تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حال الأطفال في عبور النهر كحال الغرب حين أراد أن يعبر إلى حصوننا العقدية وثوابتنا الفكرية، يصورهم لي الخيال وكأنهم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط (بحر العرب سابقاً) يفكرون في العبور كيف يكون؟

حاولوا بأنفسهم عدة مرات (الحملات الصليبية) فغرقوا وما استطاعوا العبور، ثم فكروا في حيلة ذي العزم الضعيف، وهي أن يستعينوا بغيرهم فعمدوا إلى نفرٍ من (المسلمين) نفخوهم واستعملوهم في العبور إلى حصوننا العقدية، فخربوا بيوتنا بأيديهم وأيدي هؤلاء.

والعجيب أن عامة المسلمين اليوم يرون الكفر ولا يرون مَنْ يمتطيهم الكفر أعني المنافقين. العجيب أن المطايا لا زالت بيننا تحمل البلايا (2) وقومنا لا يفقهون.

قاسم أمين، صنف كتابين (تحرير المرأة) صدر في عام 1899م، و (المرأة الجديدة) صدر بعده بعام واحد 1900م، ولم يأت في الكتابين بجديد، بل كان كل ما فيه مأخوذ ممن هم بين يديه من نصارى العرب (مرقص فهمي) ونصارى الغرب تحديداً الدوق الفرنسي صاحب كتاب (المصريون)، ومن الاعتراضات الأوروبية على الرحلة الأصمعية. ثم ماذا؟

أقبل القوم على قاسم أمين فنفخوا فيه حتى صار إماماً وعلماً وباحثاً ورائداً وملهماً .. الخ وترجموا (كتبه) إلى لغات أخرى ... وبدى للناس وكأن المسلمين هم الذين يطالبون بهدم الثوابت العقدية، وبدى للناس وكأنها معركة داخلية بين المسلمين!!

ثم الذين جاءوا من بعد ذلك .. من النسويين، الذين تكلموا في ما يعرف بـ (قضية المرأة) رددوا كلام قاسم أمين الذي هو كلام الكافرين من المستشرقين والمستعمرين، وللشيخ سليمان الخراشي ـ حفظه الله ـ رسالة قيمة في ذلك الأمر في صفحته الخاصة في موقع صيد الفوائد بعنوان (المشابهة بين قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة ودعاة التحرير في هذا العصر) لمن شاء أن يطلع عليها.

وطه حسين (3)، تكلم العارفونَ بحالهِ أنه تنصر وتزوج بنصرانية فرنسية شقراء وهو الأعمى الفقير المعدم، واتخذ كاتباً (سكرتيراً) نصرانياً، وحين رشحه أحدهم لمنصب وزارة المعارف في عام 1949 فزع الملك فاروق منه وقال: "لا يمكن .. هذا شخص خطير أنتم لا تعرفونه!! " ... تأمل، فاروق المجرم يرى أن طه حسين خطير جداً لا يمكن التعامل معه!!

وجاء النصارى وما زالوا بالملك حتى ولاه وزارة المعارف.

كان فقيراً معدماً من كل فضيلة، لصاً، أخذ كتاب (الشعر الجاهلي) من جرجس صال ومرجليوث، وهم نصارى مثله، وأخذ آرائه في حديث الأربعاء من جورج زيدان، وأخذ أفكاره التي بثها في (على هامس السيرة) من الأساطير و (ميل جيت)، وآرائه في (مستقبل الثقافة) مما كتبه المستشرقون عن حضارة البحر الأبيض المتوسط، وزعم بأن ما في القرآن من حقائق ينافي العلم الحديث، وأن النبي صلى الله عليه وسلم علمته يهود أو أثرت فيه، وكذب فقد آذوه وحاربوه وحاولوا أن يقتلوه، فقاتلهم وقتلهم جزاءً على إجرامهم، وأيد التنصير ودعم المنصرين في الجامعة، وأيد كل المخالفين الكارهين للسنة النبوية من أمثال محمود أبورية، واعتبر الفتح الإسلامي لمصر احتلالا، واعتبر الصحابة رضوان الله عليهم طلاب دنيا، وزعم أن الوحي خرج من الأرض ولم ينزل من السماء (4)، وكان كارهاً للعربية .. كل العروبة وليس فقط الإسلام، فقد دعى إلى إلغاء اللغة العربية واستبدالها باللغة اللاتينية وهي لغة قديمة مهملة يجهلها هو، ولا أدري لم يدعوا الناس إلى لغة هو يجهلها؟؟!!، ورأى أن ما تفعله فرنسا بالجزائر من تقتيل وتشريد معاناة وعلى فرنسا أن تصبر على تلك المعاناة في سبيل نشر الحضارة الفرنسية على هذه الشعوب المتخلفة التي ترفض التقدم والاستنارة، وكان ظهيراً للمجوس، فقد قام بطبع (رسالة إخوان الصفا) الداعية للمجوسية، وتكلم بأن القرن الثاني الهجري، وهو من القرون المفضلة، كان عصر مجون، وراح يشيع الفاحشة في الذين آمنوا، إذ استخرج الشعر الماجن وطبعه ونشره، وترجم القصص الفرنسي الماجن للغة العربية وعمل على نشره، وأنشأ معهداً للتمثيل والرقص الإيقاعي، وشجع الاختلاط.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير