فالشاهد من هذا أن المولد النصوص فيه تدل، لم يدل نص في كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على مشروعيته وأنه ينبغي للمسلم أن يتبع الوارد وأن يحيي سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بصيام الاثنين، كيف يليق بالإنسان أن يحرص على شهود المولد وعلى جلوسه وعلى دعوته وقل أن يصوم الاثنين في الأسبوع تأسياً بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أي الفريقين أحق بالسُّنة؟!
فنحن نقول: إن هذه الأمور ينبغي تركها وعدم الحماس والدفاع عنها على أنها ثابتة في دين الله وشرع الله وأن من يثبتها يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأن من لم يثبتها لا يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علينا أن نتقي الله عز وجل وأن نبين للناس دين الله وشرع الله بكل أمانة بعيدًا عن العواطف وبعيداً عما اعتاده الإنسان، وعلينا أن نعمل بما في كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإذا قال الإنسان: إن المولد بدعة، فليس معناه أنه لا يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وليس معناه - حاشا - أنه يكره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والله لو كان المولد هو الدليل على حب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا نزكي أنفسنا على الله لقاتلنا حتى نفعل هذا المولد كما يقاتل المسلم ويجتهد في أداء العبادات المشروعة في كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعندنا مسائل:
المسألة الأولى: كلام العلماء والأئمة من المتقدمين والمتأخرين في أن المولد بدعة وحدث لا غبار عليه والسواد الأعظم من الأمة تكلم على هذه المسألة وكلامهم فيها واضح، والأئمة والمحررون والجهابذة كلهم على أنه لا يشرع إحياء ليلة مولده-عليه الصلاة والسلام-.
ثانياً: أن المولد نفسه مختلف في اليوم الذي ولد فيه- عليه الصلاة والسلام- ولم يثبت تحديد إلا اسم اليوم وهو الاثنين، وأما الثاني عشر أو التاسع إلى غير ذلك من الأقوال التي قيلت في مولده-عليه الصلاة والسلام-.
ثالثاً: أنه ينبغي أن ينتبه لقضية تشريع هذا الشيء والدفاع عنه ويأتي الإنسان يتكلم في مسألة المولد , ويدافع عنها دفاعاً قد لا يدافعه عن بعض السنن الثابتة المعروفة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا ينبغي إشغال الأمة بمثل هذا.
كلام العلماء في هذا واضح، ثم ما الذي يضير إذا كان الشيء يقال له: إنه مولد أنه مباح وأنه غير مباح ما هو الأحوط للأمة وما هو الأفضل؟
أننا نتورع ونتقي هذا إذا سلمنا يعني كمسألة خلافية إذا جئنا ننصح للأمة وأنا أتكلم على البعض الذين يستميتون في الدفاع عن هذه الأشياء وتجد فيما يبلغنا من الانترنت وغيرها من إقامة الدنيا وإقعادها على هذا الأمر وشيء يعني يقرح القلب إذا جاء يوم المولد قامت الدنيا وقعدت، هل المولد مشروع وإلا غير مشروع؟
كلام العلماء واضح في هذا، بل بلغ في البعض إفراط وتفريط لو أنك جئت وخطبت الجمعة في يوم المولد أو قريب من المولد ولم تخطب عن المولد فعليك ألف علامة استفهام، وإذا العكس إذا جئت وخطبت عن المولد فأنت لا تحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإذا زهدت في المولد، حتى إن بعضهم قام من الخطبة-نسأل الله السلامة والعافية- ما هذا ما هذا الذي يجري، ولذلك-نسأل الله السلامة والعافية- يعني وقع الناس في أمور عظيمة لا ترضي الله عز وجل علينا أن نتقي الله عز وجل علينا أن نعيد النظر في اتباع السُّنة والوارد، وما الذي يضيرني إذا كنت أرى المولد وأرى غيري من العلماء يشدد فيه وأرى له وجهاً لماذا لا احتاط للأمة؟
لماذا أقيم الدنيا وأقعدها إلا أن المولد مثل الفريضة، ليس هناك أحد من العلماء قال: إن المولد فريضة حتى يستميت البعض في إحيائه وإثباته وكأن الأمر للإغاظة، حتى إن البعض يفعل المولد ويحرص عليه ليس من باب أنه يفعله قربةً لا , يفعله إغاظة لمن لا يقول به.
هو لو كان مشروعًا وقصد به الأمور هذه إغاظة الغير-نسأل الله السلامة والعافية- قد يكون إثمه أكثر من ثوابه , فأصبحت أمور الدين تكلف وتحمل ما لا تتحمل.
¥