تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بو الوليد]ــــــــ[07 - 03 - 03, 03:39 م]ـ

أحسنت أخي الكريم ..

وبارك الله فيك ..

ـ[المشفق]ــــــــ[19 - 03 - 03, 05:49 ص]ـ

حديث

(أن رجلا -و هو ابن عم مارية القبطية- كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم-اي مارية القبطية- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ بن ابي طالب رضي الله عنه: اذهب فان وجدته عند مارية فاضرب عنقه، فأتاه عليّ فإذا هو في ركيّ يتبرد فيها فقال له علي: اخرج فناوله يده، فاخرجه، فاذا هو مجبوب ليس له ذكر، فكف عنه عليّ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه لمجبوب ما له ذكر)

الحديث صحيح رواه الامام مسلم في صحيحه والامام احمد في مسنده و غيرهما من ائمة الحديث و قد رواه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنس بن مالك رضي الله عنه، فلا مطعن في هذا الحديث، و لكن قد يرد هناك اشكال في القضاء و هو انه يستحيل ان يُحكم على رجل بالقتل في تهمة لم تُحقق و لم يواجه فيها المتهم، و لم يُسمع له فيها دفاع، بل كشفت الايام عن كذبها و براءته منها ...

و قد رد الامام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى على هذا الاشكال و اجاب عنه في كتابه زاد المعاد بجواب سديد دون ان يحتاج ان يتجشّم تضعيف الحديث فقال:

و قد أشكل هذا القضاء على كثير من الناس، فطعن بعضهم في الحديث، و لكن ليس في اسناده من يتعلّق عليه - اي ان جميع رجال اسناده كلهم ثقات - و تأوله بعضهم على انه لم يرد حقيقة القتل، انما اراد تخويفه ليزدجر عن مجيئه اليها. قال و هذا كما قال سليمان للمرأتين اللتين اختصمتا اليه في الولد: عليّ بالسكين حتى اشق الولد بينهما، و سليمان لم يرد ان يفعل ذلك، بل قصد استعلام الامر من هذا القول، و لذلك كان من تراجم الائمة على هذا الحديث: باب الحاكم يُوهم خلاف الحق ليتوصل به الى معرفة الحق، فأحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يعرف الصحابة براءته و براءة مارية، و علم انه اذا عاين السيف، كشف عن حقيقة حاله، فجاء الامر كما قدّره رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و أحسن من هذا ان يقال: ان النبي صلى الله عليه و سلم أمر عليا رضي الله عنه بقتله تعزيرا لاقدامه و جرأته على خلوته بأم ولده، فلما تبيّن لعليّ حقيقة الحال، و انه بريء من الريبة، كفّ عن قتله و استغنى عن القتل بتبيين الحال، و التعزير بالقتل ليس بلازم كالحدّ، بل هو تابع للمصلحة دائر معها وجودا و عدما. انتهى كلام ابن القيم رحمه الله.

يعني على هذا يمكن ان يقال: ان النبي صلى الله عليه و سلم أمر بقتله لانه كان يدخل على ام ولد النبي في غيبته و يخلو بها، و قد شاع مثل هذا الكلام في الناس فأمر بقتله تعزيرا، لانه تسبب في قالة السوء في بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بفعله المحرم، اضافة الى ما يُوجد من الشبهة في ذلك، فلما بان الامر للناس و انتهى الكلام بأن الرجل كان مجبوبا، زال ما يدعو الى تعزيره بالقتل، فعفى عنه النبي صلى الله عليه و سلم.

هذا و الله تعالى اعلى و اعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير