لا لم يغب عني، وهو في المقال الذي في موقعي عن تفضيل العرب. يقول شيخ الإسلام في منهاج السنة (4
600): «ولا ريب أنه لآل محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حقا على الأمة لا يشكرهم فيه غيرهم ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة مالا يستحقه سائر بطون قريش. كما أن قريشا يستحقون من المحبة والموالاة مالا يستحقه غير قريش من القبائل. كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة مالا يستحقه سائر أجناس بني آدم. وهذا على مذهب الجمهور الذين يرون فضل العرب على غيرهم وفضل قريش على سائر العرب وفضل بني هاشم على سائر قريش. وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره. والنصوص دلت على هذا القول كقوله (ص) في الحديث الصحيح: "إن الله اصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم". وكقوله في الحديث الصحيح" "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا". وأمثال ذلك. وذهبت طائفة إلى عدم التفضيل بين هذه الأجناس. وهذا قول طائفة من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر بن الطيب وغيره وهو الذي ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد. وهذا القول يقال له مذهب الشعوبية، وهو قول ضعيف من أقوال أهل البدع، كما بسط في موضعه وبيّنا أن تفضيل الجملة على الجملة لا يقتضي تفضيل كل فرد على كل فرد، كما أن تفضيل القرن الأول على الثاني والثاني على الثالث لا يقتضي ذلك. بل في القرن الثالث من هو خير من كثير من القرن الثاني. وإنما تنازع العلماء هل في غير الصحابة من هو خير من بعضهم على قولين ... ».
وأفهم أنه قد يقحم المرء نفسه في نقاشات مع من طمس الله على سمعه وبصره كالروافض فيجد نفسه مضطرا إلى الخوض في هذه المسألة وتأخذه الحمية فيبالغ في دفاعه عن بني قومه ويعطي للقضية حجما أكبر من حجمها، لذا فإن غالب الكلام في هذه المسألة لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ونصيب للشيطان من الطرفين
ذكرت كلامك هذا بعد ذكرك لرد شيخ الإسلام على الرافضة في منهاج السنة. فأنت تريد أن تقول بأن غالب كلامه لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ونصيب للشيطان، والعياذ بالله، وأنه قال ذلك مبالغة في الرد على الرافضة. فاعلم بأن ما ذكره شيخ الإسلام هو ما ذكره أهل السنة والجماعة قبله وبعده، ولم يأت بشيء جديد حتى تطعن عليه به.
ثم أليس الأولى بك أن تتهم نفسك قبل أن تتهم سائر علماء الأمة؟ سبحان الله.
لم أبحث ولا أعرف إن كان أحد السلف قد قال أن البشر متساوون في ميزان الشرع ولا يُفضل جنس العرب على سائر الأجناس إلا بالإيمان والتقوى، فهذه هي نصوص الشريعة دالة على ذلك
كلا، لا تدل على ذلك قط، ولا قال بهذا أحد من علماء السلف. فلا تجعل نفسك ناطقاً بها طالما قد علمت أنه لا سلف لك. الشريعة تقول بتساوي الأفراد لا الأجناس. أما إنكار تفاضل الأجناس فمكابرة للواقع. فما كل ماشية بالرحل شملال.
فجنس العرب أفضل بمجموعهم فقط. بمعنى عندك في المدرسة صفين، صف فيه نسبة المتفوقين أكثر، فهو أفضل بمجموعه، ومع ذلك فقد يكون في الصف الثاني شخص متفوق على طلاب الصف الأول، والمدرسة لا تميّز في المعاملة بين الطلاب. أين المشكلة؟ العرب إلى اليوم فيهم نسبة الفقهاء والعلماء والمجاهدين أكثر من غيرهم، مع اعتبار قلة عددهم بالنسبة للمسلمين. ذلك أنه لا يمكن لمسلم أن يفهم القرآن والحديث فهماً كاملاً بغير إتقان اللغة العربية. وقد قال سيدنا معاوية من قبل: «والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد (ص) لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به». فإن قصّر العرب قصّر المسلمون. ومجرد كون المرء عربياً لا يعطيه أي فضل، لأن كل شخص يتفاضل بعمله. فهل تستطيع أن تفخر بانتسابك لصف متفوق وأنت كسول؟! بل لعله يكون عاراً عليك أكثر ... تعرف اللغة العربية وتفهم القرآن ثم لا تعمل به.
فهل أنت محتاج له؟
أي والله، لا بد منه. هذا دين الله، ولا يُقبل منه شيء بغير دليل.
ـ[مهداوي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 09:55 ص]ـ
يا شيخ محمد، وقعت على مشاركة قديمة لك في الملتقى ... هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=70759&goto=10
الحقيقة أنني تبسمت كثيرا وأنا أقرأ كلماتك هناك، وتأملتها مرة تلو مرة، وسألت نفسي ماذا ليكون ردك حينها لو أن أحد الإخوة دخل عليك وقال هذا كلام لا يصدر إلا عن نفاق وزيغ عن سبيل أهل السنة والجماعة:)
ومثالك الذي ضربته لا يصح، لأن القائل بتفضيل جنس العرب يقول ان جنس العرب أفضل لذاته يعني لأنهم عرب لا لأن النبي صلى الله عليه وسلم منهم أو لكثرة علمائهم أو لأي شيء خارج عن الجنس، وإلا للزم الدور. فجنس العرب موجود قبل بعثة النبي وقبل أن يكون منهم علماء ومجاهدون
جزاك الله خيرا على سعة صدرك وأنا أفسح المجال للشيخ أبي لجين إن أراد أن يقول شيئا، ولكن حبذا لو ذكرت لي قول واحد من علماء السلف يقول إن الاستغاثة بالنبي شرك
¥