تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 04:00 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين, وبعد:

ففي هذه الأيام يقومُ الكثيرُ من المسلمين بإقامة الاحتفالات بالموالد ظنا منهم أنَّ المولد هو البرهانُ الأوحدُ الأصدقُ على محبة الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحاشاهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يُبَرهَنَ على صدق محبته بالمحدثات والمخترعات.

وإنَّ من أشد البلاء وأمضاهُ وأنكاهُ أن يرمَى الذابُّ عن الدين والذائدُ عن حياضه بأنه جافٍ مبغضٌ لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , وذلك لأنهُ أزاحَ عن السنة ضلالات المبتدعة وحرسها من الفِرى والأباطيل , ومن أنكر على الناس المحتفلين وحاجَّ كبراءهم سمع ورأى العجبَ العجاب.

وإنَّ من أنفس ما علمتُ وقراتُ وسمعتُ من كلامٍ حول المولد وبدعته والحكمة في مناصحة أهله , هذا الكلام لمعالي ا لشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي , عضو هيئة كبار العلماء , والمدرس بالحرم النبوي الشريف - حفظه الله - يومَ سئل في أحد دروس شرح السنن بجامع الملك سعود بجدة هذا السؤال:

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟

فأجاب حفظه الله بقوله:

مولد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يثبت في دليل في كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مشروعية إحياء ليلته ويومه، وقد عاش-عليه الصلاة والسلام- بعد نزول الوحي سنوات لم يسن لأمته أن يحتفلوا بيوم مولده، بل جاءت السُّنة بخلاف ذلك حينما كان- عليه الصلاة والسلام- يصوم الاثنين دون تخصيص ليوم مولده- عليه الصلاة والسلام- فقال عن يوم الاثنين: ((ذاك يوم ولدت فيه فأحب أن أصومه)) فصام لله شكراً يوم مولده-عليه الصلاة والسلام- هذا هو الاحتفاء وهذا هو الشكر للنعمة وهذا هو المفيد حينما يؤدي الإنسان العبادة المشروعة ويحس بأنه يقوم بشكر نعمة الله عز وجل عليه.

هذا المولد لم يفعل لا في زمان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا في المائة الأولى ولا في القرون المفضلة كلها.

هل هذه الأمة كلها غافلة عن تعظيم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟!

هل هذه الأمة كلها ما علمت أن هناك حق للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفضل لهذا اليوم؟!

كل هؤلاء العلماء والأئمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كلهم لا يعلمون فضيلة المولد حتى تأتي القرون المتأخرة بعد الخمسمائة ويأتي من يحيي ليلة المولد ويقول: إن هذا دين وشرع هل هذا يعقل؟!

هل يمكن لمسلم أن يقول: إن هذا الشيء مشروع، وينسبه إلى دين الله عز وجل وكل هذه القرون المفضلة لم يقع فيها؟!

هما أحد أمرين:

الأول: إما أن المولد من الدين ويقصد به التقرب إلى الله عز وجل والطاعة والله-تعالى- يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً}.

والثاني: وإما أن يكون ليس من الدين.

فإن كان من الدين: فهذا نص كتاب الله عز وجل على أنه ما كان يوم عرفة إلا وقد تمم الله شرائع الإسلام وشرائع الدين.

وإن كان ليس من الدين: فلماذا يدافع عنه ويقوم من يشرّعه للناس ويجعله ويوالي فيه ويعادي بل لا يجد أحدًا يتكلم فيه إلا ظن به السوء وأنه لا يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنه ينتقص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لماذا هذا؟!

يعني هل هؤلاء المتأخرون الذين قالوا حتى قال بعضهم يقول: إنها بدعة حسنة على أن البدعة فيها حسن وفيها سيء مع أن الله عز وجل ذم على لسان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كل الحدث في الدين وهو إذا سلم أنه بدعة فأنه لا حسن فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير