ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 06:08 م]ـ
مطلب في هجرة نبينا عليه السلام الى المدينة
و هكذا جرى لنبينا محمد عليه الصلاة و السلام لما دعا قومه الى عبادة الله عز وجل وحده و نهاهم عن عبادة الأصنام، و أمرهم بترك ما كان عليه آبآئهم، فتسلطوا عليه بالأذى و هموا بقتله، فعصمه من ذالك و نجاه من جميع أنواع المهالك، و أمره بالهجرة من بين أظهرهم،و أمره جبريل عليه الصلاة و السلام أن يصطحب أبا بكر معه، قالت عائشة رضي الله عنها: (بينما نحن جلوس يوما في بيت أبي بكر، اذ قال قائل هذا رسول الله متقنعا، قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: (يا أبا بكر أنه قد أذن لي في الهجرة)، فقال الصحبة يا رسول الله، بأبي و أمي أنت،قالت عائشة: (فجهزناهما أحث الجهاز، و كان من قوله صلى الله عليه و سلم حين خرج من مكة و وقف على الحزورة و نظر الى البيت المكرم و قال: (و الله انك لأحب أرض الله الي، و انك لأحب أرض الله الى الله، و لولا أني أخرجت منك ما خرجت)، و لما فقدت قريش رسول الله صلى الله عليه و سلم طلبوه بمكة أعلاها و أسفلها و بعثوا ألقافلة في أثره، فما وجدوا شيئا غير أن الذي ذهب قبل ثور (و هو اسم جبل) وجد أثره هنالك، فلم يزل يتبعه (أي الأثر) حتى انقطع و شق ذالك على قريش، و جعلوا مائة ناقة لمن يرده.
و انتهى مسيره صلى الله عليه و سلم الى الغار، فدخل فيه هو و أبو بكر و أمر الله العنكبوت، فنسجت على الغار، و أرسل الله حمامتين وحشيتين فوقفتا على وجه الغار، فعششتا و باضتا على بابه، فكان ذالك مما صد المشركين عنه، ثم أقبل فتيان قريش من كل بطن بعصيهم و سيوفهم، فجعلوا ينظرون في الغار، فلم يرو الا حمامتين وحشيتين بفم الغار، فعرفوا أنه ليسفيه أحد، قالوا لو دخلا في الغار لتكسر البيض و تفسخ نسج العنكبوت، و هذا أبلغ في الاعجاز من مقاومة القوم بالجنود، لأن الجنود معتادة و بيض الحمام و نسج العنكبوت في زمن يسير مع حصول الوقاية به من العدو خارق للعادة، و لله در صاحب الهمزية الشيخ شرف الدين البوصيري حيث قال:
ويح قوم جفوا نبيا بأرض .......... ألفته ضبابها و الظبااء
و سلوه و حن جذع اليه ......... و قلوه و وده ألغرباااااااء
أخرجوه منها و أواه غااار .......... و حمته حمامة ورقاااء
و كفته بنسجها عنكبوت ...... ما كفته الحمامة الحصداء
ذكر قاسم بن ثابت في الدلائل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم، لما دخل الغار و أبو بكر معه أنبت الله على باب الغار شجرة يقال لها (الراءة) قال قاسم: (و هي شجرة معروفة يروي عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال ِأنها شجرة تكون مثل قامة الانسان لها خيطان و زهر أبيض تحشى بها المخاد، فيكون كالريش بخفته و لينه، لأنه كالقطن فحجبت عن الغار أعين الكفار)، و يروي أنه صلى الله عليه و سلم لما دخل الغار قال: (اللهم أعمي أبصارهم عنا)،فعميت أبصارهم عن دخوله و جعلوا يضربون حوله يمينا و شمالا، و لا يرون فيه أحدا يشير الى ذالك، قول صاحب البرآة في منظومته:
وقاية الله أغنت عن مضاعفة .......... من الدروع و من عال من الأطم
و في الصحيح عن أنس قال أبو بكر: (يا رسول الله لو أن أحدهم نظر الى قدميه لرآنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما ظنك باثنين الله ثالثهما) و روى أيضا أن أبا بكر لما رأى ألقافلة اشتد حزنه على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا تحزن ان الله معنا).
ما تقولون في ما كتبه الشيخ عبدالله عن هجرة النبي صلى الله عليه و سلم؟ نرجوا منكم الادلاء بملاحظاتكم جزاكم الله خيرا.
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 08:05 م]ـ
حبذا لو ذكرتم ترجمة لصاحب الرحلة وذكرتم شيوخه وتاريخ وفاته
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 11:38 م]ـ
حبذا لو ذكرتم ترجمة لصاحب الرحلة وذكرتم شيوخه وتاريخ وفاته
1) العلامة عبدالله بن صوفان القدومي النابلسي الحنبلي
اسمه و نسبه:
هو الامام العلامة المحدث الفقيه الاديب صب الله على ثرآه شآبيب الرحمة و الغفران، و أسكنه
فسيح الجنان،المجد الشامخ و الشرف الباذخ، فريد الفخر في ذاك العصر، علامة زمانه و وحيد
¥