أما إذا كان بدون عوض؛ فإنه يحرم أيضًا؛ لأنه يضيع الوقت على الإنسان، وربما يسهر في هذه اللعبة ويترك صلاة الفجر مع الجماعة أو في الوقت، وأيضًا يختلط الإنسان بأشكال من الناس غير مرغوب فيها، ويحصل في أثناء اللعب من الكلام البذيء والشتم وغير ذلك ما لا يخفى.
فعلى المسلم أن يبتعد عن هذه الألعاب الدنيئة التي تضيع عليه وقته في غير فائدة) اهـ. (فتاوى العلامة الفوزان).
الشيخ مشهور حسن آل سلمان:
السؤال 246:
ما هو حكم لعب الشدة؟
الجواب:
(لعبة الشدة لعبة حادثة، عرفت في زمن الأتراك،وذكرت عائشة أوغلوي في كتاب لها مطبوع اسمه "مذكرات الأميرة عائشة" ذكرت أن لعب الشدة كان محرماً عند علماء العثمانيين، وعلمائنا المعاصرون الذين نثق بعلمهم يحرمون لعب الشدة.
وإذا كان لعب الشدة يدفع فيه المغلوب مالاً، فهذا قمار، وإن كان لا يدفع شيئاً فهذا حرام، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبدالله ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من لعب بالنرد شير فقد غمس يده في لحم الخنزير ودمه}، وأخرج أحمد وابن ماجه وأبو داوود وغيرهم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله}، ولعب النرد والشدة والضاما والسيجا كلها على قاعدة واحدة.
وذكر العلماء فائدة نفيسة من قوله صلى الله عليه وسلم: {من لعب بالنرد شير فقد غمس يده بلحم الخنزير ودمه}، فقالوا: الإنسان لا يأكل حتى يغمس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم من لعب النرد دون قمار كالغامس لأن الغمس مقدمة للأكل، فالإنسان لا يأكل القمار حتى يلعب، فاللعب غمس والقمار أكل، فمنع الشرع لعب النرد وما يلحق به من الشدة، وغيرها حسماً لتعلق القلب بالقمار ولعبها، فالخمر الكأس يدعو إلى كأس، وكذلك القمار الدست يدعو إلى دست، فإن تعلق القلب بالخمر فلا يرتوي من كأس وإن تعلق بالقمار فلا يرتوي من لعبة، وهذا حال الذين يلعبون الشدة.
ومن تعلق قلبه بلعب الشدة والمقاهي فإنه لا ينال إلا شراً، ولا ينال إلا رفاق السوء، ومن يصرف طاقته الذهنية وفكره وعقله في مثل هذه الألعاب، فإنه أكثر الناس تضييعاً لمن يعول من الأولاد، إن ذهب للبيت فلا يستطيع أن يتابع أولاده، لأن كل طاقته العقلية وضعها في المقهى، ويريد الآن أن يستروح.
لذا فإن لعب الشدة حرام وإن لم يكن على شيء، فإن كان مقابل شيء فهو حرام من وجهين) اهـ.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[20 - 02 - 09, 06:08 ص]ـ
شُكرًا لك أخي علي الفضلي على ما نقلته .. و أعتذر من الأخت إن حرفت موضوعها شيئًا يسيرًا لمناقشة أمر الفتاوى التي قام بلصقها أخي علي، و هذه المناقشة ليست خاصة بالأخ علي بل للجميع.
و لكل من حب أن يدلو بدلوه في الموضوع محسنًا الظن بالسائل، و أن يُقدم لنا ما نستفيد منه، فحيهلا به ..
أولا لدي تعليق بخصوص الأساليب المُتبعة في الإفتاء .. و لعله من المعلوم أن لكل جيل لغته و أسلوبه في التفكير .. و التفاعل مع الأمور ..
أنا كشخص عامي .. قد أقتنع بمجرد القول بأن الأمر محرم أو جائز مع الاستشهاد بالدليل .. و لكن أنا كشخص عامي عندما أرى بعض التبريرات التي توضع من قبل العلماء، قد لا أستسيغها، و مع كامل احترامي أرى أنهم يَعُدون المتلقي طفلا أو سفيهًا بعض الشيء ..
كما أسلفت سابقًا .. بأن لكل جيل لغته و أسلوبه في التفكير .. و هذا الأسلوب في الطرح و التفكير الذي يتبعه العلماء رحمنا الله و إياهم .. قد يكون مقبولا في السابق .. أما الجيل الحالي فلا أظن أنه يتفاعل إيجابًا مع مثل هذه الفتاوى ..
فمثلا رد لجنة الإفتاء بأن فيها ما يلهي عن ذكر الله عزّ و جل .. فأرى أنه احتجاج و تعَذُرٌ لا قيمَة له .. إذ أن كل ما في حياتنا أيضًا قد يلهي عن ذكر الله .. فحتى التجارة قد تلهي عن هذا الأمر و لكم في الأسهم خير شاهد .. و حاجة الإنسان للترفيه و الراحة و الاستجمام و كسر الروتين تمامًا مثل حاجته للأكل و الشرب ..
¥