بعالم واحد من أهل السنة والجماعة قال بقولك ... وأنت لم تجد واحداً أبداً. فقولك شاذ مخترع لا يجوز القول به قط. وقد وصفه شيخ الإسلام بأنه "لا يصدر إلا عن نوع نفاق" وقبله وصفه الكَرْمَانيُّ (صاحب الإمام أحمد) بأنه "بِدْعَةٌ" ... نسأل الله السلامة
¥