تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نفخوه واستعملوه!!]

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[13 - 02 - 09, 12:12 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

نفخوه واستعملوه

روابط للمقال:

صيد الفوائد المبارك ( http://saaid.net/Doat/alkassas/119.htm)

طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4868)

شبكة القلم الفكرية ( http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******id=558)

يَمرُّ بقريتنا نهرٌ صغير (1)، وكنت مع أطفال القرية نتعلم السباحة في (الترع) ثم نأتي هذا النهر لنسبح فيه، النهر سريع ونسبياً عريض، ويموت كل عام فرد أو فردان أو أكثر غرقاً فيه، والمروءة بين الأطفال في العبور. بعضُهم ماهرٌ يعبر بنفسه، وبعضهم أمهر يشاكس الماء الجاري في قلب النهر بل ويمتطي جذور الموز السابحة على سطح الماء، وبعضهم يستعين بإطار السيارة الداخلي (كالعوامة) ينفخه ويستعمله في عبور النهر، وبعضهم جبان لا يفكر في العبور وإنما يداعب النهر ويتلذذ بمائه وهو على الشاطئ دون أن يسبح فيه.

حال الأطفال في عبور النهر كحال الغرب حين أراد أن يعبر إلى حصوننا العقدية وثوابتنا الفكرية، يصورهم لي الخيال وكأنهم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط (بحر العرب سابقاً) يفكرون في العبور كيف يكون؟

حاولوا بأنفسهم عدة مرات (الحملات الصليبية) فغرقوا وما استطاعوا العبور، ثم فكروا في حيلة ذي العزم الضعيف، وهي أن يستعينوا بغيرهم فعمدوا إلى نفرٍ من (المسلمين) نفخوهم واستعملوهم في العبور إلى حصوننا العقدية، فخربوا بيوتنا بأيديهم وأيدي هؤلاء.

والعجيب أن عامة المسلمين اليوم يرون الكفر ولا يرون مَنْ يمتطيهم الكفر أعني المنافقين. العجيب أن المطايا لا زالت بيننا تحمل البلايا (2) وقومنا لا يفقهون.

قاسم أمين، صنف كتابين (تحرير المرأة) صدر في عام 1899م، و (المرأة الجديدة) صدر بعده بعام واحد 1900م، ولم يأت في الكتابين بجديد، بل كان كل ما فيه مأخوذ ممن هم بين يديه من نصارى العرب (مرقص فهمي) ونصارى الغرب تحديداً الدوق الفرنسي صاحب كتاب (المصريون)، ومن الاعتراضات الأوروبية على الرحلة الأصمعية. ثم ماذا؟

أقبل القوم على قاسم أمين فنفخوا فيه حتى صار إماماً وعلماً وباحثاً ورائداً وملهماً .. الخ وترجموا (كتبه) إلى لغات أخرى ... وبدى للناس وكأن المسلمين هم الذين يطالبون بهدم الثوابت العقدية، وبدى للناس وكأنها معركة داخلية بين المسلمين!!

ثم الذين جاءوا من بعد ذلك .. من النسويين، الذين تكلموا في ما يعرف بـ (قضية المرأة) رددوا كلام قاسم أمين الذي هو كلام الكافرين من المستشرقين والمستعمرين، وللشيخ سليمان الخراشي ـ حفظه الله ـ رسالة قيمة في ذلك الأمر في صفحته الخاصة في موقع صيد الفوائد بعنوان (المشابهة بين قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة ودعاة التحرير في هذا العصر) لمن شاء أن يطلع عليها.

وطه حسين (3)، تكلم العارفونَ بحالهِ أنه تنصر وتزوج بنصرانية فرنسية شقراء وهو الأعمى الفقير المعدم، واتخذ كاتباً (سكرتيراً) نصرانياً، وحين رشحه أحدهم لمنصب وزارة المعارف في عام 1949 فزع الملك فاروق منه وقال: "لا يمكن .. هذا شخص خطير أنتم لا تعرفونه!! " ... تأمل، فاروق المجرم يرى أن طه حسين خطير جداً لا يمكن التعامل معه!!

وجاء النصارى وما زالوا بالملك حتى ولاه وزارة المعارف.

كان فقيراً معدماً من كل فضيلة، لصاً، أخذ كتاب (الشعر الجاهلي) من جرجس صال ومرجليوث، وهم نصارى مثله، وأخذ آرائه في حديث الأربعاء من جورج زيدان، وأخذ أفكاره التي بثها في (على هامس السيرة) من الأساطير و (ميل جيت)، وآرائه في (مستقبل الثقافة) مما كتبه المستشرقون عن حضارة البحر الأبيض المتوسط، وزعم بأن ما في القرآن من حقائق ينافي العلم الحديث، وأن النبي صلى الله عليه وسلم علمته يهود أو أثرت فيه، وكذب فقد آذوه وحاربوه وحاولوا أن يقتلوه، فقاتلهم وقتلهم جزاءً على إجرامهم، وأيد التنصير ودعم المنصرين في الجامعة، وأيد كل المخالفين الكارهين للسنة النبوية من أمثال محمود أبورية، واعتبر الفتح الإسلامي لمصر احتلالا، واعتبر الصحابة رضوان الله عليهم طلاب دنيا، وزعم أن الوحي خرج من الأرض ولم ينزل من السماء (4)، وكان كارهاً للعربية .. كل العروبة وليس فقط الإسلام، فقد دعى إلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير