تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائدة حديثية تعلمتها اليوم (1)]

ـ[المشفق]ــــــــ[03 - 03 - 03, 06:29 ص]ـ

حديث (ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه)

هذا الحديث الصحيح انكرته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها و رفضته و حلفت ان الرسول صلى الله عليه و سلم ما قاله، و استدلت بآيات من القرآن يقول الله عز و جل: ((و لا تزر وازرة وزر اخرى)((و ان ليس للانسان الا ما سعى)) ...

و لكن ما الصحيح و ما العمل مع هذا الحديث؟؟؟

اولا: الحديث صحيح مئة بالمئة فهو حديث متفق عليه في الصحيحين رواه عن النبي صلى الله عليه و سلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه و عنه رواه جمع كثير من الصحابة منهم ابن عباس و ابو موسى الاشعري و انس بن مالك و غيرهم ..

ثانيا: انكار عائشة رضي الله عنها مقابل اثبات جمع كثير من الصحابة له، و كما يقول الاصوليون: المُثبت مقدّم على النافي ...

ثالثا: لا يُتصوّر ان يقول خمسة او ستة من الصحابة الكبار هذا الحديث و يكون النبي صلى الله عليه و سلم لم يقله، و من الصعب ان ننسب الوهم لهذا العدد من الصحابة، لكن ممكن ان نتصور انه خفي عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها و لم تسمعه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ...

رابعا: للعلماء في تفسير هذا الحديث مسالك اصحها ما ذهب اليه الامام الطبري و الامام ابن تيمية و غيرهم من اهل العلم رحمهم الله جميعا و هو ان العذاب هنا بمعنى التألم و الحزن و ليس العذاب الاخروي او عذاب القبر، و بذلك نعلم ان الميت يدري ان اهله يبكون عليه و يسمع ذلك و ذلك لان روحه تكون قد رُدت اليه كما ثبت في الصحاح ...

ـ[المشفق]ــــــــ[07 - 03 - 03, 10:48 ص]ـ

فائدة حديثية تعلمتها اليوم رقم (2)

حديث (أرسل الله ملك الموت إلى موسى عليه السلام فلما جاءه صكه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال فرد الله إليه عينه وقال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم مه قال ثم الموت قال فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر)

هذا الحديث عن ابي هريرة رواه البخاري و مسلم و النسائي و احمد في مسنده و ابن خُزيمة و غيرهم من اهل العلم، و للحديث فوائد كثيرة قد تخفى على طالب العلم:

1 - ابتلاء الانسان بالايمان بالغيب فان الله عز و جل جعل من أخص خصائص المؤمنين المتقين الايمان بالغيب، قال الله عز و جل: ((ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون))، فهذا الحديث من الغيب الذي يبتلى المؤمنون بالايمان به.

2 - ايضا من فوائده الكشف عن طبيعة الانسان خاصة في بعض المواقف حتى حين يكون الانسان نبيا مصطفا مختارا، فانه لا يخرج عن انسانيته و بشريته.

3 - و من فوائده الفقهية التي ذكرها اهل العلم و هي كثيرة منها فضل الموت في الارض المقدسة، و لذلك جاء في الحديث الصحيح: (من استطاع منكم ان يموت بالمدينة فاليفعل)، الى اخره من الفوائد التي ذكرها اهل العلم فالتراجع ...

و مما قد يتبادر الى الذهن عند قراءة هذا الحديث كون موسى نبي الله كليم الله عليه الصلاة و السلام يكره الموت، و هذا ليس بالامر المستغرب او المستنكر، فكراهية الموت جبلّة في كل انسان، و لذلك ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث عائشة و ابي هريرة و هما في الصحيح: (من احب لقاء الله احب الله لقاءه، و من كره لقاء الله كره الله لقاءه، قال له الصحابة: يا رسول الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ليس ذلك، و لكن المؤمن اذا حُضرْ بُشّر بالله و رضوانه و جنته فأحب لقاء الله فاحب الله لقاءه، و ان الكافر اذا حضر بشر بسخط الله و عذابه و ناره فكره لقاء الله وكره الله لقاءه)

و ايضا قد يتبادر الى الذهن تلك العاهة ان تُوجد في المَلك، و هذه العاهة هي عاهة عارضة للصورة التي تَصَوّر فيها الملك، و ليست للصورة الاصلية التي خُلق عليها، و قد ثبت ان الملك يتصور للنبي بصور شتى مثل ان يتصور بصورة بشر كما في حديث جبريل عليه السلام ...

و اخيرا لا يجوز ان يوصف أئمة الحديث كالبخاري و مسلم و احمد و النسائي و ابن خزيمة و غيرهم أو رجال الاسناد الذين رووه و تكلموا على متنه مقرين له و مدافعين عنه بانهم من اصحاب الفكر السطحي، لان لهم فيه تفاسير و تاويلات صحيحة، كما انه لا يجوز ان نصف من انكر هذا الحديث او لم يؤمن بمتنه او لم يقبل به بالكفر او الضلالة او الزندقة او الالحاد ما لم يتمسك بهذا الحديث و امثاله للطعن في السّنّة كلها، و ما دام الحديث ليس بالمتواتر القطعي فلا يوصف منكره بالالحاد و ان كان متواترا ايضا فلا يوصف به لانه قد لا يؤمن ان الحديث متواتر ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير