تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرحلة الحجازية و الرياض الأنسية في الحوادث و المسائل العلمية]

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 03:00 ص]ـ

[الرحلة الحجازية و الرياض الأنسية في الحوادث و المسائل العلمية]

تأليف العلامة عبدالله بن صوفان القدومي النابلسي الحنبلي

و قد قام الشيخ عبدالله رحمه الله بجمع هذا الكتاب و هو مقيم في المدينة النبوية، و قد اشتمل مؤلفه على المسائل التى وردت عليه من علماء الحجاز و غيرهم، و سأعمل على اختيار جملة من المواضيع التى ذكرها الشيخ عبدالله في كتابه الرحلة، لكي نتباحثها مع الاخوة الأفاضل في هذا المنتدى العريق العظيم.

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 03:40 ص]ـ

نبدأ بنقل مقدمة كتاب الرحلة الحجازية

يقول الشيخ عبدالله بن صوفان القدومي رحمه الله (الحمد لله الذي خلق الانسان و شرفه بمعرفته، و جعل له السمع و البصر و الفؤاد، و أهله لخدمته، أحمده على نعمه التى لا تحصى، و أشكره على آلائه التى لا تستقصى، و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، شهادة صادرة عن صميم الفؤاد، مدخرة عند من لا تضيع لديه الودائع ليوم تذوب فيه الأكباد، و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله و صفيه و خليله المرسل رحمة للعالمين، و حجة على الخلق أجمعين، الذي دحض الشرك و له أباد، صلى الله عله و على آله و صحبه البررة الأمجاد، صلاة و سلاما دائمين الى يوم البعث و التناد و سلم تسليما.

أما بعد:

فان الاشتغال بالعلوم الشرعية و البحث عن غوامضها المرعية، من أجل الطاعات، و أسنى المطالب لمن حسنت منه النية، هذا و لما من الله الكريم من فضله على هذا العبد الفقير و العاجز الحقير، بالرحلة الى بلد رسول الله، ثم بالمجاورة في حرم خير خلق الله، ألزمت نفسي بخدمة العلم الشريف، باذلا همتى في تحصيل مقامه المنيف، فكنت تارة أشتغل بالبحث عن المسائل الفقهية، و طورا أعمل فكري في تحقيق المباحث النحوية، غير أني جعلت جل مطلوبي و غاية مأمولى و مرغوبي، علم الحديث المعول عليه في القديم و الحديث، لأن غالب الأحكام الشرعية مبنية عليه، و قواعدها موكولة اليه، و لأنه لا شك عند العقلاء و النظار أن الحبيب يهوى كلام محبوبه في سائر الأقطار، و لما عزمت على جمع هذه الرسالة، جعلت ألتقط ما فيها من كتب عديده، و أودعتها مسائل و مباحث ان شاء الله نافعة مفيده، و سميتها (بالرحلة الحجازية و الرياض الأنسية في الحوادث و المسائل العلمية).

و رتبتها على مقدمة و فصول و خاتمة، المقدمة في ذكر الهجرة و أحكامها و فضائلها، و ذكر الرحلة الى الاماكن ألفاضلة لطلب العلم و غيره من الأعمال الصالحة، و ذكر فضائل المساجد الثلاثة، و أنها لا تشد الرحال لمسجد يصلى فيه الا اليها، ثم أتبع ذالك بفصول مشتملة على مسائل علمية و حكايات أدبية، و أحكام فقهية ثم أختم جميع ما ذكرته ان شاء الله تعالى بذكر فصول مشتملة على فضائل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة و السلام، و على فضائل الصلاة و السلام على سيد المرسلين و امام المتقين، و أن الموت في المدينة المنورة مرغب فيه، جاءت بذالك الآثار و دلت على فضله الأخبار الى زماننا هذا و الله أ علم.

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 05:08 ص]ـ

المقدمة

مطلب في أحكام الهجرة

في ذكر فضل الهجرة و بيان أحكامها

اعلم أن الهجرة هي الخروج من بلد يغلب فيه حكم الكفر و البدع المضلة كالرفض و الاعتزال، الى بلد يغلب فيه حكم الاسلام و السنة، و حكمها الوجوب على قادر عليها عاجز عن اظهار دينه ببلد الكفر أو البدع المضلة، فعلم أن لوجب الهجرة شرطين:

الأول: أن لا يكون قادر على اظهار دينه ببلد الكفر.

ألثاني:أن يكون قادرا على الهجرة متمكنا منها كما هو منطوق الآية الكريمة، فان كان قادرا على اظهار دينه ببلد الكفر فالهجرة مستحبة في حقه استحبابا مؤكدا، لقوله عليه السلام (أنا بريء من مسلم بين مشركين لا تترآء ناراهما)، رواه أبو داود و كذا النسائي في السنن، و معنى لا تترآء نارهما: أن المسلم لا يحل له الاقامة بين المشركين، بحيث يكون بموضع يرى نارهم اذا أوقدت، و يرون ناره و هو محمول على من عجز عن اظهار دينه ببلد الكفر، و كان قادرا على الهجرة متمكنا منها، فحينئذ تجب الهجرة عليه كما تقدم.

وأما الهجرة من بين أهل المعاصي و الفسوق و لو أظهرو ذالك فلا تجب على المسلم، و لو قادرا عليها، بل تستحب لقوله صلى الله عليه و سلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه و ذالك أضعف الايمان)، و تغير المنكر بقلبه (كراهته له و لفاعله عند عدم الاستطاعة على التغير باليد و اللسان) و هذا ظاهر لا يخفى و الله أعلم.

نكمل ان شاء الله بعدما يعلق عليها السادة الأفاضل علماء الملتقى و طلابه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير