كتب أحدهم في هذا الملتقى المبارك ما مفاده أنه بصدد تحقيق لمخطوط رسالة في الحبس على التهمةقصد تقديمه رسالة دكتوراه , الموجع في الأمر أنه فلسطيني المنبت , والأوجع منه أنه كتب طلبته هذه في هذه الأيام العصيبة التي تكالب فيها إخوان القردة والخنازير على أهله وعرضه هو, قبل أن يكونوا أهلي وعرضي أنا , فكتبت له ما نصه:
سلام عليكم أهل فلسطين
سبحان الله , تركتم الفاضل واتبعتم المفضول , أي تحقيق وأي دكتوراه ..... من كان بالأمس يكتب لك - سلفك - لميريدوا منك تحقيقا , بل أرادوا عملا وتوجيها. فلا تترك أبواب الجنة مفتوحة , وتلهثمن وراء دكتوراه موهومة. سلام عليكم.
غير أنه لم يعقب , فقد حار هو أيضا جوابا إذ لم يكن يتوقع مثل هذه المداخلة , لتعلم أخي أن الأمر مهزلة بكل المقاييس , وأن الأمر جدير بأن يبكى لأجله.
أعود للدكتور ولكم:
ثم بعد هذا كله , ألا ترى أن معرض الكتاب في كل الوطن العربي , أقول كله و لا أستثني , أصبح بالنسبة للزوار فسحة , ونزهة , وموطن استراحة!! وغالب رواده بين مشتر لقصة أو رواية أو شعر , وما شابه من الأمور التي تُبعد أكثر منها تُقرب , وقد تضر أكثر منها تنفع إلا من رحم الله , وقليل ما هم. فلا ندري أنتهم نية المحققين؟ أم سوء أدب المشترين؟ ولكم في قصة مختصر خليل خير دليل [1].
ختاما:
ليس تهوينا من شأن التحقيق بالجملة , فمعاذ الله أن نفعل ذلك , إنما الأمر وخزة في قلب كل من تجرأ على هذا الأمر , أن استيقظ و سدد نيتك واعلم أن الأمر لك أنت قبل أن يكون لغيرك , وأنك بصنيعك هذا فأنت تكثر حجج الله عليك فافهم أخي وتدبر.
ما دعوة أنفع يا صاحبي ... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً ... أن تسأل الغفران للكاتب
وكتبه الفقير إلى رحمة ربه
الجزائري
القاهرة
[1]: قصته مشهورة , مفادها أنه رمى بمختصره في البئر لما أكمل تأليفه , ثم دعى الله عز وجل أنه إن كان هذا التأليف خالصا لوجهك الكريم فاكتب له القبول والحياة من جديد , فلصق المختصر بجذع شجرة كانت في البئر , ومرت السنون وأتى أحد أقاربه ليسقي من ذلك البئر فلما رمى بالدلو لصق المختصر به , فلما جلب الدلو إذا فيه المختصر, فكان أول من قام بشرحه, وتوالت عليه الشروح وأصبح عمدة عند السادة المالكية. فنسأل الله له الأجر العظيم.