و كذلك الاحتجاج بأنها لعبة كفار!! فإني لا أرى لها أي داعٍ لكي يُستعان بها و يُعتمد عليها في التبرير و الاحتجاج .. إذ أن أغلب الأمور الآن أتتنا من الكفّار .. فدونك رياضة الجودو و التايكوندو .. فهي ألعاب يابانية و كورية الأولى لجيكوا كانو من الصين، و الثانية من كوريا و الله أعلم!! إذ أن هذه الألعاب لم تأتي لنا من أهل الكتاب فحسب!! بل من بوذيين و عبدة بقر و شمس!! و كذلك الاستدلال بقول رسول الله الكريم .. (من تشبه بقوم فهو منهم) .. لا أرى له أي صِلة، فأنا لا ألعب لمجرد التشبه!! و هكذا الغالبية و السواد الأعضم فيما يبدو لي ..
و كذلك بأنها قد تلهي عن الصلاة أو أنها تضيع الوقت أو أنها تضر بالعقل و التفكير و ما شابه من هذه الأمور .. لا أرى أن لها أي معنى - مع احترامي - ..
باختصار .. كُل شيء حولنا مُحاط بالمخاطر ..
مِرّة أُخرى .. اعتراضي ليس على التحليل و التحريم أو على المشايخ .. بل اعتراضي - أو سَمه - ملاحظة .. أن لكل جيل لغته و طريقة تفكيره، و الأسلوب الذي يوجه به الناس يجب أن يكون بأسلوب يقبله الجميع .. و الاعتماد على أقوال علماء بأنها أَدِلّة و أن يحتج بها قد لا يعجب البعض .. إذ أن الناس أصبحوا أكثر و عيًا من الأجيال الماضية التي كانت تتعلم بالتلقي، الآن اتسعت مدارك الأغلبية و بدأ دور التفكير النقدي يأخذ منحاه في حياة الناس .. أي أن الناس لم تَعد تتلقى فحسب بل أصبحت تناقش، و تحترم عقولها أكثر من قبل .. فأنا على علم كيف كان يتعلم الأجداد، فأحد كبيرات السن من عائلتي رحمهم الله .. كانت تأخذ قول المشايخ حجّة .. أي أن ما يقوله المُفتي يجب أن يُتبع .. لا أحدثك عن نفسي، بل عن الأغلبية من الناس بأنهم أصبحوا ينقدون و لا يتقبلون الحجج التي كان يتلقاها جدتي و جدتي ..
ختامًا .. و دعني أدخل فلسلفة التسويق و التي هي تخصصي، بأن الجميع لديهم أفكار و مبادئ صحيحة و سلع رائعة، و لكن المُشكلة أننا نقدمها في طبق مكسور!! حسن العرض أمر مطلوب لتقديم سلعة مُعينة، و لكن .. لكي تُحسن تقديم السلعة و يتقبلها منك الآخرون، يجب أن تفهم ثقافة هذا المجتمع الذي أنت تستهدفه .. لأن أذواق الناس في الرفض و القبول تختلف من منطقة لمنطقة، و ما هو يكون مستحسًا في بيئة معيّنة قد لا يستحسن في بيئة أخرى .. و لكن تحقق أهدافك و تصل للشريحة المُستهدفة أفهم طريقة تفكيرها أو البيئة التي تعيش بها .. بناءًا عليها تستطيع أن تقدم ما تريد و أنت بكامل الثقة ..
حفظك المولى ..
إنما جاءتنا "لكل جيل لغته " منهم، ولكن الله تعالى يقول (ليس عليكم هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) أما مر معك - أخي القحطاني - أحد هؤلاء من أصحاب اللغة الجديدة! فأقاموا عليه الحجة، فتهكم بها، وبعد برهة -قل ما شئت من برهة- راجع نفسه وتاب بنفس الأدلة؟!!!
لا شك أن ردها أولا كان لهوى في نفسه، ثم لما أذن الله له، تاب وآب، والحجة هي هي!
يا أخي القحطاني:
إنما الحجة تكون بكتاب الله تعالى وسنة رسوله، (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها)، (لست عليهم بمسيطر)، (وما أنت عليهم بجبار).
والله الهادي.
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[20 - 02 - 09, 06:48 ص]ـ
وصلت رسالتك أخي علي و بارك الله لك و فيك ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 02 - 09, 06:54 ص]ـ
وصلت رسالتك أخي علي و بارك الله لك و فيك ..
آمين، ولك بمثل.
أسأل الله تعالى وهو الكريم المنان سبحانه أن يجمعني بك في الفردوس الأعلى.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[21 - 02 - 09, 02:19 م]ـ
شُكرًا لك أخي علي الفضلي على ما نقلته .. و أعتذر من الأخت إن حرفت موضوعها شيئًا يسيرًا لمناقشة أمر الفتاوى التي قام بلصقها أخي علي، و هذه المناقشة ليست خاصة بالأخ علي بل للجميع.
و لكل من حب أن يدلو بدلوه في الموضوع محسنًا الظن بالسائل، و أن يُقدم لنا ما نستفيد منه، فحيهلا به ..
أولا لدي تعليق بخصوص الأساليب المُتبعة في الإفتاء .. و لعله من المعلوم أن لكل جيل لغته و أسلوبه في التفكير .. و التفاعل مع الأمور ..
¥