تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال صاحب مواهب الجليل حيث قال مانصُّه: وَزَادَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ بَعْدَ قَوْلِهِ: الَّذِي وَعَدْتَهُ إنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ وَرَوَاهَا الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ. انتهى. قلتُ: من المعلوم عند أهل الفن أن زيادة: إنك لا تخلف الميعاد في الدعاء عقيب الآذان لم يخرجها البخاري في صحيحه. ولعلَّ منشأ الوهم هنا أنَّ صاحب المواهب نظر في السنن الكبرى للبيهقي فوجد مانصُّه: (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عوف ثنا علي بن عياش ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء اللهم اني اسئلك بحق هذه الدعوة التامة والصلوة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد حلت له شفاعتي.

رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عياش. انتهى.

ـ قلتُ كذا قال رحمه الله تعالى ومقصوده أصل الحديث لا جميع الألفاظ وهذا الذي نبَّه عليه الشيخ تقي الدين ابن دقيق فرحمه الله ماأدقَّ تنبيهاته وتحقيقاته. وهذا ينبيءُ عن تتبع واستقراء وجرد للمُطوَّلات رحمه الله تعالى.

ـ كلام نفيس لابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:

ـ قال في نصب الراية في الكلام على حديث: أَيُّمَا إهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ: وَاعْلَمْ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ عَزَوْا هَذَا الْحَدِيثَ فِي " كُتُبِهِمْ " إلَى مُسْلِمٍ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَمِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ الْبَيْهَقِيُّ فِي " سُنَنِهِ " وَإِنَّمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ بِلَفْظِ: {إذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ}، وَاعْتَذَرَ عَنْهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِي " كِتَابِ الْإِمَامِ " فَقَالَ: وَالْبَيْهَقِيُّ وَقَعَ لَهُ مِثْله فِي " كِتَابِهِ " كَثِيرًا، وَيُرِيدُ بِهِ أَصْلَ الْحَدِيثِ لَا كُلَّ لَفْظَةٍ مِنْهُ، قَالَ: وَذَلِكَ عِنْدَنَا مَعِيبٌ جِدًّا إذَا قَصَدَ الِاحْتِجَاجَ بِلَفْظَةٍ مُعَيَّنَةٍ، لِأَنَّ فِيهِ إيهَامَ أَنَّ اللَّفْظَ الْمَذْكُورَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مَعَ أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ أَعْذَرُ فِي هَذَا مِنْ الْفُقَهَاءِ؛ لِأَنَّ مَقْصُودَ الْمُحَدِّثِينَ الْإِسْنَادُ وَمَعْرِفَةُ الْمخرج، وَعَلَى هَذَا الْأُسْلُوبِ أَلَّفُوا كُتُبَ الْأَطْرَافِ، فَأَمَّا الْفَقِيهُ الَّذِي يَخْتَلِفُ نَظَرُهُ بِاخْتِلَافِ اللَّفْظِ فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحْتَجَّ بِأَحَدِ الْمخرجين، إلَّا إذَا كَانَتْ اللَّفْظَةُ فِيهِ انْتَهَى.

ـ قلتُ: قد يقول قائل: الفقهاء من وجه أعذر لبعد كثير منهم عن التعمُّق والتحقّق في فن الحديث بخلاف المحدّثين في ذلك. والله أعلم.

ـ ثم استدركت على نفسي وقلتُ: لكن ثبتت هذه الزيادة في صحيح البخاري في رواية الكشميهني.

ـ قال السخاوي في المقاصد الحسنة: حديث: الدرجة الرفيعة، المدرج فيما يقال بعد الأذان، لم أره في شيء من الروايات، وأصل الحديث عند أحمد والبخاري والأربعة عن جابر مرفوعاً: من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة، وهو عند البيهقي في سننه، فزاد في آخره مما ثبت عند الكشميهني في البخاري نفسه، إنك لا تخلف الميعاد، وزاد البيهقي في أوله: اللهم إني أسألك بحق هذه الدعوة .... انتهى.

ـ قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في صحيح أبي داود الأم: (تنبيهات):الأول: زاد البيهقي من طريق محمد بن عوف عن علي بن عياش زيادتين:

الأولى: " اللهم! إني أساكك بحق هذه الدعوة "، والأخرى في آخره: " إنك لا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير