تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بضرَرِها الكبير، ومِمَّن جزم بِحرمتها الفقيه أبو بكرٍ المقرئ الحرازي الشافعي في مؤلَّفه في تحريم القات، وكان مِمَّن جرَّبها فقال: إنّي رأيتُ من أكْلِها الضَّرر في بدني وديني فتركتُها. وقال: "ظهر القاتُ في زمنِ فُقهاء لا يَجسرون على تَحريم، ولا تحليل، ولو ظهر في زمن الفُقهاء المتقدّمين لحرموه" انتهى.

وقال الشيخ محمد بن سالم البيحاني من علماء اليمن في كتابه "إصلاح المجتمع": "والابتِلاء بِهما - القات والتنباك - عندنا كثير، وهُما من المصائب والأمراض الاجتماعيَّة الفتَّاكة، وإن لم يكونا من المسكر فضَرَرُهُما قريبٌ من ضرر الخَمْرِ والمَيْسِر، لِما فيهما من ضياع الأموال، وذَهاب الأوقات والجِناية على الصّحّة، وبِهما يقع التَّشاغُل عن الصلاة، وكثير من الواجبات المهمَّة، ولقائلٍ أن يقول هذا شيء سكتَ الله عنه، ولم يثبُتْ على تَحريمه والامتناعِ منه أيُّ دليل، وإنّما الحلال ما أحلَّه الله، والحرام ما حرَّمه الله، وقد قال جلَّ ذكره: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 29]، وقال تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} [الأنعام: 145].

وصوابٌ ما يقول هذا المدافع عن القات والتنباك، ولكنَّه مغالطٌ في الأدلة، ومتغافل عن العمومات على وجوب الاحتِفاظ بالمصالح، وحُرمة الخبائث، والوقوع في شيء من المفاسد، ومعلوم من أمْرِ القات أنه يؤثّر على الصِّحَّة البدنيَّة، فيحطّم الأضراس، ويهيج الباسور، ويفسد المعدة، ويضعف شهيَّة الأكل، ويدرّ السلاس - الودي - وربَّما أهلك الصلب، وأضعف المنيَّ، وأظهر الهزال، وسبَّب القبض المزمن، ومرض الكلى، وأولاد صاحب القات غالبًا يَخرجون ضعافَ البنية صغارَ الأجسام والقامة قليلاً دمهم، مصابين بعدَّة أمراض خبيثة، وهذا مع ما يبذل أهلُه من الأثمان المحتاج إليها، ولو أنَّهم صرفوها في الأغذية الطَّيّبة، وتربية أولادِهم، أو تصدَّقوا بِها في سبيل الله لكان خيرًا لهم ... وإنَّهم ليجتمعون على أكْلِه مِن منتصَف النَّهار إلى غروب الشَّمس، وربَّما استمرَّ الاجتماع إلى مُنتَصَف اللَّيل يأكلون الشّقّ، ويَفْرون أعراضَ الغائبين، ويَخوضون في كلّ باطل، ويتكلَّمون فيما لا يَعنيهم، ويزعُم بعضهم أنَّه يستعين به على قيام الليل، وأنَّه قوت الصالحين.

ومن الشيوخ الَّذين قضى القاتُ على أضراسِهم مَن يدقّه، ويطرب لسماع صوت المدقّ، ثم يلوكه، ويمصّ ماءه، وقد يُجفّفونه، ثم يَحمِلونه معهم في أسفارهم، وإذا رآهم مَن لا يعرف القات سخِر بِهم وضحك منهم" انتهى.

وقد قرَّر المؤتمر العالمي لِمحاربة المسكرات والمخدرات والتَّدخين المنعقد بالمدينة النبوية برعاية الجامعة الإسلامية بالإجماع إلْحاق القات بالمخدّرات.

ومن هذا البيان يتبيَّن أنَّ الزَّكاة في القات غيْرُ متصوَّرة أصلاً لإلْحاقِه بالمسكرات أو المفسدات، والله تعالى طيّب لا يقبلُ إلا طيّبًا كما ثبَت في الحديث الصحيح،، والله أعلم.

المصدر: http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=2962

ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[26 - 02 - 09, 11:51 م]ـ

أحسنتم وهذه الخلاصة:

ومن هذا البيان يتبيَّن أنَّ الزَّكاة في القات غيْرُ متصوَّرة أصلاً لإلْحاقِه بالمسكرات أو المفسدات، والله تعالى طيّب لا يقبلُ إلا طيّبًا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير